غرفة في مكان ما…

عِشْتُ فيها مُتَعاً شَتَّى، وشفتاي تتلمَّظانِ مِنْ
إيقاع الحرمان على جِلْدِي
واسترجعتُ أزمنة مُصِرّاً على الإمساكِ
بظلال ملذاتٍ متخيَّلَةٍ من كل جنسٍ.
وفيها ذُقْتُ غُصَصا بلا عَدَدٍ،
تحت سقفها أشعلني شوقٌ ولم ينطفيء
لأنه سمعني أهمس في لا مبالاة :
«لا أطفأتَك الأيام يا شَوْقاً
لا أعرف بالضبط مكانَ اشتعالِهِ فيَّ».
وتحت هذا السقف ذاِتهِ
بَرَدَتْ ناري دون أن تُصبِحَ سلاماً
فَهْيَ لَمْ تَؤُلْ إلى رمادٍ بَعْـــــــــــدُ .

…..

بها تعلقتُ بأطولِ حِبالِ انتظاراتي
وأقسى ساعات فراغي مِنْ أيِّ شيْءٍ
و اندحرتُ إلى أعمقِ لحظاتِ حزني…
فيها رأيتُ صورَ شمسِي تَقْطُرُ دَماً،
ورفرفةَ أنوارٍ مِنها كانَتْ
كأجنحةِ خفَّاش لا تُحَلقُ بَعيداً عَنْها.
…..
نسيـتُ داخلَها الطُّرُقَ التي أوْصَلتني إليها…
ووجوهَ العالَم الذي كانَ مِنْ قَبْلُ،
ومدينةً مَشَيْتُ إليها رائعةَ اللَّيْلِ والصَّبَاحِ والظَّهيِرَةِ
وساعاتِ نهارٍ بَيْنَ هذه وذاك،
مدينة ببحْرٍ ضيَّع أمواجَهُ،
ونهرٍ كبيرٍ رغمَ أنَّ الناسَ
على ضفافه يكادونَ لا يَـرَوْنَهُ.
مدينةٍ على رغم من كونِها علَى مَقْرُبَةٍ من غرفتي،
لم أصِلْها بَعْدُ.
أمْ هَلْ أكونُ قَـدْ بَـلَغْـتُها
وَ فِيها مِتُّ ؟


الكاتب : أحمد بنميمون

  

بتاريخ : 12/05/2017