عبد الكريم القسبجي نجم جيل الجيلالة يقاسمنا سيرته : انسحاب سكينة ثم الطاهري -26-

هذا مشروع كتاب،سيصدر عن مؤسسة آفاق للدراسات والنشر ضمن سلسلة»مراكشيات».
يتطرق الكتاب لمسار المجموعات الغنائية من خلال السيرة الذاتية لاسم من أسماء زماننا،فنان جيل الجيلالة عبد الكريم القسبجي،مستعرضا تجربته وكثيرا من مفاصل حياته الشخصية والفنية،فالرجل متشرب للفن عمليا وتطبيقيا،مُرتوٍ حتى الثمالة بإيقاعات متنوعة ومختلفة، واقفا عند بصماته التي تركها على تاريخ المجموعات الغنائية، وعلى فرقة جيل الجيلالة بوجه أخص،بوصفه صوتا جميلا متميزا،منحها نفسا جديدا ودفقة حرارية فياضة،أكسبتها طاقة على تأكيد وجودها وفرض ذاتها أمام المجموعات الغنائية الأخرى.من هنا،يمكن القول ان الكتاب يشكل قيمة مضافة ومكسبا من حيث كونه وثيقة هامة، وثيقة فنية، وثيقة تاريخية وعصرية.  

كما تمت الإشارة إلى ذلك، فإن جيل جيلالة عاشت أياما عصيبة، فبعد المشكل الذي وقع خلال جولة الشرق الأوسط سنة 1974، وأدت إلى انسحاب حميد الزوغي ومحمود السعدي، من المجموعة، ستطفو على السطح مشاكل أخرى، مباشرة بعد أن استرجعت المجموعة أنفاسها، عقب فترة ركود، نتيجة المشاكل الداخلية، عندما غنت »العيون عينيا»، حيث شنت عليها حرب لا قبل لأعضاء الفرقة بها، سوى أنهم عبروا عن موقف وطني صادق، شأنهم شأن جميع المغاربة.
لكن بعد أن انقشع اللبس، وتمكنت المجموعة من استرجاع مكانتها داخل الساحة الفنية، أمام المنافسة الفنية الشديدة لباقي المجموعات، وبالضبط سنة 1977، ستعلن سكينة الصفدي انسحابها من المجموعة لظروف خاصة، وسكينة كانت لها مكانة مميزة بين زملائها بحكم أنها أول شابة ستدخل عالم الغناء الملتزم وسط ثلة من الرجال، بدون أي مركب نقص، وهو تعبير حداثي كبير من قبل امرأة تحدت كل الأفكار والمفاهيم التقليدية التي تجعل المرأة في مرتبة دون الرجل.
يقول عبد الكريم: «سكينة يجب أن توجه لها ألف تحية من طرف الجمهور المغربي، وخاصة من طرف المرأة المغربية، فقد شرفت الأغنية المغربية، وكانت نموذجا لتحدي الخرافات التي تعتبر المرأة عنصرا غير مساهم في التغيرات التي ينبغي على المجتمع تبنيها، دون أن ننسى، كذلك، سعيدة بيروك، عضو مجموعة لمشاهب، التي كانت بمثابة الإشراقة الثانية في عالم الغناء المجموعاتي وهنا، وأنا أطلع على أخبار تكريم نساء نشيطات في مواضيع تهم حرية المرأة، ولا يتم الالتفات لهاتين السيدتين الكبيرتين، أصاب بالصدمة. تخيل في بداية السبعينات كيف يمكن لعائلة أن تقبل بولوج ابنتها إلى عالم الفن والغناء، وسط مجموعة من الرجال، هذا إن كان يدل على شيء، فإنما يدل على الروح الحداثية، التي كانت تتمتع بها كل من أسرة سكينة وسعيدة.
في سنة 1982، وكما ذكرنا سابقا، بدأ أعضاء الفرقة يتحدثون عن أعمال فردية، الأمر الذي خلق سجالا كبيرا، خاصة في بدايات هذا الأمر، وكان هذا الحديث قد تُدوِّول في فندق الأوراسي بالجزائر، خلال جولة فنية كانت تقوم بها جيل جيلالة هناك، هذا التوجه ستظهر نتائجه فيما بعد، وهي النتائج التي لم تكن محمودة على الفرقة.
وبين 1984 و1985 ستعاود جيل جيلالة السفر إلى الجزائر للقيام بجولة فنية كبيرة، بتنسيق مع وزارة الثقافة، بدأ الشنآن يطفو على السطح، بخصوص هذا الموضوع، خاصة وأن مولاي عبد العزيز الطاهري دخل في تجربة مع الفنانة نجاة عتابو، حيث كتب لها مجموعة من الأغاني التي قادتها إلى النجومية، من بينها «جونيمار»، وهو العمل الذي ذر الملايين على المنتج الذي سجل هذا العمل، بعد العودة من الجزائر، قرر مولاي عبد العزيز الانسحاب من المجموعة بصفة نهائية، خاصة وأن الخلافات التي وقعت في الجزائر جعلت أفراد المجموعة يعودون إلى وطنهم متفرقين.


الكاتب : العربي رياض

  

بتاريخ : 28/06/2017

أخبار مرتبطة

تكتسي الكتابة حول تاريخ الجنوب المغربي دورا مهما في إغناء المكتبة التاريخية المغربية، نظرا لأهمية هذا المجال في فهم واستيعاب

الفصل VI سفر! ماذا لو مكان هاتفنا “ الذكي” smartphone “ المدجج بتطبيقاتنا اليومية أكبر عدو للمغامرة في الأراضي الغريبة؟

ليست الدار البيضاء مجرد مدينة أو حاضرة من الحواضر العادية، بل هي حكاية من حكايات هذا الزمن..مستمرة في المكان والزمان…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *