صَخَبُ الْأُمْنِيّات

 

 

عَبَثًا تُفَتِّشُ عَنِ الْجَدْوى،
تَذْهَبُ باحِثاً في الْأَسْواقِ عَنْ تُفّاحِ المْعْنى،
وَكَما هُوَ مُتَوَقَّعٌ،
كلَّما دَنا المْساءُ تَعودُ بِفارِغ الْخُطى.
أَوْشَكَ أَنْ يُغادِرَ النَّهارُ،
وَالرَّحيلُ يُغازِلُ الْباقي مِنَ الْأَيّام،
وَأَنْتَ بالْأفُقِ ما زِلْتَ تُمَنّي الشِّراع!
بِطَرْقِ الْبابِ تَوَرَّمَتْ أَصابِعُ الْأُمْنِيّات،
بِطَرْدِ الطُّرُقِ كَفَرَتِ الْأَقْدامُ،
وَأَنْتَ،
كَسَرابِ الْيَقَظاتِ،
ما زِلْتَ تُمَني الْآتي بِالْقَهْقَهات!
كَسُفوحِ الْعَدَمِ،
مازِلْتَ تُقامِرُ بِصُراخِ الرِّئات.
مِنْ ذاتِه،
كَغُصّاتِ الْوُجودِ،
ضَجِرَ الإِيّاب.
بِقَداسَةِ المْدادِ كَفَرَتِ الأَلْواح.
بِذاتِ الْفَداحَة !!
وَأَنْتَ ما زلْتَ سَجينَ الْغَمام !!
بَيْنَ الْخَوْفِ،
ما زِلْتَ،
وَالْخَوْفِ المْضاد.
ما زِلْتَ بِحُمّى الْأُمْنِيّات!
لا يَأْتي مِنْ عُجْمَةِ الّلغاتِ الصَّهيلُ،
وَالرّوحُ،
كَالْعَيْنِ،
أَحْيانًا يُباغِتها الْبَياضُ،
وَأَنْتَ،
بِكَسادِ الرَّمَدِ ما زِلْتَ!
وَبِأَخاديعِ الإِفْلاسِ تُمَنّي النِّداء.
بِقَذى الرَّجاءِ،
ما زِلْتَ كَما أَنْتَ تُمَنّي المْقابِرَ بِالْإِيّاب.
عَبَثًا تَمُدُّ جُسورَ الرِّمالِ،
وَالْعُبورُ عَثرْةُ المْحيط.
بِعَمى الْأَلْوانِ أَصَرَّ عَلى بِشارَةِ المْروجِ،
هذا الضَّريرُ،
كَما أَنْتَ،
وَبِعَمى الرُّؤْيا ما زِلْتَ تَعْقِدُ الآمال.
بَيْنَ الْيَقينِ،
وَالإِيّابِ مِنْهُ ما زِلْتَ تُرَمِّمُ الْهارِبَ مِنْك.
عَبَثًا تُهَرِّبُ الأَعْشاشُ غُرْبتَها،
وَالتَّصَحُّرُ يُمَنّي الأَغْصانَ بِالمْاء.
وُجوهٌ كَإِسْفَلْتِ الْعَدَمِ،
كَالسُّطوحِ،
وَكَالْجُدْرانِ،
تُحاصِرُكَ،
كَالْأَقْدارِ في السّاحاتِ الْعامَّة،
كَضَجَرِ الانْتِظارِ،
أَوْ كَساعاتِ المْعْتادِ المْعَطَّلَة.
وُجوهٌ،
كَخَرابِ المْجيءِ،
تُحاصِرُكَ،
يُحاصِركَ الإِنْسانُ الْهارِبُ مِنْها.
الْأَقدامُ وَحْدَها أَفْسَدَتِ الطَّريق.


الكاتب : محمد بوجبيري

  

بتاريخ : 24/01/2020