فيروس كورونا يؤزم أحوال العديد من اللاعبين الفاسيين القدامى

أكثر من 40 منهم ينتظرون دعم المحسنين

 

فيروس كورونا يعري على واقع مر للاعبين القدماء بفاس .
مجموعة من اللاعبين الذين قضوا زهرة شبابهم يمتعون الجماهير المغربية في مختلف الملاعب بسحرهم الكروي، لم تكن تظن أن الزمان سيدير لهم ظهره، وتسوء أحوالهم المادية والاجتماعية، وتحولوا إلى حالات تنتظر من يلتفت إليها.
ويتواجد العديد من الأسماء، التي تركت بصماته خالدة في تايرخ كرة القدم الفاسية والمغربية بشكل عام في أوضاع مزرية، ونذكر على سبيل المثال لا الحصر حميد حموصة، الذي كان أبرز مهاجمي المغرب الفاسي، وحمل القميص، الوطني في أكثر من مناسبة، يتواجد في وضع هش جدا، بعد فقد عمله كسائق سيارة نقل البضائع (هوندا).
وقال حموصة، في تصريح للجريدة، إنه لا يجد ما ينفق في هذا الظرف الاستثنائي، مشيرا إلى أنه يؤمن بالكاد مصاريف العيش في الأشهر العادية، التي غالبا ما ينهيها بالاقتراض. لكن في ظل فترة الحجر الصحي «فإني ألازم بيتي مكرها، دون أن أجد ما أسد به رمق العيش، اللهم بعض المحسنين، الذين يطرقون بابي بين الفينة والأخرى».
وتساءل حموصة عن دور صندوق اللاعبين الدوليين ومؤسسة محمد السادس للاعبين، وجامعة كرة القدم، «التي تصرف بسخاء على الجامعات الإفريقية وتقدم لها المساعدات، في وقت نعيش رفقة فلذات أكبادنا الفاقة، رغم كل ما قدمناه لكرة القدم الوطنية.»
وعلى حميد حموصة، تساءل عبد المجيد المتوكل، الذي لعب لمغرب الفاسي والوداد البيضاوي، بدوره عن دور المؤسسات الرياضية، التي أنشئت لدعم اللاعبين القدمى، مؤكدا «نحن نموت كل يوم للأسف، لأننا لم نعمل حسابنا وأصبحنا عالة على الجميع.»
أما عبد الرحيم فاني، الذي حمل ألوان المغرب الفاسي والكوكب المراكشي وأولمبيك خريبكة، فقد تحسر على الأيام التي كانت فيها الجماهير تهتف باسم الكوشي، الذي خاض خمس مباريات مع المنتخب الوطني، قبل تنقلب حياته رأسا على عقب بعد عودته من إسبانيا، حيث «أصبحت أجد صعوبة كبيرة في إيجاد لقمة عيش لأسرتي. فأنا لا أتوفر على ضمان اجتماعي ولا بطاقة راميد، وليس لي أي تقاعد. فأنا أعمل مدربا بفرق العصبة، والكل يعلم واقع الكرة بفاس، سواء الكبرى أو الصغرى.. والله ما تنلقاو شي حاجة.. الله كريم».
وبدوره سمير بلحوجي، الذي كان أصغر لاعب يحمل قميص المغرب الفاسي والمنتخب الوطني، فقد قال: «أنا على باب الله.. حيث لا أستطيع توفير قوت أسرتي، لولا دعم والدتي.. لكن الله غالب، رغم الشهرة التي عشناها، فإننا لم نستعد لتقلبا الزمن.»
وأضاف بلحوجي «لم أعد أخرج من المنزل لتفادي نظرات الشفقة.» قبل أن يتأسف على عدم إكمال دراسته ودخول سوق الشغل، لكن للأسف «أصبحنا عبئا على أهلنا وأصدقائنا، وحتى المجتمع الذي لم يوفر لنا أي شيء « .
وطرح بلحوجي للحيف الذي يعيشه اللاعبيون القدامي، الذين يتواجدون بعيدا عن محيط الدار البيضاء – الرباط، رغم أن العديد منهم كانت له مساهمات كبرى في الرصيد الكروي المغربي، وخير دليل على ذلك أن الكأس الإفريقية اليتيمة التي في رصيدنا، ساهم فيها 4 لاعبين من المغرب الفاسي هم بالإضافة إلى المرحوم الهزاز، كل من الزهرازي بأهدافه الحاسمة، والكزار وعبد الله التازي، «فلماذا كل هذا الجحود؟».
ودعا سمير بلحوجي الجامعة والوزارة التدخل لإنقاذ هذه الفئة من الرياضيين، لأن أكثر من 40 لاعبا سابقا بفاس يعيش وضعية صعبة، علما بأن الكثير من الاتحادات تتدخل لمساعدة لاعبيها القدامى، رغم أنهم يتوفرون على التقاعد والضمان الاجتماعي.
وقامت بعض الفعاليات الرياضية بمبادرات تضامنية لدعم العديد اللاعبين القدامى، على غرار محمد الصقلي، رئيس المكتب المديري لنادي المغرب الفاسي، الذي خص العديد من اللاعبين القدامى.
وحسب مصادر مطلعة، فإن المكتب المديري للماص سيعقد اجتماعا لمناقشة وضعية بعض اللاعبين في مختلف الفروع، حيث ستشمل هذه المبادرة التضامنية توزيع منح مالية لمساعدة اللاعبين المحتاجين في كرة اليد والكرة الطائرة.


الكاتب : خالد الطويل

  

بتاريخ : 09/04/2020