على هامش «حفريات تامدولت» بالقرب من أقا : «كنوز تاريخية» تسائل نجاعة تدبير شؤون جماعات «فقيرة» بإقليم طاطا

 

يشهد موقع «تامدولت» التاريخي، المتواجد بالنفوذ الترابي لإقليم طاطا ، هذه الأيام، إجراء حفريات أثرية من قبل بعثة علمية مغربية – إنجليزية، والتي تندرج «ضمن برنامج دولي للتعاون المغربي – الانجليزي في مجال البحث العلمي المهتم بالتراث والآثار، وهي الثالثة على التوالي في هذه المدينة التاريخية التي تعود إلى القرن التاسع الميلادي» يقول المشرف على البعثة، الدكتور الصغير مبروك، الأستاذ الباحث بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، مضيفا في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء «أنه بعدما تم خلال السنة الماضية اكتشاف المسجد الأعظم الذي يتوسط مدينة «تامدولت»، فإن الحفريات التي يجري تنفيذها الآن تهم الحي الصناعي للمدينة» ، لافتا إلى»أن البعثة تمكنت من اكتشاف الفرن الكبير الذي كان يستخدم في صهر المعادن»، مشيرا إلى «أن هناك فريق بحث آخر يشرف عليه الأستاذ الباحث يوسف بوكبوط، يجري حفريات في منطقة أخرى غير بعيدة عن مدينة طاطا»، توصل إلى «نتائج مهمة، سيكون لها انعكاس إيجابي حول تراث هذه المنطقة لفترة ما قبل التاريخ».
«إنها أخبار لابد وأن تدفع إلى التفاؤل في ما يخص إمكانية استثمار نتائجها على مستوى تنمية المنطقة، التي تواجه إكراهات متعددة تجعل نسبة كبيرة من الساكنة المحلية تعاني الهشاشة»، يقول بعض المنحدرين من المنطقة، مضيفين أن «الأخيرة تزخر بكنوز تاريخية ثمينة لا تحتاج سوى لمن يحسن توظيفها تنمويا، بعيدا عن مشجب قلة الإمكانيات، الذي لا يتردد عدد من مدبري الشأن المحلي بالمنطقة في التلويح به كلما ووجهوا بسؤال : لماذا لم يتم تحقيق القفزة التنموية المأمولة، في هذه الجماعة الترابية أو تلك، في مجالات حيوية مختلفة: تهيئة المسالك القروية لفك العزلة، ربط الدواوير السكنية بالماء الشروب.. وغيرها؟».
هذا وتعد تامدولت، الواقعة على بعد حوالي 13 كيلومترا من آقا ، من أشهر المآثر التاريخية بالمنطقة «حيث عرفت ازدهارا ملموسا خلال فترة حكم أربع دول تعاقبت على المغرب (الأدارسة والمرابطون والموحدون والمرينيون)»، تقول مصادر تاريخية، مشيرة إلى أنها «شكلت، آنذاك، محطة للربط التجاري بين المغرب وإفريقيا، ونقطة عبور حيوية للقوافل التجارية»، وتبقى « الحصون ، المعروفة باسم «إكودار» المتواجدة بالمنطقة، والتي تلعب دور مخازن جماعية، كانت تستعمل من قبل ساكنة الدواوير لتخزين مختلف مدخراتها، سواء تعلق الأمر بالحبوب أو الحلي والمجوهرات….»، شاهدة على «الثراء التاريخي» للمنطقة.
وارتباطا بموضوع «الحفريات» ونتائجها التنموية المأمولة، ينبغي التذكير بأن
إقليم طاطا، المحدث سنة 1977، يتميز بتواجده على محور «سياحي استراتيجي» زاخر بالمقومات الطبيعية والعمرانية المتنوعة للأطلس الصحراوي، ما يعطي للمنطقة مؤهلات سياحية وآفاقا واعدة لتنمية القطاع، وبالتالي خلق فرص شغل عديدة لليد العاملة المحلية، التي تعاني العطالة، خصوصا فئة الشباب من حاملي الشهادات، علما بأن الاقليم يتواجد داخل محاور نشطة سياحيا، كما هو حال المحور الرابط بين طاطا وتازناخت وورزازات، والآخر الموصل بين طاطا وإيغرم «اقليم تارودانت»، إضافة إلى بلوغ تافراوت «إقليم تيزنيت»، ثم المحور الرابط بين طاطا وفم الحصن وكلميم…


الكاتب : حميد بنواحمان

  

بتاريخ : 25/02/2020