في أربعينية المرحوم المناضل مصطفى بنسالم بالعرائش : لشكر: يذكرنا ميثاق اللاتمركز الإداري والنقاش حوله أن المرحوم كان ضمن الأطر التي اشتغلت بجد ونكران ذات لتطوير الادارة الجماعية

جدد إدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، تعازيه الحارة والصادقة، لعائلة القرقري وعائلة بنسالم، في فقدان المرحوم مصطفى بنسالم.
وفي الذكرى الأربعينية لوفاة المرحوم المناضل مصطفى بنسالم، نظمت عائلة الفقيد مع حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وجمعية الأعمال الاجتماعية لموظفي جماعة العرائش وجمعية التضامن للنهوض بالأعمال الاجتماعية، الذكرى الأربعينية لوفاة الفقيد، بحضور ادريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وعضوي المكتب السياسي مصطفى عجاب ومشيج القرقري ومحمد المموحي، الكاتب الجهوي لجهة الشمال، وأعضاء الكتابة الجهوية وأعضاء الكتابات الإقليمية ومكاتب الفروع بالجهة وأعضاء المجلس الوطني والمنتخبين بالإضافة إلى الأحزاب السياسية والفعاليات الجمعوية والمدنية والحقوقية.
وفي كلمة إدريس لشكر، الكاتب الأول للحزب قال إن:» المرحوم مصطفى بنسالم، رحمة لله عليه، وظف معرفته الحقوقية في الجامعة والمعرفة السياسية في حزبه الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لخدمة بلده في إطار أساسي، بمقتضاه تحول تدبير الشأن المحلي من السلطة، أي من الإدارة الترابية إلى الإدارة المنتخبة، والذي يعود الفضل الكبير إليه منذ أن انطلق الميثاق الجماعي لسنة 1976، حيث كان من ضمن الأطر التي اشتغلت بجد ونكران ذات ومساعدا لها، مطلقا كافة إمكانياته من خلال تطوير الإدارة الجماعية».
وأضاف لشكر: «ما تعيشه بلادنا اليوم حول ميثاق اللاتمركز الإداري والنقاش الرائج حوله يؤكد مدى الدور الذي تلعبه الإدارة الجماعية في تطوير ديمقراطيتنا المحلية، وهي مناسبة كذلك لنعترف للفقيد في هذه الأجواء، بمساهمته في الإدارة الجماعية. على أن التأسيس للإدارة الجماعية وإطلاقها في ديمقراطية ناشئة، يتسبب أحيانا في الكثير من المشاكل ربما حتى الصحية بالنسبة للإنسان، لكن المرحوم بفضل موضوعيته وحياده وخدمته للمصلحة العامة، نجح في جعل العلاقة بين المنتخب والإدارة، علاقة متميزة وموضوعية».
وعن علاقة الكاتب الأول مع المرحوم يقول لشكر: «مصطفى بنسالم عرفته في الشبيبة الاتحادية في الثمانينيات، لما كنت أنا أودع الشبيبة الاتحادية، وعرفته مناضلا قويا في الاتحاد الوطني لطلبة المغرب في السنوات الصعبة لهذه المنظمة الطلابية . اشتغل بالحزب في جهة الشمال، وخاصة إقليم العرائش، ولعب أدوارا أساسية في بناء التنظيم الحزبي».
وأضاف: «جمعتني لحظات حميمية بالمرحوم مصطفى رحمة لله عليه، وأعرف فيه ذلك النموذج المضحي من أجل أسرته، التي كان يعشقها، عزاؤنا لأختنا نوال ولإبنتنا ياسمين وعزاؤنا لباقي العائلة، لأننا نعلم كم كان يحب أسرته الصغيرة وكم كان يفكر فيها ويشتغل من أجلها، وهذا هو سبب زيارة بيت المرحوم لمواساتها، ولكن تأكد لي بهذا الحضور أن المرحوم مصطفى بنسالم أكبر من الحزب وأكبر من الجمعية، حضوركم جميعا اليوم دليل على ما كان عليه المرحوم من قيم وأخلاق ومبادئ ».
من جهته قدم الدكتور مشيج القرقري كلمة باسم العائلة قال فيها»:
باسم عائلة الفقيد مصطفى بنسالم، أود أن أتقدم بجزيل الشكر والامتنان لحضوركم من أجل مواساتنا في هذا المصاب الجلل، كما أود أن أتقدم بالشكر، خاصة لأصدقاء الفقيد داخل جمعية الأعمال الاجتماعية لموظفي جماعة العرائش، والذين أبوا إلا أن يحملوا على عاتقهم اقتسام هذا الحزن من خلال الجهد الذي بذلوه لتنظيم هذه الذكرى». وأضاف عضو المكتب السياسي: «نجتمع اليوم لتأبين مصطفى الإنسان رحمة لله عليه، مصطفى الخلوق والمثابر والمكافح، والذي استطاع خلال حياته أن يبصم قلوبنا جميعا بحب الحياة واستطاع أن يزرع من حوله قيم الوفاء والجهد والمثابرة وحب الناس». وأضاف: «لقد كان حريصا أشد الحرص على أن تكون علاقاته وصداقاته مبنية على الإخلاص والصدق ونكران الذات. وإن حضوركم اليوم هو عنوان واعتراف بهذه المبادئ التي تحلى بها الفقيد.
لم يكن مصطفى ابن مدينة العرائش رجلا عاديا في ارتباطه بهذه المدينة بتاريخها وجغرافيتها، فقد كان محبا لها حريصا على تتبع أدق تفاصيل تطوراتها وتحولاتها الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية والعمرانية، مما أهله لأن يشغل منصب الكاتب العام لجماعتها، مصطفى كان محبا لمهنته وكان حريصا على تتبع أدق تفاصيل تطورات الشأن المحلي في أبعاده القانونية والسيوسيولوجية».
ويحكي القرقري عن المرحوم : « سأحدثكم عن مصطفى المناضل الذي التحق بصفوف الاتحاد منذ الفترة التلاميذية واعتقل على إثرها في أحداث 1984 قبل أن ينتقل إلى فاس لإتمام دراسته الجامعية حيث التحق بكلية الحقوق وهناك عانق النضال من خلال انخراطه اليومي في نضالات الاتحاد الوطني لطلبة المغرب وفي صفوف الشبيبة الاتحادية بفاس.
كل من عايشوه خلال تلك الفترة يشهدون بالتزامه الدائم وانخراطه الكلي في المعارك النضالية التي خاضها الاتحاد الاشتراكي وارتباطه اللصيق بالاتحاد وحضوره الدائم في كل المحطات التنظيمية الشبيبية والحزبية، بدءا من المؤتمر الوطني الثالث بفاس للشبيبة الاتحادية سنة 1987 والمؤتمر الوطني الخامس للحزب بالرباط سنة 1989.
كان لمصطفى معنى خاصا للنضال بالنسبة إليه هو إنتاج للمعنى العملي اليومي، لا ترفا فكريا، رغم حرصه الدائم على القراءة والمطالعة إلى درجة الهوس بتتبع التفاصيل اليومية.
إن انخراط مصطفى في المعارك النضالية للاتحاد هو إيمان بصدق ونبل الرسالة التي ضحى من أجلها آلاف المناضلين والتي لا تزال تستحق أن نضحي من أجلها.
مصطفى هو رمز لكل هاته الأجيال، وجلكم جزء منها، والتي انخرطت بكل صدق من أجل صنع مغرب أفضل.
كل من عرف مصطفى لابد أن يتذكر حبه الشديد لعائلته الصغيرة.
ياسمين إبنته الوحيدة ما فتئ يحيطها بكل الاهتمام اللازم، بل وبأكثر من الاهتمام، لدرجة حب أبوي منقطع النظير، كانت الأولى والأخيرة في أولوياته.
ياسمين هي أملنا اليوم وأمل العائلة الصغيرة والكبيرة في استمرار المبادئ والقيم التي ناضل من أجلها مصطفى، لا يمكن ألا نذكر نوال رفيقة الدرب والتي لم تذخر جهدا في مرافقة مصطفى طيلة مساره النضالي والعملي.
نوال رمز الزوجة الوفية والمناضلة والمربية والمثابرة.
حب العائلة لمصطفى لم يكن إلا تعبيرا صادقا عن الحنان والحب الذي أحاطه والدنا مصطفى القرقري رحمه لله بمصطفى وزبيدة ومحمد .
قدمت الذكرى الأربعينية للمرحوم مصطفى بنسالم الإعلامية نزهة بنادي، وألقى مراد الجوهري كلمة بالمناسبة باسم جمعية الأعمال الاجتماعية لموظفي العرائش، ولطيفة الموساتي كلمة باسم جمعية التضامن للأعمال الاجتماعية وعبد الإله لحسيسن كلمة باسم جماعة العرائش.


الكاتب : مصطفى الإدريسي

  

بتاريخ : 23/10/2018