«طريق السموني».. وثائقي عن غزة يحظى بإعجاب النقّاد في كان

«طريق السموني» فيلم للمخرج الإيطالي ستيفانو سافونا حاز على إعجاب النقّاد في «مهرجان كان». الفيلم الذي يتناول إحدى مذابح عزة، ويُعرض بالتزامن مع مآسي مسيرة العودة، وُصِف بأنه «فيلم مناهض للحرب لكل العصور». التقرير المترجم الآتي يضيء الكثير من التفاصيل.

 

أشاد النقاد، في «مهرجان كان السينمائي»، بفيلم «طريق السموني» وهو فيلم تدور أحداثه المؤلمة حول مذبحة تعرضت لها عائلة فلسطينية في غزة من قِبل القوات الإسرائيلية في عام 2009. قضى المخرج الإيطالي ستيفانو سافونا تسع سنوات في محاولة لتجميع الأحداث، حين دمرت القوات الإسرائيلية الخاصة مجتمعًا زراعيًا بسيطًا في شمال قطاع غزة، مما أسفر عن مقتل 29 مدنيًا معظمهم تجمعوا في منزلٍ واحد.
بقي الجرحى، ومعظمهم من النساء والأطفال، لمدة ثلاثة أيام قبل أن يتمكن الصليب الأحمر من الوصول إليهم. حاز فيلم «طريق السموني»، الذي يستخدم الرسوم المتحركة والصور ثلاثية الأبعاد لإعادة بناء الأحداث و»إعادة إحياء» الضحايا، على الإعجاب على نطاق واسع، وقد وصفه أحد النقاد بأنه «فيلم مناهض للحرب لكل العصور».
اقرأ أيضًا: فيلم «يوم الدين»: دراما مستعمرة الجذام المصرية
وذكرت مجلة هوليوود ريبورتر أن فيلم «طريق السموني» «نجح بلا شك في عرض حياة حقيقية تأثرت بالوحشية التي تفوق الخيال؛ والأوسمة التي من المؤكد أنه سيحصل عليها ستخرس الأصوات القليلة الصاخبة من جميع الأطراف غير قادرة على الرؤية لأبعد من الدعاية المتعصبة الخاصة بهم».
يأتي العرض الأول لفيلم «طريق السموني» في الوقت الذي قُتل فيه 60 شخصًا بعد أن أطلقت القوات الإسرائيلية النار على المتظاهرين في أسوأ أعمال عنف شهدتها غزة منذ حرب 2014، مع إصابة ما لا يقل عن 1200 فلسطيني آخرين بجروح.
وصرحت وكالة فرانس برس أن فيلم «طريق السموني» للمخرج سافونا لم يكن «تحقيقًا صحفيًا أو دعاية» ، وإنما كان عرضًا لـ «آلام وصمود هؤلاء الناس» في محاولة لإعادة بناء حياتهم بعد مذبحة 2009. وقال سافونا إن عشيرة السموني ظلت تزرع حقولها في شمال غزة منذ العصور السحيقة.
وأضافت في معرض الحديث  عن فيلم «طريق السموني»، «أنهم يعتبرون أنفسهم سكان غزة الأصليين. لقد كانوا يفخرون بذلك. لقد كونوا مجتمعًا منفصلًا داخل غزة، يتزاوجون فيما بينهم ولهم لهجتهم الخاصة. ومن الناحية السياسية، كانوا أقل مشاركة من معظم سكان غزة اللاجئين»، الذين استقروا في القطاع بعد فرارهم أو طردهم من منازلهم مما يعرف الآن بإسرائيل. ويؤكد سافونا أن آل السموني «كانوا ضد حماس.» إلا أن أراضيهم ومنازلهم ومساجدهم دمرت في أثناء عملية إسرائيلية واسعة النطاق ضد الإرهاب، والتي قال المدير إنها حولت مجتمعهم إلى «صحراء من صنع الإنسان، مثل القمر».
كان سافونا في غزة في ذلك الوقت، يصور فيلمه الوثائقي الحائز على جوائز «الرصاص المصبوب»، الاسم الذي أطلق على عملية الاجتياح الإسرائيلية. كان صديقًا لعائلة السموني عندما سُمح لهم بالعودة إلى أنقاض منازلهم بعد أسبوعين من عمليات القتل. قال سافونا مخرج فيلم «طريق السموني» لوكالة الأنباء الفرنسية «ظلت الجثث في المنزل الذي تعرض للقصف لمدة 14 يومًا. كنت أذهب إلى هناك كل يوم. كان الناس يعودون كل صباح ليبحثوا تحت الأنقاض، وكنت أتحدث معهم». وأضاف، «كان هناك 150 شخصًا في المنزل وكلهم أبناء عمومة عندما قصفته مروحيات أباتشي الحربية».
ومن المفارقات أن الطيار الإسرائيلي الذي قتلهم قد ظهر كبطل في الفيلم لرفضه مرارًا الأوامر بإطلاق النار على الناجين. استخدم سافونا التقارير الداخلية للصليب الأحمر والأمم المتحدة والجيش الإسرائيلي عن المأساة. وقال «كل ما نراه ونسمعه في فيلم «طريق السموني» يأتي من مصادر تم التحقق من صحتها». وصرح لوكالة فرانس برس أن «وضع غزة كان مأساويًا قبل 25 عامًا. والآن ازداد سوءًا. أردت فقط في فيلم «طريق السموني» أن أظهر هؤلاء الناس وأجعلهم يتحدثون عن أنفسهم.
يقول سافونا أنه مع الحصار، «أصبحت غزة هذا المكان المظلم على الخريطة، الأرض المجهولة، التي لا نسمع ولا نرى عنها شيئًا تقريبًا».
فقد تم تهريبه إلى القطاع عبر الأنفاق من مصر عندما عاد لرؤية العائلة في عام 2010، وهو الطريق الذي قال عنه أنه أصبح الآن «شبه مستحيل».
«لا نرى أي حياة هناك الآن. كل ما نراه هو الدخان والنار والأشخاص الذين يحاولون تجنب الإصابة بالطلقات النارية… لكننا نتحمل مسؤولية تغطية ما يحدث. لو كنا قد أخبرنا هذه القصة بطريقة أفضل ربما نكون قد ساعدنا، لكننا لم نفعل ذلك». وأضاف مخرج فيلم «طريق السموني»، الذي رفض التعليق على عمليات القتل التي جرت في غزة هذا الأسبوع، «لم أرد أن أستغرق في مشاعري في هذا الفيلم. إذ أن آلاف الأفلام ينتهي بها الحال كنوع من الابتزاز النفسي.»
اقرأ أيضًا: في 7 أسئلة.. كل ما تريد معرفته عن مهرجان كان 2018
وهو يرى أن دوره في فيلم «طريق السموني» يتلخص في الملاحظة، كما هو الحال في فيلمه الوثائقي عن الثورة المصرية، «ميدان التحرير». ومع ذلك، شارك العديد من النجوم والمخرجين بما في ذلك بينيشيو ديل تورو والممثلة الفرنسية فيرجين ليدوين في وقفة احتجاجية صامتة لمدة دقيقة خارج الجناح الفلسطيني في المهرجان يوم الثلاثاء للتعبير عن فزعهم إزاء ما يحدث في غزة. في وقت لاحق نظمت الممثلة الفرنسية-اللبنانية منال عيسىاحتجاجًا على السجادة الحمراء قبل عرض فيلم «سولو»، حيث رفعت لافتة كتب عليها «أوقفوا الهجوم على غزة». منال عيسى هي نجمة الفيلم السوري، «قماشتي المفضلة» (My Favorite Fabric)، أحد الأفلام المشاركة في مسابقة جائزة الكاميرا الذهبية التي تقدم تٌمنح لصاحب أفضل فيلم في «مهرجان كان».


الكاتب : ماجي حسن

  

بتاريخ : 26/05/2018

أخبار مرتبطة

“أرزة” هو فيلم من إنتاج Ambient Light يقوم ببطولته ديموند أبو عبود، بيتي توتيل، بلال الحموي، كاتي يونس ومنتج تنفيذي

أطلق النجم الفلسطيني سانت ليفانت، واسمه الحقيقي مروان عبد الحميد، أحدث أغانيه بعنوان 5am in Paris ، والتي تم تصويرها

  بتنظيم من المرصد المغربي للصورة والوسائط، ستشهد مدينة طنجة فعاليات الدورة ال10 لمهرجان كاب سبارطيل الدولي للفيلم بطنجة، وذلك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *