فوزي الصقلي مؤسس مهرجان الثقافة الصوفية: الثقافة الصوفية يرجي لها أن تكون أكثر احتفاء بالإنسانية في بعدها الروحي

ظاهرة التطرف الإسلامي أصبحت تقلق العالم، هل يمكن أن تلعب الثقافة الصوفية حدا لامتداداتها ؟ سؤال طرحته جريدة «الاتحاد الاشتراكي» على د فوزي الصقلي مؤسس مهرجان الثقافة الصوفية على هامش الدورة 12 له، والتي كان محورها من أجل إنسانية روحية في الوقت الحاضر؟ فأجاب أن الصوفية وجدت قديما في المغرب، إذ انتشرت في عدة زوايا بعدد من مناطق المغرب و لعبت أدوارا هامة في الحياة الاجتماعية والسياسية ببلدنا، ومن أهم تلك الزوايا الصوفية الزاوية التيجانية، التي كان الفضل لمؤسسها سيدي أحمد التيجاني دفين فاس، في نشر الإسلام المعتدل بالقارة الإفريقية بعدما لعب أتباع هذه الطائفة الصوفية دورا أساسيا في شتى مناحي الحياة بالسينغال والنيجر ومالي وغيرها من الدول الإفريقية، بالإضافة إلى الزاوية البوشيشتية القادرية التي أصبح لها مئات الآلاف من المريدين في المغرب وأوروبا وأمريكا..، إلا أن ظهور الإيديولوجيات المتعددة- يقول د الصقلي .. أثر في الحد من انتشار الطرق الصوفية، غير أننا انتبهنا إلى ذلك وعملنا على تأسيس مهرجان فاس للثقافة الصوفية ليعيد الثقة إلى الصوفية من أجل إنسانية روحيه، وأضاف قائلا..
يصعب الجمع بين مفهوم النزعة الإنسانية والمنهج الروحي، وهو الخيار الأصعب الذي انتهجناه في الدورة الحالية للمهرجان، وقد يبدو الأمر غريبا لاسيما أن المفهوم الأول يحيل في تاريخ الثقافة الغربية منذ القرن الرابع عشر وخاصة منذ القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، على ظهور حركات تنشد التحرر و الانعتاق من الأوامر المتعالية للدين والمقدس، وغني أن تلك الحركات انخرطت في جدل في الشرق كما في الغرب بين الإيمان والعقل وبين الديانة والسياسة و بين الحرية والتعالي..، بيد أن الأجوبة الفلسفية التي تمخضت عن تلك الفترة والجدل القائم لم تكن بريئة كما توهم البعض.
يكفي أن نفكر قليلا فيما يخبئ لنا وما يقدم لنا أنه الطريق المستقبل الذي لا مفر منه، أي تلك النزعة الإنسانية التي ليست هي نهاية المطاف إلى الدرجة الصفر من الوجدان أو الإشادة بالحياة. ثم تساءل الدكتور الصقلي، هل سيأتي المنهج الروحي لإنقاذ النزعة الإنسانية ؟ يبقى السؤال مفتوحا لاسيما قي عصر عرفت فيه الديانات انحرافات نحو التعصب والتنكر للقيم الإنسانية الأساسية.
وخلص د فوزي في حوارنا معه قائلا .. من الصعب الجمع بين البعد الإنساني والروحي، وهذا ما نطمح إليه من خلال الثقافة الصوفية التي ولاشك أنها ستمكننا من انتهاج سياسة تكون بمثابة فن الحياة وكذا الانفتاح على الثروات المادية لعمقنا الإنساني والاحترام البديهي لتعدد الثقافات والديانات مع الجمع بطريقة لا تخلو من خصوبة بين المعرفة والروحية والاحتفاء الشاعري ببيئتنا وإنسانيتنا التي ينبغي المحافظة عليها، وهكذا يمكن أن تساهم الثقافة الصوفية بمعية روحيات العالم الأخرى في تشييد حضارة ممكنة يرجي لها أن تكون أكثراحتفائية بإنسانيتنا التي يجب المحافظة عليها.


الكاتب : فاس: محمد بوهلال

  

بتاريخ : 05/11/2019