ظلُّ ومَنارةٌ

 

إشراقة القبلة تَهدي عِطر الشهقة نعْتاً
ينجو بالغروب من أكذوبةِ رحيلٍ
وكلُّ الدقائق غيمات وَلهانَة
استعارت رماد ذكرى
رحلت تاركة لزرقة الألم
مشروع دمعة
رفضت النزول فوق تلَّة الفراغات
حيث المنارة الموحشة وحماقاتُ الضوء
تُعدي عاشق الموج الهارب
والحارس شرِّيرٌ يغني نشيد المد الحاقد
يلعنُ ضوء الشارع البرتقالي
وعلامات الطريق ملامح شجَن زائد
يلهو بالعجلات المعطوبة بين الحفر
يملأ الخواء برقصة موتى
وتلويحة ندم احتفظت بتنهيدات غريبٍ
يستجدي وهْمَ النجاة
لعل أنين المنارة يحتفي بعبث بحار يائس
ما عاد الموج قادرا على اللعب بظله
ونوافذ التيه في الصدر
دعوة صامتة للتسليم بجحيم الغيبة
تحمل العين الشاردة لمتاهات اختناقٍ
لا يؤمن بخرافة الانزياح
وسؤال الشوق ضباب جارحٍ
هناك .. في وجه السماء
يغمز الضوء الفضي سفن الغرق المحتوم
وفوق الإسفلت الأجرب نبضٌ مُوجِع
أهْدَوْه لأول مغتصب
يمنع الفرح عن غريق أمسك بخشب مسوس
اختفى خلف صخر خان تراتيل الوداع
لم يسأل درب الأقنعة
عن تعويذة أدمنت الهروب
من منارة تجاهلت مَحْو ظلٍّ
احتل أفق الرؤية واستحال وحشا حقيرا
يجذب غرقى عهدٍ عاقٍّ
وبقايا صرخات لم تطلب عوْنَ دفين
صدَّق الوعود في وقت مستقطع
نادى أبراج الصخر السوادء
كي ترثي منفى بحَّار اختار جزيرة نسيان
والبرْق .. كذبة مألوفة من غيمات عاقر
مزقت رايات المرسى المهجورة
وتجاهلت مَوْجاً لم يعد يستسيغ شُطْآنا ليست له
وطيف الوهم لم يعد يحتاج انتظارات معتوهة
وقد مات الشوق لعُهود عابثة
عطّلتْ عقاربَها ريحُ شمالٍ وزلزالٍ
نسيَتْ قاع الخيبات وجَلد الذات
وفي يقين الأمل متسع لعشقٍ أقوى مما فات


الكاتب : حسن برما

  

بتاريخ : 16/08/2019

أخبار مرتبطة

روني شار يقول بأن على الشاعر أن يستيقظ قبل أن يستيقظ العالم لأن الشاعر حافظ وجوه الكائن اللانهائية.شعراء أساسيون مثل

رَفَحْ جرحٌ أخضرُ في مِعْصم غزَّةَ، وَنَصْلٌ في خاصرة الريحِ. ماذا يجري؟ دمُ عُرسٍ يسيلُ أمْ عروسُ نِيلٍ تَمْضي، وكأنَّ

– 1 – هل الرمز الشعري الأسطوري ضروري أو غير ضروري للشعر المغربي؟ إن الرمز الأسطوري، اليوناني، خاصة، غير ضروري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *