على بعد شهر من بداية فصل الصيف .. فضاءات  الترفيه والاستجمام بالخميسات لا ترقى لمستوى  تطلعات الساكنة

إذا  كان فصل الصيف يحل يوم 21 يونيو من كل سنة،  فإن أجواء الخميسات  وبحكم موقعها  الجغرافي  كمدينة داخلية، تتميز بارتفاع  الحرارة قبل هذا التاريخ،  وهو ما يزيد من معاناة ساكنة حاضرة  زمور،  إضافة إلى معاناتها  اﻹقتصادية  واﻹجتماعية ، هذا المناخ القاري  الذي يميز المدينة واﻹقليم يقابله نقص في فضاءات  الراحة واﻹستجمام  والترفيه،  والموجود  لا يرقى للمستوى  المطلوب  ليلجأ  إليه  المواطنون  هربا من تأثيرات شدة الحر، فالمجالات الخضراء  وعلى ندرتها، لا تلقى اﻹهتمام  اللازم لتكون مؤهلة لاستقبال الباحثين عن الترويح عن النفس.  ومن أهم الفضاءات الخضراء  بالمدينة يوجد منتزه 3 مارس، وغابة المقاومة،  فاﻷول  والمتواجد بالجهة الجنوبية للمدينة والدي أحدث  مكان السوق اﻷسبوعي سابقا (الثلاثاء) أواسط ثمانينات القرن الماضي على مساحة شاسعة وكان المأمول  أن يكون متنفسا  حقيقيا  للساكنة،  وبعد  أن عرف في بداياته حركية كبيرة، حيث نظمت به أنشطة مختلفة  إلى جانب دوره اﻹيكلوجي،  دخل فترة التراجع مع مرور السنين ،  وبدأ  الفضاء  يفقد الكثير مقارنة مع ما كان عليه في بدايته،  فاختفى  العديد من مكوناته،  منها البحيرة التي  كانت تتوسطه،  حيوانات  وطيور  لتظل أقفاصها خالية،  المشتل  النباتي، مبان تتلاشى  من بينها المسرح المدرج،  أجزاء من  السياج  تكسرت،  وأخرى أتلفت، والكراسي تهشمت، وأهم ماتبقى هو أشجار من نوع الأوكاليبتوس، التي  تعود لعهد قديم، و بعض اﻷصناف  الحديثة  العهد،  ونباتات متنوعة وعشب، وهو غير كاف   لاستقبال  الباحثين عن أجواء ألطف  وأجود. منتزه أقيمت به مجموعة مرافق  ذات أغراض  مختلفة،  و يخشى أن يزحف إليه المزيد من اﻹسمنت.
غابة المقاومة،  نظرا لقدمها أضحت تعد تراثا للمدينة، وبحكم موقعها  المتميز فقد اختارها المستعمر  لبناء كنيسة القديسة تيريزا، وفي الوقت الذي كان الكل ينتظر  أن يعطى اﻹهتمام الكبير لهذا الفضاء الهام ، فإن هذا اﻷخير يعيش تحت طائلة  اﻹهمال،  ولعل القيام بجولة له فإن الزائر  سيتحسر  على ما آل  إليه هذا المتنفس الحيوي: أشجار ساقطة أرضا،  أخرى متهالكة،  ومنها من بقيت   واقفة  تقاوم عوامل  الزمن،  وحتى الحديثة العهد بالغراسة  لم  تلق  العناية اللازمة،  نباتات برية منتشرة هنا  وهناك،  أكوام  اﻷتربة (الردم) وأزبال  متراكمة  خاصة بالجهة الشرقية في اتجاه مدينة مكناس، وبالقرب منها يوجد مصب للمياه العادمة  والوادي  الذي تجري به، الشيء  الذي يؤدي  إلى انبعاث  الروائح  النتنة ،انتشارالحشرات، سياج  مكسر في بعض أطراف الغابة وآخر  أتلف،  مصابيح  مكسرة، و تبقى مجموعة مسالك  والحلبة الموجودة قرب الكنيسة (كنيسة تخضع حاليا للتهيئة،  ترميم وإصلاح) مجالا لممارسة المواطنين من مختلف  اﻷعمار  للرياضة،  وبقلب الغابة بدأت  ومنذ بضع شهور  أشغال بناء (ملعب  للقرب) ولمواجهة  إقامته  والمطالبة بنقله  إلى جهة أخرى،  ومن أجل الحفاظ على المجال البيئي  وإيقاف  الزحف اﻹسمنتي، تحركت فعاليات جمعوية،  بمعية مواطنين ومهتمين  بالشأن  اﻹيكلوجي ونظموا  وقفات احتجاجية رافعين  شعار «نعم لملاعب القرب  لكن الغابة خط أحمر»، وتم توقيع عر ائض وتوجيه مراسلات  إلى الجهات المعنية  وطنيا، إقليميا  ومحليا.
وبخصوص ساحة المسيرة بشارع محمد الخامس،  فنسبة كبيرة من مساحتها هيمن عليها تبليط  أرضيتها وعدم إعطاء  اﻹهتمام للتشجير واﻹكثار  من النباتات، حيث يبقى عدد أشجارها قليلا، ساحة تتوسطها نافورة  بقيت  معطلة منذ سنين  طويلة، حتى بدأ  رخامها  يتساقط؟  أما ساحة الحسن اﻷول  بحي السلام،  فالمواطنون ينتظرون كيف ستتم تهيئتها؟.
أمام هدا الفر اغ  الذي تعاني منه المدينة، فإن المواطنين لا يجدون من سبيل   إلا البحث عن أماكن بديلة عن مدينتهم،  والتوجه نحو مناطق رطبة  وكنموذج  بحيرة ضاية الر ومي (15 كلم جنوب الخميسات) وبحيرة سد القنصرة (حوالي  40 كلم إلى  الشمال) ومن تسعفه  إمكانياته  المادية فتكون الوجهة المدن  الساحلية أو اﻷطلس المتوسط.


الكاتب : أوراري علي

  

بتاريخ : 22/05/2019