سيف الريح

 

لا تسألني عن داء أنفاسٍ
عادت بي إلى زنزانة مفتوحة
هزمتْ أحلامي في ليلة ليست بريئة
ونشيدُ الخواء أسىً يزرع نشازه
في أدراج جبلٍ استباحته جنيات
عانقت آلام الهجران وقالت :
دع عنك خواء الكهف المهجور
واصل درب الصعود للهاوية
اكتب على قبرك المعلوم
« غريب عنك يا شطّ الصخر الجارح «
والريح رمت بأزهار فراشات استوطنت فزَّاعات
استطابت مديح الفارس الأعمي
وارتوت من أغنيات لم تسألْ سَهْوي المُزمن
عن شفاهٍ تسخر من سيف انتظارٍ هزمَتْه رياحٌ
تلهو بالأشباح المنذورة للرعب الآتي
من ساحات الفقدان المرصود
حيث أفعى السراب شاءت مَلْءَ الصمت
بنحيب احتل تراب الممرات المأهولة
بأحقاد أدمنت تعذيب ضحاياها بآياتٍ
لا تحيي ما مات في حلق الحكاية
قريبا من خرائط اليَقِين المصْلُوب
كي يهدأ بركان الخواء
والمدى صبحٌ يرجو قتل الحلم بسيف
هزمته انحناءات الوادي الحزين
قرب الأحجار المطلية بِحنّاء الأكاذيب السائبة
والعنعنات تطارد لعنة الجبل المنبوذ
طلبا للنجاة من دوخة نصبتها فخاخ العهد اللئيم
في عتمات الهروب المزيف
ولا ذراع تسند رقصة الريح والأشباح
عند التلال النائمة على غدر المخطوط
في حضرة أقنعة جرفتني لدرب الهزيمة
حيث اعتقدتْ سراب المستحيل إشارة
ولعبة الانتظار .. شبهة
تغني لصقيع يسأل الضريح المقفل
عن خوف أنفاس قفزت من المركب المثقوب
حين انتشى القطيع بجُبْن استعارات بلهاء
تهدي الصدأ المقدس فوق الكهف المشؤوم
قيْدَ العشيرة المدنس في أنفاق ادعاءات
لا تعترف بِيَومٍ يمضي لترتيب مزارات انزياحٍ
مزقت أقنعة الاعتداد بخلاء اصطاد سيف الوقت
دون آثار تدل الخواء على احتمالات الندم
وترمي بي لصمت الموتى
حتى تدمع عيني من حياد الكلمات
وما في الحكاية غير استيهامات ريح
هزمَتْ سيف الوقت الصدئ عاريا من أشعارٍ
أبكت عين العاجز عن محو الخواء المُمجَّد.


الكاتب : حسن برما

  

بتاريخ : 15/02/2019

أخبار مرتبطة

روني شار يقول بأن على الشاعر أن يستيقظ قبل أن يستيقظ العالم لأن الشاعر حافظ وجوه الكائن اللانهائية.شعراء أساسيون مثل

رَفَحْ جرحٌ أخضرُ في مِعْصم غزَّةَ، وَنَصْلٌ في خاصرة الريحِ. ماذا يجري؟ دمُ عُرسٍ يسيلُ أمْ عروسُ نِيلٍ تَمْضي، وكأنَّ

– 1 – هل الرمز الشعري الأسطوري ضروري أو غير ضروري للشعر المغربي؟ إن الرمز الأسطوري، اليوناني، خاصة، غير ضروري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *