على بعد ثلاث أيام من اختتام الألعاب الافريقية … هل يكفي التفوق التنظيمي في حجب «الفشل» الرياضي؟

أكيد، وحسب شهادات خبراء ومسؤولين أفارقة رياضيين ووزراء وإعلاميين، يسير المغرب بنجاح في عملية تنظيم الألعاب الافريقية إلى درجة أن أحمد ناصر رئيس اتحاد الكونفدراليات الافريقية أكد في تصريحات إعلامية أنه بهذا المستوى العالي للتنظيم الذي قدمه المغرب، سيكون صعبا على محتضني النسخ القادمة من الألعاب الافريقية تقديم نفس المستوى ونفس الصور الرائعة التي ترافق إجراء المنافسات.

كل المؤشرات كانت تؤكد أن المغرب سينجح في عملية التنظيم منذ أول يوم من انطلاق الألعاب، وتحديدا منذ حفل الافتتاح. الحفل الذي عرف نجاحا مبهرا وترك انطباعا جيدا لدى من تابعه، وترأسه كما تمت الإشارة إلى ذلك، الأمير مولاي رشيد الذي أعلن رسميا في كلمة ألقاها بالمناسبة عن افتتاح الألعاب الافريقية. الحفل قدم للعالم صورة راقية ورائعة، وهو الذي استغرق الإعداد له خمسة أشهر فقط وشهد اجتماعات ماراطونية في مقر وزارة الشباب والرياضة.
على مستوى آخر، نجح المغرب سياسيا وهو يحتضن الألعاب الافريقية بعد أن جعل من الرباط عاصمة افريقيا بامتياز، بل ودفع دولا هددت بعدم المشاركة للضغط بإقحام «البوليساريو» ترضخ وتعيد حساباتها وتقرر في آخر المطاف المشاركة.حضرت جنوب افريقيا والجزائر ودول مجاورة أخرى لتشارك رسميا وبوفود رياضية بعدد قياسي من الرياضيين. وكانت جنوب افريقيا تزعمت دولا أخرى في إطلاق تهديداتها بعدم المشاركة،لكنها استسلمت ورضخت أمام موقف المغرب الذي اشترط أن تكون الدول المشاركة في الألعاب الافريقية مسجلة ومعترف بها في اللوائح المعتمدة من طرف اللجنة الدولية الأولمبية أو من الاتحادات القارية والدولية وهو الأمر الذي لا ينطبق على ما تسمى بجبهة « البوليساريو».
بكل تأكيد، نجح المغرب على عدة مستويات وهو ينظم الألعاب الافريقية ويفتح أبوابه لأزيد من 10 آلاف ضيف من مختلف الدول الافريقية وأيضا وهو يبعث أجمل الصور عن مغرب اليوم للعالم ويكفي هنا أن نشير وحسب معطيات مؤكدة من طرف اللجنة المنظمة إلى أن حفل الافتتاح الذي أقيم بالمركب الرياضي مولاي عبدلله بالرباط، تابعه 350 مليون متفرج من أنحاء دول العالم عبر شاشات التلفزة وهو معطى يحمل دلالات قوية تبرز القيمة التي تحفل بها الرياضة، لكن للأسف، لم ترق النتائج الرياضية التي حصل عليها الرياضيون المغاربة إلى مستوى كل النجاحات التي حققها المغرب في هذه الألعاب، حيث لم يراوح المغرب المركزين الرابع أو الثالث في سبورة الميداليات، بل إن أنواع رياضية شعبية ككرة القدم، لم تستطع تجاوز الأدوار الأولى في المنافسات، وظلت دولا آخرى كمصر وجنوب افريقيا متقدمة بفوارق شاسعة على مستوى الميداليات مما يطرح كثير من الأسئلة حول هذا «الفشل» الرياضي وحول مسؤولية الجامعات الرياضية التي وفرت لها كل الشروط وكل الإمكانيات لكنها خذلت الجميع وقدمت نتائج هزيلة لا ترق إلى ما وفره المغرب ولا الى ما كان الجميع يطمح إليه.


الكاتب : عزيز بلبودالي

  

بتاريخ : 28/08/2019