عُمَر الفراشة الزاهية

حاضر كما كنت في بهاء توهجك

لم ترحل كما كان يأمل الطغاة
لازلت تمتد لهيبا في دمنا
نستعيد ذكراك في أقسى لحظات غربتنا
ينبلج صوتك نورا دافقا
تلفنا صرختك المدوية في صبا أيامنا
ولعلعة كلماتك ونحن نسير على هدى خطاك
مازلنا كما تركتنا على عهدك
تلفنا نسائم محجتك القرمزية
والكلمات ندى فائح على ناصية الطريق
لا سبيل لسبيلنا سوى وحدة عزنا ونخوتنا
تلك وصيتك في أعناقنا
تلهب عنادنا الممتد من شهيد إلى شهيد
من فورة إلى فورة والموكب في مجرى الرداد
كم من رفقة خابت وكم من صولة تهاوت
والطريق هو الطريق يشدنا إليه بريق سناك
نتملى بهاء حضرتك في شموخك وأنت ترنو حيث ترنو
وبسمتك تطفح بظلال أسرك في هوى البلاد
فأنت الدليل الأسمى على أنا كنا أندادا لفحيح الزمهرير
وأنا كنا هامات لا تنحني، لا ترهبها زمجرة السوط ولا الغدر المرير
وعلى وقع رقرقة دمك تواعدنا أن نصون ملتك
أن تنهض جحافلنا تتقدمنا بيارقنا ونواصل النزال
فعمد حضورك فينا حتى تستقيم لمتنا
لنستعيد أوار رجتنا
نحطم قيد التسلط وشقائق الاستبداد
نشد أزر وحدتنا لنعيد للريح صولتها
وتصير البلاد كما جرى هواها في مباهج مناك
شلال عشق وزهرا باسقا وأسراب حمام.
رحلت ولم ترحل
و أزهرت قطرات دمك في جدلية السؤال
فانبلجت زنابق وصار الحال غير الحال
طيور غردت وأناشيد رتلت
ورقصت شوارع على وقع النعال
الحرية غاية في المدى
والذود عن الكرامة سبيل النضال
فلتحيا فينا يا عمر الذي كان نبراسا لنا
وسيظل شامخا في تفاصيل أيامنا
وفي الأفق البهي تهب الحياة لأطفالنا رحيق الحياة


الكاتب : أحمد حبشي

  

بتاريخ : 16/12/2017

أخبار مرتبطة

  رن الهاتف ، كنت في الحمام مستمرئا الدوش الفاتر، تلففت بفوطة، شربت كوبا من محلول عشبة اللويزة، موطئا لنوم

  جلست على شاطئ الحيرة أسكب المعاناة على الورق، وأشكل أمواج الغضب، تطاردها الجروح ويرافقها السؤال واحد يدعي الحضور! على

الحياة التي نحارب من أجلها… الحياة التي نمارسها أمام العلن… والحياة التي نتمنى أن نعيشها… لا علاقة لها بما نعيش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *