دشنت الشركة المغربية للعلاج (سوطيما) ثلاث وحدات صناعية جديدة في مركبها الصناعي ببوسكورة، ضمنها وحدة لتصنيع أدوية بدائل حيوية لعلاج السرطان، ووحدة لتصنيع أكياس الأمصال الموجهة لتزويد المستشفيات والمصحات، ووحدة لتوليد الطاقة باستعمال الكتلة الحيوية عبر تدوير النفايات، خاصة النفايات الطبية والصيدلية.
وكلف هذا المشروع، الذي يندرج في إطار توسعة المركب الصناعي للشركة، استثمارا بقيمة 280 مليون درهم. وتهدف هذه الوحدات، التي أشرف على تدشينها أول من أمس عمر التازي، الرئيس المؤسس للشركة، ووزيري الصحة والصناعة والتجارة، إلى تأكيد ولوج الشركة عصر التكنولوجيا الحيوية، إضافة إلى تأكيد التزامها في مجال الاقتصاد الأخضر.
ويشكل المصنع الجديد للبدائل الحيوية في علاج السرطان إحدى ثمار الزيارة الملكية لموسكو في مارس 2016، والتي أبرمت خلالها اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين المغرب والاتحاد الروسي. وتمكنت شركة سوطيما للصناعات الصيدلية، التي شاركت في هذه الزيارة ضمن الوفد المرافق للملك، من إبرام اتفاقية تعاون في مجال التكنولوجيا الحيوية مع أحد أبرز المختبرات الروسية، والتي تضمنت نقل هذه التكنولوجيا بغرض استعمالها في إنتاج عقاقير مضادة للسرطان، وبالتالي المساهمة في توفير هذه العقاقير في السوق المغربية والافريقية بتكلفة أقل مما هي عليه الآن. وحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية فإن منطقة إفريقيا جنوب الصحراء تسجل سنويا 650 ألف إصابة جديدة بالسرطان، مقابل 555 ألف حالة جديدة في منطقة شمال إفريقيا (المغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر).
وانطلقت سوطيما، وهي شركة مدرجة في بورصة الدار البيضاء، في سنة 1976. وتقول لمياء التازي، المدير العام المساعد للشركة، “كانت البداية بوحدة لإنتاج الأنسولين قصد توفيره بسعر في المتناول لمرضى السكري. واليوم أصبحت سوطيما منصة عالمية لإنتاج وتصدير الأدوية لإفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط”. وخلال سنة 2017 حققت الشركة مبيعات بقيمة 1.5 مليار درهم، وأرباحا صافية بقيمة 150 مليون درهم.
أشارت التازي إلى أن سوطيما تخضع بانتظام، في سياق ممارسة أنشطتها الإنتاجية، للتقييم والافتحاص والتصديق من طرف وزارة الصحة المغربية والعديد من الهيئات الدولية المختصة وسلطات الترخيص للعقاقير والأدوية، في فرنسا والبرتغال ودول مجلس التعاون الخليجي وهولندا، وغيرها.
وبالإضافة إلى تصنيع سلاسل متنوعة خاصة بها من العقاقير والأدوية، فإن سوطيما تنتج أيضا مجموعة واسعة من العقاقير عن طريق عقود المناولة لفائدة أزيد من 35 شركة أدوية عبر العالم. وفي سياق توجهها العالمي فتحت سوطيما تمثيليات في العديد من البلدان، خاصة إفريقيا الغربية حيث تخطط للتوسع من خلال إنشاء وحدات إنتاج محلية. وفي هذا السياق افتتحت الشركة منذ 2013 فرعا صناعيا في السنغال تحت اسم “ويست أفريكا فارما” لإنتاج الأدوية الجنيسة، والذي يستهدف تموين أسواق غرب إفريقيا بالأدوية، وتشكيل نقطة ارتكاز ونموذجا للتوسع المستقبلي للشركة في هذه المنطقة التي تشمل 15 دولة.
وأشارت التازي إلى أن سوطيما تشغل حاليا 1200 شخص، جلهم من ذوي الكفاءات العالية. وحسب مخططاتها الاستثمارية فإنها تتجه نحو خلق 100 فرصة عمل جديدة كل سنة في المتوسط.