عبد الكريم جويطي يكتب وصيته

 

عرفت قاعة المكتبة الوسائطية إدريس التاشفيني بالجديدة لقاء مفتوحا مع الروائي المغربي عبد الكريم جويطي من تنظيم جمعية صالون مازغان للثقافة والفن بالتنسيق مع أصدقاء المكتبة وجماعة الجديدة ومديرية الثقافة مساء السبت 15 يوليو٢٠١٧وحضور العديد من الوجوه الإبداعية  وجمهورا مثقفا وطلبة ومهتمين بالأدب المغربي .
أدار اللقاء  محمد مستقيم ورحب رئيس الصالون إبراهيم الحجري بالروائي وبالضيوف متحدثا  عن أهمية رواية «المغاربة» التي فازت مؤخرا بجائزة المغرب 2017، قبل أن يتناول الكلمة الناقد عزيز المصباحي الذي قارب الرواية مقاربة تقنية، مشيرا أنها غابة متسائلا هل يكفي أن نعتمد جنسية الكاتب وهل يمكن أن تكون مرجعا لعدة تأويلات متحدثا عن عتبتي العنوان وصورة الغلاف، باعتبارهما نافذة لولوج المعنى العام للرواية وبطرح التساؤل المهم : منهم المغاربة؟ وكانت الإجابة واضحة: المغاربة هم شعب يفهم في كل شيء، يحل  كل الظواهر ويعطي أجوبة عن كل الأسئلة،  يغضب لخسارة فريق كرة قدم أجنبي ولا يغضب  لخساراته اليومية، يندّدُ بالرشوة ولا يقضي أية مصلحة دون أن يدفع مقابل ذلك، المغربي يضيف: هو الذي  يغضب من رئيس البلدية لأنه لم يصلح مصباح إنارة الشارع أو تهاون في جمع الأزبال في الشارع…
أما المحتفى به الروائي عبد الكريم جويطي ابن حاضرة تادلة، فقال  إنه قرأ عدداً كبيرا من الكتب التاريخية قبل أن يكتب الرواية، مستخلصا بأن المغاربة  تشكيل عجيب، وأنه باستثناء أدبي الرحلة والصوفية لم يضف للحضارة أي شيء يذكر منذ قرونه الأولى وحتى اليوم، معتبرا المغرب لم يعرف قطيعة كما عرفتها الشعوب الأخرى، فظل يعيش قرونه  الوسطى  بشكل مستمر. فالأصالة تعني العودة المستمرة نحو الماضي الذي لم ينتج شيئا غير التكرار، من هنا طرح السؤال: من هو المغربي؟  يكتسي في نظر الكاتب أهمية قصوى، فهو كما يقول يتوخى الهدم من أجل إعادة البناء، فمعرفة الذات درجة من درجات الوعي، بدونها نبقى عميانا وعندما يكون المجتمع أعمى يسهل التلاعب به وبمصيره، وهذا ما فعله الجنرال ليوطي في لعبته حيث ظل يعتبر المغرب هو الأصالة زائد الكهرباء.. .
وأضاف أن الرواية  تمنحنا القدرة على إنتاج الجمال وأنها مفتوحة على الذات والتاريخ والهوية والثقافة مليئة بالرموز تتطلب من القارئ الحذر، يحكيها راويان الأول أعمى والثاني معطوب..
في ردوده أشار الكاتب جويطي إلى ظروف التأليف وان عتبة العنوان خدعة، وان مالك اللغة هو بطبيعة الحال مالك للسلطة والحقيقة، وأنها تحتاج إلى قراءات، والحديث عن التخلف هو حديث عن ماض غير معروف .


الكاتب : الجديدة: عزالدين الماعزي

  

بتاريخ : 25/07/2017