عاشوراء … تكرار المآسي وسؤال المسؤولية ؟

تتوالى السنوات، وتتطور العديد من الأشياء في حياة المجتمعات بفعل التطور العلمي / التكنولوجي السريع، وذلك في مجالات مختلفة كالاقتصاد والثقافة والإعلام والرياضة والفن، الى جانب تطور أساليب العمران التي شهدت استعمال تقنيات حديثة، لكن “الجهل” – للأسف – مازال يخيم على تفكير شريحة كبيرة داخل مجتمعنا، كما يتجلى في استمرار الإيمان بالشعوذة وممارسة أشياء لا علاقة لها بالدين الحنيف الذي تتنافى قيمه مع ما اصبحنا نعيشه في كل سنة، وبالضبط في ذكرى عاشوراء، من خلال إشعال النيران بجل الأحياء الشعبية والطرق واستعمال المفرقعات بشتى انواعها الخطيرة ،والتي أصبحت، بمسمياتها المختلفة، تباع وتشترى علانية بأسواق الدارالبيضاء كدرب عمر وقيسارية العطارين بكراج علال وقيسارية الحفاري بساحة سوق الجمعة وزنقة أيت فيلمان وقسارية الحي المحمدي ومختلف الأحياء الشعبية. هذه المواد المحظورة التي يعاقب على استخدامها القانون، أصبحت مباحة حيث يقتنيها الأطفال واليافعون والشبان بمبالغ باهظة “تقتطع” من جيوب آباء وأمهات لايدركون خطورة عدم مراقبة وتتبع تحركات أبنائهم؟
إنها مسلكيات سلبية تنتج عنها مجموعة من المخاطر تهدد صحة مواطنين أبرياء، نقل العديد منهم، ليلة الأربعاء? الخميس المنصرمة، على وجه السرعة صوب المستشفيات جراء الإصابات المتباينة ، بل وصل الأمر حد تسجيل وفاة شاب في مقتبل العمر بحي درب غلف؟
إن ما أصبحنا نعيشه من وضعية كارثية، خلال ذكرى عاشوراء، والمشاهد المروعة التي عاينها في أكثر من شارع وزقاق بالدارالبيضاء، والأخرى الموثقة عبر مواقع التواصل الاجتماعية، تؤكد حقيقة مرة تسائل – حسب خطباء مساجد وفعاليات تربوية – بالدرجة الأولى، الوالدين من خلال” الافتقار للمبادئ الأولى للتربية التي يتم تلقينها داخل البيت الأسري، للأطفال منذ الصغر، من خلال التوجبه الصحيح وتوضيح كيفية الاحتفال بالمناسبات الدينية والتعامل معها، بعيدا عن مظاهر إلحاق الأذى بالآخرين تحت مبررات واهية”، هذا إلى جانب مسؤولية الجهات المفروض فيها تشديد المراقبة على كل المواد الخطيرة، والحيلولة دون ولوجها الأسواق المغربية ، كما هو حال المفرقعات بكافة أصنافها.
وفي السياق ذاته ، يمكن طرح تساؤل كبير مفاده: ما المانع من تنظيم حملات تحسيسية بشكل مستمر، يشارك فيها الإعلام الرسمي، المسموع والمرئي، تتوخى التصدي لاستخدام المفرقعات وتبيان أخطارها على الفرد والجماعة، على غرار حملات محاربة ” الأكياس” البلاستيكية التي استخدم فيها “الإشهار” بشكل فعال؟
هذا ويبقى الأمل أن يتحرك المعنيون بالأمر، لوقف هذا النزيف، الذي بات يشكل مصدر أخطار متزايدة تهدد الصغار والكبار، والعمل على تطبيق القانون المجرم لبيع المفرقعات، وترويجها، بشكل صارم، بعيدا عن أي تقاعس أو تسويف، إذ أنه من غير المستساغ أن تتكرر المآسي كلما حلت ذكرى عاشوراء؟


الكاتب : عبد المجيد بنهاشم

  

بتاريخ : 25/09/2018

أخبار مرتبطة

بمشاركة 1500 عارض من 70 بلدا تتقدمهم إسبانيا كضيف شرف   انطلقت أمس بساحة صهريج السواني بمكناس فعاليات دورة 2024

يرى خالد السراج، عميد كلية الطب والصيدلة بوجدة، أن ما تم تحقيقه اليوم بالنسبة للمسار التكويني الممهد لممارسة مهنة الطب،

بكثير من الانشغال، عبّر الأستاذ سعيد المتوكل، وهو يلتقي «الاتحاد الاشتراكي» حين إنجاز هذا الملف، عما يؤرق باله ويختلج صدره

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *