فريد حسني عضو المجلس البلدي لمدينة بانيوه: الوضع بفرنسا أصبح صعبا للغاية جراء الانتشار الكبير للوباء، وأرقام ضحاياه مخيفة

فريد حسني من الوجوه الجمعوية والسياسية بالضاحية الباريسية بمدينة بانيوه جنوب باريس، Bagneux ترشح باسم المجتمع المدني في الانتخابات البلدية الأخيرة في لائحة اليسار المتعدد وهي اللائحة التي تمكنت من الفوز في الدور الأول . في هذا اللقاء يتحدث عن مدينته في زمن كورونا حيث تعتبر باريس و جِهَتها من المناطق الأكثر تأثرا بهذه الجائحة بفرنسا.

ويتحدث كذلك عن نشاطه السياسي
في فرنسا والمغرب باعتباره عضو المجلس الوطني والكتابة الإقليمية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية..

 

– ما هي الأوضاع في باريس وضواحيها التي تعتبر من أكبر المناطق المتضررة من فيروس كورونا المستجد، خاصة من حيث ارتفاع عدد الضحايا وما هي الإجراءات التي تقومون بها من أجل مساعدة الفئات الاجتماعية الهشة لمواجهة انعكاسات هذه الجائحة؟
– الوضع اليوم بفرنسا اصبح صعبا جدا جراء الانتشار الكبير للوباء، وأرقام ضحاياه مخيفة، ففي كل يوم هناك اكثر من 500 ضحية بفرنسا، وفي بالعاصمة وضاحيتها وصل عدد الموتى الى 1369 مند بداية هذا الوباء، اما عدد المرضى بالمستشفيات فقد وصل الى 10 الاف حالة، وعدد الموجودين في الإنعاش وصل الى 2204 ، مما دفع الى نقل المرضى الى مناطق أخرى لعدم قدرة مستشفيات باريس وضاحيتها على استقبال المزيد، خاصة ان الأرقام في تزايد في كل ساعة تمر، هذه الأرقام هي لوزارة الصحة والتي صدرت في الوقت الذي نتحدث فيه.
باعتباري عضو بالمجلس البلدي لمدينة بانيوه، ومند اعلان حالة الطوارئ، سطرنا برنامج يعطي الأولية للفئات الهشة.
الفئة الأولى هي المسنين سواء بمراكز الايواء او الذين يقطنون بمنازلهم. مدينة بانيوه تتوفر على مركز صحي للبلدية يشغل 40 طبيب وطبية في مختلف التخصصات ومركز التحليل الطبي بالإضافة الى المستعجلات وهو يعطي الالوية لمتابعة تطور هذا الوباء.
ومن متابعة أوضاع المسنين الذين يهددهم اكثر هذا الوباء، قمنا بإحداث خلية للاتصال اليومي بهم، والبلدية تقوم بتوفير التغذية لهم، كما ان البلدية قامت بتقوية الإجراءات الصحية والعزل حول مراكز المسنين.
ونحن كمجلس بلدي بكل الجمعيات العاملة بترابها من اجل العمل المشترك لمتابعة الأوضاع. كما قررت المدينة التكفل بأبناء العاملين في قطاع الصحة، النظافة والأمن من خلال فتح، وبشكل استثنائي، مراكز الحضانات وإيواء الأطفال والتلامذة، هذه الفئة المجبرة على العمل في ظل هذه الظروف الخاصة.
باعتباري فاعلا جمعويا في الحي الذي اسكن فيه ومن خلال جمعية الأباء والقاطنين نحرص على ان يتابع كافة التلاميذ المتواجدين بالحي دراستهم عن بعد. ويوجد في المدينة التي اقطنها عدد كبير من المهاجرين او من أصول مهاجرة، ونعطي لهم اهتماما كبيرا خاصة الفئات الهشة منهم، لكي يستفيد أطفالهم من المتابعة الدراسية عن بعد.
وفيما يخص بعض الحالات الاجتماعية التي لا تتوفر على الحاسوب او الانترنيت، فمن خلال اتفاق بين الجمعية والمدرسة يتم الحصول على المواد الدراسية مطبوعة كل اسبوع.
فيما يخص جمعية الحي، فقد تم تنظيم سكان الحي من اجل التضامن بين السكان في حالة الطوارئ،سواء لرعاية الأطفال او القيام بالمشتريات الأساسية لتغذية السكان الذي لا يمكنهم التنقل من اجل ذلك. خاصة اننا نحن كمهاجرين لنا ثقافة التضامن التي نضعها في خدمة باقي السكان.

 

– لقد فازت قائمتك اليسار المتنوع في الجولة الأولى من الانتخابات البلدية في بانيوه جنوب باريس، وكيف كان هذا الإنجاز ممكناً؟
– كان من الممكن، في رأيي، انتخاب قائمة تحت اسم «بانيوه للجميع والجميع لبانيوه» للأسباب التالية:
– التقييم الإيجابي للغاية للفريق المنتهية ولايته، وكان تجمع اليسار والناشطين البيئيين والمجتمع المدني من أجل هزم اليمين واليمين المتطرف كان ضروريا.
– المرشحون في القائمة كانوا أكفاء وشاركوا بشكل جيد في الحياة السياسية والنقابية وكانوا اقرب من سكان المنطقة، البرنامج كان طموحا وموجه للمواطنين ويلبي تطلعات سكان المدينة، لهذه الأسباب صوت ناخبو مدينة بانيوه على نطاق واسع للقائمة التي قادتها عمدة المدينة المنتهية ولايتها ماري هيلين ..

 

-هل يمكنك تنوير قرائنا حول الوضع في فرنسا خاصة حول الدور الثاني المؤجل بسبب انتشار فيروس كورونا؟
– أدى وباء الفيروس كورونا إلى ضرورة تأجيل الانتخابات البلدية. وأعلن الرئيس ايمانييل ماكرون، الذي خاطب الفرنسيين مساء يوم الاثنين 15 مارس لإطلاعهم على استراتيجية مكافحة انتشار كوفيد 19، تأجيل الجولة الثانية من الانتخابات البلدية. ولم يحدد موعدًا، يمكن ربما إجراء هذا الدور في يوم الأحد 21 يونيو.
إنها المرة الأولى التي يتم فيها تأجيل مثل هذه الجولة الثانية في مثل هذا التاريخ البعيد، أي بعد ثلاثة أشهر من الجولة الأولى. كانت السابقة الوحيدة للتأجيل الانتخابي بين الجولتين هي في الانتخابات التشريعية التي أجريت في جزيرة ريونيون عام 1973بسبب الإعصار الذي ضرب الجزيرة…في الظروف الحالية، كل مجهودات البلد موجهة للقضاء على الوباء فلا بد من تأجيل الجولة الثانية من هذه الانتخابات. وقد رحبت جميع الأحزاب السياسية بقرار التأجيل.

 

– هل اليسار بفرنسا في حالة جيدة اليوم بعد خسارته جميع الانتخابات منذ 2017؟
– اليسار يحتفظ بقوته على المستوى المحلي. على الرغم من السياق غير المسبوق والامتناع القياسي في التصويت المرتبط بوباء الفيروس كورونا، وقد نجحت الأحزاب اليسارية في تحقيق نتائج جيدة في الجولة الأولى من الانتخابات البلدية. في البلديات اليسارية، يتقدم رؤساء البلديات المنتهية ولايتهم بشكل جيد، مع 30.2 % من الأصوات لـ«آن هيدالغو» في باريس و60 % من أصوات «ماري هيلين أميابل» في بانيوه.

 

-لماذا هذا الالتزام في الحياة السياسية الفرنسية، وأنتم ملتزمون أيضًا في الاتحاد الاشتراكي بفرنسا؟
– الانخراط والمشاركة في الحياة السياسية هو امر عادي بالنسبة لكل مناضل يساري. لا يمكن لعضو في الاتحاد بفرنسا الا ان يناضل في المدينة، وفي المنطقة التي يقيم فيها من أجل العدالة الاجتماعية والبيئية ومن أجل عالم مستدام. كما أنها مسؤولية لدعم إنشاء مبادرات تضمن التضامن واحترام الحقوق الأساسية (الديمقراطية والمساواة والحصول على الموارد الطبيعية، وما إلى ذلك.).

 

– هل تعتقد أن المغاربة في فرنسا مهتمون بالحياة السياسية الفرنسية؟
– أعتقد ذلك، لكن الإجابة على هذا السؤال تتطلب دراسة جادة حول الموضوع.

 

– أنت تعيش في فرنسا في وضع استثنائي مع العزل الاجتماعي المعممة بسبب فيروس كورونا. كيف هي حياتك بين العمل والحياة اليومية؟
– العزل الصحي الكلي صعب للغاية. ومع ذلك، مثل أي شخص آخر، لا بد لي من التكيف. أقوم بتنظيم نفسي قدر استطاعتي لتوفير التعليم المنزلي لأطفالي، للعمل عن بُعد في ظروف جيدة وتنظيم التضامن والمساعدة المتبادلة. يعد الاحتواء التام أمرًا صعبًا جدًا لأن البشر اجتماعيون بشكل أساسي، ويحتاجون إلى التفاعل مع زملائهم البشر، وسوف نكتشف مدى أهمية التلقائية في حياتنا وفي العلاقات الاجتماعية، مثل الدردشة مع أصحاب المتاجر أو تناول الطعام مع الأصدقاء.
باعتباري مغربي أفكر في بلدنا في هذه المرحلة العصيبة على الجميع، على الناس ان يبقوا في منازلهم ويستمعوا إلى تعليمات السلطات الصحية المغربية للخروج من هذا الوباء بعدد أقل من الضحايا… كما آمل.


الكاتب : باريس يوسف لهلالي

  

بتاريخ : 06/04/2020