عبد الكريم القسبجي نجم جيل الجيلالة يقاسمنا سيرته 25 / اعتراف رواد الملحون

هذا مشروع كتاب،سيصدر عن مؤسسة آفاق للدراسات والنشر ضمن سلسلة»مراكشيات».
يتطرق الكتاب لمسار المجموعات الغنائية من خلال السيرة الذاتية لاسم من أسماء زماننا،فنان جيل الجيلالة عبد الكريم القسبجي،مستعرضا تجربته وكثيرا من مفاصل حياته الشخصية والفنية،فالرجل متشرب للفن عمليا وتطبيقيا،مُرتوٍ حتى الثمالة بإيقاعات متنوعة ومختلفة، واقفا عند بصماته التي تركها على تاريخ المجموعات الغنائية، وعلى فرقة جيل الجيلالة بوجه أخص،بوصفه صوتا جميلا متميزا،منحها نفسا جديدا ودفقة حرارية فياضة،أكسبتها طاقة على تأكيد وجودها وفرض ذاتها أمام المجموعات الغنائية الأخرى.من هنا،يمكن القول ان الكتاب يشكل قيمة مضافة ومكسبا من حيث كونه وثيقة هامة، وثيقة فنية، وثيقة تاريخية وعصرية.

 

بعد السعودية، سيفتح العراق ذراعيه لـجيل جيلالة، هذه المرة في عهد الرئيس صدام حسين، إذ أن الفرقة ،كما تمت الإشارة إلى ذلك، كانت قد زارت العراق في عهد حسن البكر، وقدمت عروضا في بغداد، هذه المرة ستقدم جيل جيلالة ثلاثة عروض لقيت تجاوبا منقطع النظير من طرف الجمهور العربي العراقي، كما ستساهم المجموعة في أغنية قومية ستؤديها مع مجموعة من الفنانين العرب من مختلف الدول، على رأسهم الفنان التونسي لطفي بوشناق، ونجوم من العراق وسوريا والأردن وفرقاً من اليمن وغيرها، كانت هذه الأغنية بعنوان »كل العرب»، وتشريفا لـ جيل جيلالة خلال تقديم الأغنية، تم وضع أعضاء الفرقة في مقدمة باقي الفنانين على الخشبة.
ستتلو هذه الرحلات جولات في أوربا، خاصة فرنسا والسويد، بحيث ستقوم جيل جيلالة بجولة في كل المدن الفرنسية والسويدية الكبرى، وستلقى إشادة من الإعلام السويدي، بعد مدة ستفتح الجزائر مسارحها ودور ثقافتها للمجموعة، أكثر من هذا، فإن جيل جيلالة ستجد دعما كبيرا من طرف الإعلام المغربي المكتوب، بعد الإجحاف الذي تعرضت له، ويذكر عبد الكريم أنه خلال بعض جولاتهم في أوربا سيرافقهم الصحفي مصطفى بدري، الإعلامي بجريدة المنتخب، الذي كان ينقل أجواء الحفلات التي تحييها الفرقة في هذه الدول، ويذكر الجميع أن جريدة المنتخب كانت تتضمن ملحقا فنيا مفتوحا للفنانين المغاربة.
يذكر عبد الكريم أن محمد الدرهم ومولاي عبد العزيز الطاهري، كانا قد اقترحا، أثناء تواجد المجموعة في إحدى الجولات في الجزائر، فكرة مفادها أن يكون من حق أي عنصر إنتاج أعمال خاصة به إن هو أراد ذلك، وأعلما أعضاء الفرقة بأنهما بصدد تهييء عمل مع الفنان الكناوي لمعلم منسوم، وكانت الأعمال من إبداعهما، لم يعارض أعضاء الفرقة هذه الفكرة، هنا اتفق مولاي الطاهر الأصبهاني وعبد الكريم على إنجاز عمل كان قد هيأه مولاي الطاهر، وهو عمل فني ملحوني، حين عرضاه في سنة 1982 على بوجمعة صاحب شركة »كام»، اقترح هذا الأخير أن يتم إنجاز هذا العمل بمعية الحاج الحسين التولالي، الذي كان قد فاتحه في عمل شبيه بالذي اقترحاه، وبالفعل تم الالتقاء بالحاج التولالي، الذي أثنى على العمل الفني الملحوني الذي سبق وسجلته جيل جيلالة، فتم إنجاز العمل معه، وهو شبيه بعمل تلقيني للجمهور، يفكك خبايا بناء قصيدة الملحون، ويعرف بطرق أدائه.
لقي هذا العمل نجاحا كبيرا، لأن القصائد كان يؤديها الثلاثي التولالي، مولاي الطاهر وعبد الكريم، وهو ما اعتبر، في وسائل الإعلام في تلك الفترة، بمثابة اعتراف رواد الملحون وشيوخه بـ جيل جيلالة كفرقة أحسنت التعاطي مع هذا اللون الفني الراقي.


الكاتب : العربي رياض

  

بتاريخ : 24/06/2017

أخبار مرتبطة

يقدم كتاب “ حرب المئة عام على فلسطين “ لرشيد الخالدي، فَهما ممكنا لتاريخ فلسطين الحديث، بشَـن حـرب استعمارية ضد

يؤكد الفيلسوف ميشيل فوكو أن عصر الأنوار «لم يجعل منا راشدين»، ظلك أن التهافت الأخلاقي للغرب ظل يعيش، إلى الآن،

نعود مجددا إلى «حياكة الزمن السياسي في المغرب، خيال الدولة في العصر النيوليبرالي»، هذا الكتاب السياسي الرفيع، الذي ألفه الباحث

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *