صدور رواية «في المرفأ» للكاتب الفرنسي ويسمانس بالعربية

ضمن كلاسيكيّات الأدب الفرنسي التي تصدر عن مشروع «كلمة» للترجمة في دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي، صدرت ترجمة رواية «في المرفأ» للكاتب الفرنسي ويسمانس، ترجمها عن الفرنسية الكاتب والمترجم المغربي محمد بنعبود، وراجع الترجمة وقدّم لها الشاعر والأكاديمي العراقي المقيم في باريس كاظم جهاد.
ويبدو جوريس كارل ويسمانس Joris-Karl Huysmansفي روايته «في المرفأ» وهو يجرّب العثور في الرّيف على مهرب ممكن لبطليها من عالم المدينة الاستلابي وعلاقاتها المترهّلة غير العديمة الارتباط بصعود الرّأسماليّة والتّصنيع الطاغي. جعل شخصيّتَيها المحوريّتين جاك مارل وزوجته لويزا يلجآن إلى الرّيف بعد انهيارٍ مالي مبعثه انعدام روح التّدبير لدى الزّوج، واستغراقه في عوالمه الحلميّة والفنيّة بعيداً عن كلّ حسٍّ عملي.
يذكر أن ويسمانس ولد في 5 فبراير 1848 في باريس لأمّ فرنسيّة وأب هولنديّ. اشتغل طيلة حياته موظّفاً إدارياً، مكرِّساً بقيّة وقته لعمله الأدبي عن شغفٍ ومُتعة، وتوفّي إثر مرض عُضال في 12 مايو 1907.
من أجواء الرواية نقرأ:
«بدأت تغيظه عودة ذكرياته التي شرعت كلٌّ منها تُثقل لدى مرورها على جرحه وتَخِزه. هل الخطأ خطؤه أنْ رتّب نفسه بطريقة لا يستطيع معها أن يتحمّل انجراف حياته، وأنْ كان، في حالات فضوله وافتتانه، يحتاج بأيّ ثمن إلى الرّاحة؟ فهو كان رجلًا يقرأ في صحيفة أو في كتاب جملةً غريبة عن الدّين أو العلم أو التّاريخ أو الفنّ، عن أيّ شيء، فيتحمّس لها على الفور ويُسارع، مهرولًا إلى البحث، منكبًّا، في يوم، على التّراث، مُحاولًا أن يُلقي فيه بمسباره، مُعاودًا الاهتمام بلغته اللاّتينية، مُنقّبًا بحميّة، ثمّ لا يلبث أن يترك كلّ شيء، مُتقزّزًا فجأة، وبدون سبب، من تلك الأبحاث ومن الأشغال، مُنقذفًا، ذات صباح، في صلب الأدب المعاصر، قارئًا مضامين كتب عديدة، غير مفكِّر إلاّ في هذا الفنّ، فاقدًا الرّغبة في النّوم بسببه، إلى أن ينصرف عنه، ذات صباح آخر، بانعطافة مُفاجئة، فيظلّ يحلم ضجِرًا، في انتظار موضوع يُمكنه أن يصبّ عليه اهتمامه».


بتاريخ : 19/07/2019