في أفق تثمين دورها التاريخي.. تساؤلات عديدة بشأن مستوى البنيات التحتية بمكناس

اختتمت، مؤخرا ، الدورة الرابعة عشرة للمعرض الدولي للفلاحة بمكناس، والذي يعتبر ملتقى للعديد من الدول لعرض ما توصلت إليه التقنيات الفلاحية على كل المستويات نباتيا وحيوانيا وصناعيا وتقنيا وتكنولوجيا، مما يعتبر مناسبة لتبادل الخبرات بين المهتمين، ومن ثم يكون المعرض قد حقق أهدافه التواصلية والتسويقية بين مختلف الفاعلين في المجال الفلاحي الذي يعتبر قاطرة للتنمية سواء على المستوى الوطني أو على المستوى القاري والدولي. الحديث عن المعرض مرده التساؤل عن مدى مسايرة البنيات التحتية للمدينة لهذا الحدث الدولي الهام على كل المستويات، نسرد البعض منها:
– البنيات التحتية الطرقية: تعيش ساكنة المدينة وزوارها على وقع اختناق مروري كبير بسبب ضعف الشبكة الطرقية التي لا تستوعب الكم الهائل من السيارات والشاحنات والحافلات مما يصيب المدينة بشلل مروري يعيق الانسياب السلس عبر الشبكة الطرقية التي لا تتماشى مع التطورات الحاصلة في المجال بحكم ضيقها وبحكم الافتقار للمدارات الطرقية الميسرة لحركة السير وانسيابها.
– بنيات الاستقبال الفندقية: لا تستجيب للتدفقات البشرية عليها وطنيا ودوليا مما تتحول معه العديد من الدور السكنية الى فنادق وفضاءات لاستقبال الزوار، الشيء الذي يطرح العديد من الإشكالات المرتبطة بالأمن.
– تحويل وجهات العديد من الوافدين على المعرض تجاه مدينة فاس باعتبار ما تتوفر عليه من طاقات استيعابية ومن بنيات تحتية متقدمة.
– خصاص على مستوى علامات التشوير والتوجيه بالعديد من التقاطعات الطرقية والاتجاهات المفضية إلى مختلف الوجهات بالمدينة.
– الافتقار إلى الفضاءات الترفيهية والسياحية الملبية لانتظارات الوفود الزائرة.
– انعدام الأنشطة الموازية للمعرض على المستوى الثقافي والفني والرياضي والسياحي بالمدينة مما يجعلها مدينة غير منخرطة في الحركية والدينامية التي يوفرها المعرض الفلاحي على أكثر من مستوى، الشيء الذي يطرح العديد من علامات الاستفهام والتساؤلات على الجهات المختصة بالمجالات السالفة الذكر.
– ضعف دور النخب السياسية والاقتصادية في إرساء تصور تنموي حقيقي للمدينة التي فقدت العديد من بريقها ، خصوصا مع انغماس المجالس الترابية المتعاقبة على تدبير الشأن المحلي منذ سنوات في قضايا بعيدة عن إرساء تنمية حقيقية تسهم في إرساء المشاريع والتصورات والبرامج المهيكلة لواقع المدينة التي تزخر بالعديد من الإمكانات المؤهلة للنمو والتطور.
– تسجيل التهميش الممنهج للفعاليات المجتمعية الحاملة لهم الارتقاء بالمدينة على المستويات الثقافية والفنية والرياضية، مما جعل المدينة تغرق في «سبات شتوي»، حيث أصبحت مدينة بدون جاذبية وخارج الزمن المغربي المحقق للعديد من الطفرات.
– تردي الوضع الاجتماعي من خلال أحزمة الفقر المحيطة بالمدينة من كل الجهات بسبب غياب منافذ الشغل والافتقار لبنيات اقتصادية وصناعية مشجعة على الاستثمار الشيء الذي أدى إلى ارتفاع نسب البطالة بالأوساط الشبابية وانتشار الجريمة بأغلب أحيائها بسبب انسداد الآفاق أمام أوسع الفئات من الشباب .
– بالرغم من توفر المدينة على كلية للحقوق والعلوم والآداب والعديد من المدارس العليا يبقى تأثير هذه المؤسسات جد محتشم على مستوى الإسهام الفاعل في إرساء الانطلاق الاقتصادي والثقافي للمدينة وجعلها قطبا لاستقطاب الرساميل والمنشآت الصناعية والتحويلية المنتجة لفرص الشغل والتطور الصناعي والتكنولوجي والتحويلي الفلاحي.
– عدم التسويق السياحي والثقافي للمآثر التاريخية الممتدة عبر العديد من الحقب التاريخية بالمغرب وتركها للإهمال وتأثيرات فعل الزمن، بالإضافة إلى عدم توظيف هذا الارث التاريخي للتعريف بحضارة المغرب وتاريخه الحافل بالعديد من المحطات التاريخية المرتبطة بكل الحقب التاريخية التي مر بها المغرب عامة والمدينة خاصة.


الكاتب : جبوري حسن

  

بتاريخ : 29/05/2019