غياب السياسة الخارجية لفرنسا عن نقاشات المرشحين للانتخابات الرئاسية

السياسية الخارجية لفرنسا او مكانة فرنسا بالعالم لم تكن حاضرة بشكل كافي اثناء هذه الحلمة الانتخابية الرئاسية التي طغت عليها القضايا الداخلية للفرنسيين، لكن ال تهديد بالخروج من مؤسسات الاتحاد الأوربي التي قامت به مارين لوبين عن اليمين المتطرف وكذلك جون ليك ميلونشون عن حركة فرنسا المتمردة هي كلها معطيات تجعل العاصمة الاوربية بروكسيل تتابع تطور هذه الانتخابات بدقة كبيرة، ومن ستفرزه كرئيس في الأسبوع المقبل، لمعرفة سياسة باريس في 5 سنوات المقبلة، خاصة ان الموضوع اصبح حساسا بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي، لكن فرنسا وضعها مختلف بالاتحاد، فهي بلد مؤسس الى جانب المانيا هما البلدين الأساسيين لهذا التجمع الاقليمي.
السياسة الخارجية لفرنسا عرفت استقرار في السنوات الأخيرة او مند تأسيس الجمهورية الخامسة، بين سياسة غير اطلسية والتي انتهجها الجنرال دوغول، وسياسة الرئيس الاشتراكي فرنسوا ميتران وبين سياسة اطلسية مارسها بوضوح فالري جيسكار ديستان ونيكولا ساركوزي، والتي استمر فيها الرئيس الحالي فرنسوا هولند.
التحديات المطروحة على فرنسا في اوربا بسبب الازمة الاوكرانية وبالشرق الأوسط بسبب الوضع بسوريا وبافريقيا نظرا لما يحدث بمالي وبلدان الساحل.واليوم الجميع يتساءل عن ما سيقوم به خلف فرنسوا هولند الذي عزز السياسة الدفاعية بفرنسا ورفع من ميزانية الدفاع وتدخل بمالي وساعد التحالف الدولي بالعراق، وهي سياسة يمكن ان يستمر فيها ايمانييل ماكرون عن حركة الى الامام، لكن هذه السياسية يمكن ان تتغير مع مرشح اليمين فرنسوا فيون الذي تحدث عن حماية مسيحيي الشرق عند زيارته للعراق ولبنان دون غيرهم وذلك إرضاءا لحلفائه في الجمعيات المسيحية الفرنسية الذين وعدهم بمناصب حكومية وركز على فرنسا الكاتوليكية رغم ان باريس لها علاقات وثيقة مع اغلب الدول العربية ولها قواعد عسكرية ببعض بلدان الخليج.
محور روسيا فرنسا سوف يتوسع وتعزيز التشاور مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حالة نجاح فرنسوا فيون او مارين لوبين او جون ليك ميلونشون، في حين اعلن امانييل ماكرون الى تعزيز العلاقات مع المانيا والمحور الأوربي والحوار مع روسيا في اطاراتفاقية كييف.وفيما يخص سوريا يؤيد سياسة فرنسا الحالية في دعم المعارضة.
السياسة الفرنسية يمكن ان تتغير في حالة نجاح لوبين او فيون الذين اعلنا ان بشار هو جزء من الحل على خلاف باقي البلدان الاوربية، وهي سياسة يمكن ان تكون لها انعكاسات على المنطقة.
باستتناء فوز مارين لوبين او جون ليك ميلوتشون فان سياسة فرنسا الخارجية لن تعرف تغييرات كبيرة في توجهها واولوياتها فيما يخص المرشحين الأكثر حضا في الفوز بهذه الانتخابات.
وفيما يخض العلاقات مع المغرب، فهي الأخرى لن تعرف تغييرات كبيرة الا في حالة فوز زعيمة اليمين المتطرف، في هذه الحالة يمكن ان تكون هناك خلافات حول تدبير الإسلام الفرنسي وحول الهجرة وهو ما يمكن ان ينعكس على القضايا الامنية، لكن مع ما باقي المرشحين فان القضايا الكبرى فيما يخص مساندة مشروع الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية،وكذا قضايا محاربة الإرهاب في المنطقة وفي دعم الدول الافريقية في مواجهة الإرهاب ومحاربة التطرف والاهتمام بالتنمية، بالإضافة الى الموقف من الازمة في سوريا ومحاربة الحركات الجهادية,
اليوم العلاقات المغربية الفرنسية عرفت استقرارا رغم بعض الازمات العابرة منذ حكومة ليونيل جوسبان سنة 1997 ودعكها لحكومة عبد الرحمان اليوسفي وهو خط استمر حتى اليوم، ولم تزدد هذه العلاقة بين الرباط وباريس الا قوة ومست مختلف المجالات الاقتصادية، السياسة ، الأمنية والثقافية وهي علاقة تتعزز بقوة العلاقات بين المقاولات في البلدين والمجتمع المدني ووجود جالية مغربية مهمة بفرنسا، كان لها حضور كبير في الحكومة الفرنسية الحالية بوجود تلاثة وزيرات من اصل مغربي وهما نجاة فالو بلقاسم،اودري ازولاي ومريم الخمري، بالإضافة الى وجود جالية فرنسية مهمة بالمغرب تصل الى حوالي 80 الف شخص، هذا التنوع والكثافة البشرية بين البلدين ، هي عامل لتعزيز العلاقة بين البلدين، وسيكون من الصعب زعزعنها كيفما كان ساكن قصر الاليزي الجديد في شهر ماي المقبل.


الكاتب : باريس: يوسف لهلالي

  

بتاريخ : 22/04/2017