في الأسبوع الوطني الخامس للصناعة التقليدية : ورشات تكوينية للرفع من القدرات التدبيرية للصانع التقليدي

 

شكلت الورشات التكوينية المنظمة في إطار الأسبوع الوطني الخامس للصناعة التقليدية، الذي تحتضنه مدينة مراكش من 9 إلى 17 فبراير الجاري، فرصة ل»تطوير قدرات الصانع التقليدي و تنمية ثقافته المالية و التسويقية ، و إمكانياته المقاولاتية بشكل يمكنه من الرفع من درجة اختراق الأسواق الدولية و التكيف مع تقلباتها».
و تمحورت الورشات التي استفاد منها أزيد من 200 صانع و صانعة، حول إجراءات التخليص الجمركي و العبور، و التسويق و التجارة و التلفيف و التغليف و مراقبة الجودة. و كشفت هذه الورشات الحاجة الملحة للتكوين المستمر لدى الصانع التقليدي، ليتحول إلى فاعل مقاولاتي يوظف ذكاءه و مهارته المهنية في الصناعة التقليدية من أجل اختراق الأسواق العالمية، و لاسيما أن الطلب الدولي على المنتوجات التقليدية المغربية قد عرف ارتفاعا كبيرا في السنوات الأخيرة ، و هو ما تدل عليه أرقام الصادرات المغربية من قطاع الصناعة التقليدية.
ووفرت هذه الورشات التكوينية للمستفيدين منها موارد عملية في الثقافة التدبيرية المرتبطة بعمليات التصدير، و معرفة بالإجراءات الجمركية التي تتطلبها و الامتيازات التي يمكن للصانع التقليدي الاستفادة منها، و خاصة التسهيلات التي يتيحها القانون، و التي غالبا ما يظل الصانع جاهلا بها.
و في نفس السياق مكنت ورشة التغليف و التلفيف من منح المستفيدين من الصناع التقليديين في مجال الجلد و الفخار و الألبسة و مواد التجميل ، مناسبة لتطوير كفاياتهم المتعلقة بالتلفيف و التغليف، و ذلك من خلال مراعاة الجوانب القانونية التي تؤطرها، و كذا الجوانب المرتبطة بتقوية جاذبية المنتوج على مستوى التسويق.
و اعتبر موضوع الجودة، من بين أهم الورشات التي استقطبت اهتمام المشاركين في الأسبوع الوطني الخامس للصناعة التقليدية ، حيث أفضت أشغالها إلى التأكيد على عنصر الجودة « باعتباره عاملا حاسما في تقوية تنافسية المنتوج التقليدي، و تمتين حضوره في الأسواق الدولية التي تبدي اهتماما متزايدا بالصناعة التقليدية المغربية. و أكدت أن حماية الجودة و مراقبتها عبر آلية مضبوطة و منتظمة، تمثل عامل إنجاح للمنتوج التقليدي، لضمان إشعاعه و سمعته التي تشكل الرأسمال الذي يحمي قيمته».
و يعرف المعرض الذي يشارك فيه 1200 عارض من كل جهات المملكة ، إقبالا مهما ليس فقط من قبل الساكنة، و لكن أيضا من طرف المهتمين بالتصدير و الاستثمار في القطاع، و هو ما يضفي على فعاليات الأسبوع قيمة تسويقية و استثمارية مهمة، و يسمح بفتح علاقات مباشرة مابين الصانع التقليدي و مختلف الفاعلين المتدخلين في سلسلة الإنتاج، ناهيك عن الاهتمام الشعبي الذي عكسه حجم الزوار من الساكنة، و الذين تشكل لديهم الصناعة التقليدية مجالا اجتماعيا تتداخل فيه القيمة الجمالية للمنتوج بأثره الاجتماعي و مردوديته، باعتبار أن القطاع مشغل رئيسي لليد العاملة بالمدينة. كما تعرف التظاهرة ، عددا من الأنشطة و الفقرات الفنية و الندوات الموضوعاتية ، في مقدمتها الملتقى الثامن للمحافظة على حرف الصناعة التقليدية المغربية، والمناظرة الوطنية الموضوعاتية الثانية: فرع الحلي والمجوهرات، ويوم التكوين المهني في الصناعة التقليدية حول التقنيات المختلفة لتسويق المنتجات.


الكاتب : مراكش : عبد الصمد الكباص

  

بتاريخ : 14/02/2019