شذرات

(1)
في الانْفرادِ نزوةُ لاَجِئ
أو منْفيّ حُرٌّ فِي خيَالِهِ،
يهربُ بهِ منْ نافذةٍ صغيرَةٍ
تعلُو زنْزانةَ عُمْر،
ويرسمُ بساطاً أخضَرَ
تحملُهُ نورسَاتٍ،
وتطيرُ بهِ إلَى اللّامكَانِ.
(2)
لا تَحْتاجُ أن تُعلّل لِصَخْر
أنه أقسَى مما نَتوَقّع…!
ضعْ فأسًا على جبلٍ
اضْرب بكُلّ قِوَاك
ثم دعْهَا لِحَدَّاد تَلِين كَمَا يشْتَهي.
(3)
أنَا لسْتُ كاتبًا،
أنَا نسّاجُ ابتسَامَاتٍ مستعَارَةٍ…
كلما حدّثنِي متشائمٌ،
حكيتُ لهُ بعضَ فصُولِ روَايتِي
،فتَقاسَمْنَا القهْقهَة.
(4)
لا يزالُ الجمرُ ملتهباً،
احمرارٌ فِي احمرارٍ…
اغمسِي سبّابتكِ في لهيبِ الانتظَارِ،
لتعْرفِي كمْ احترقْتُ قبلَ مجِيئِك؟
(5)
أنا ابْنُ السّماء!
أغضبُ حينَ تكفَهِرُّ سمَائِي،
لكِنْ أبتسِمُ عنْد طُلوعِ الشّمسِ
وأموتُ حينَ يهْربُ الظّلِّ.
(6)
ألمْ ترَ أنّ هذَا المسَاء بلّوْرِيٌّ،
بمَا فيهِ الزّهُور؟
ابسِطْ أجْنحَتكَ وحلّقْ معَ الطّيورِ
كلُّ أهلِ السّماءِ يُحيّونَك
يعرفونَ منْ أينَ ينبَعثُ هذَا النّورُ…
فافرحُ بمَا أوتِيتُ منَ الحُرّيّةِ،
ارقصْ علَى كرَاسيهِم المرصّعَةِ بالجواهرِ
وغنّ لنَا ما دوّنتَ علَى السّطُورِ…
(7)
غدًا، سأرْكبُ بغْلَ الجيرانِ الأشْهبِ،
وأربطهُ إلى عربةٍ، بعدَ أنْ أحمِّلُهَا بآلافِ الاسْتعارَات والتشْبيهَات…
حبْلُ الجرِّ مَتينٌ جدًّا…
سَأسْندُهُ إلَى بقيّةِ الشّعَراءِ،
ثمّ أجُرُّهُمْ منْ أعنَاقِهمْ لنَبيعَ النّعنَاعَ جمِيعًا،
رحْبَة وَحيدَة تنْقُصنَا،
لنُبَرْهنَ لأنْفسِنَا أنَّنَا أبْخسَ ممَّا نَتخيَّلَ.
(8)
هذهِ المَنظُومةُ بِرمَّتِهَا
ليستْ أكثَرَ تعقيدًا منْ معادَلَاتِ (مَاكْسْوِيل)
وهذَا المشهَدُ لَا يْبدُو لِي عصيًّا منْ فكْرةٍ شعْريَّةٍ ألُفّهَا فِي «كاغِيط»
إنَّ هذهِ المنْظومَة أصْغَرُ منْ رُقعَةِ شطْرنْج،
وهؤُلاَءِ الأشْخاصُ بَيادِقُ ليْس إلُّا
هذَا للقَلعَةِ،
وهذَا للجُنُودِ،
وأنْتِ «للوَادِ».
(9)
الضّيقُ عنْصرٌ يحتَاجُ إلَى ترْميمٍ،
وهذهِ الرّحَى القديمةُ تشْهدُ علَى تاريخٍ منَ الطَّحْنِ
إلّا أنّ الفِكرَةَ ليسَتْ هَي مَا يبْدُو للعَطّاشِ
فحباتُ الحنْطةِ تشْكُو أكْثَر مِنْ أنْ أسمَعَ لهَا أنِينًا،
إذن، فالعطّاشُ فيْلسُوفُ هذِهِ الظّوَاهِر
ولكَيْ ينْفَرجَ هذَا الضّيق
لا بُدّ أنْ نَتنَازلَ عنْ مفهُومِ الرَّحَى
وهكَذَا، يزيدُ الكوْنُ ضيقًا بِجُثَثِ الجَوْعَى.


الكاتب : عماد العدراوي

  

بتاريخ : 08/06/2018

أخبار مرتبطة

  رن الهاتف ، كنت في الحمام مستمرئا الدوش الفاتر، تلففت بفوطة، شربت كوبا من محلول عشبة اللويزة، موطئا لنوم

  جلست على شاطئ الحيرة أسكب المعاناة على الورق، وأشكل أمواج الغضب، تطاردها الجروح ويرافقها السؤال واحد يدعي الحضور! على

الحياة التي نحارب من أجلها… الحياة التي نمارسها أمام العلن… والحياة التي نتمنى أن نعيشها… لا علاقة لها بما نعيش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *