في حوار مع  الفلسطيني مؤيد عليان مخرج فيلم «التقارير حول سارة وسليم» .. الفيلم يسلط  الضوء على واقع الإنسان العادي وعلى حال السينمائي الفلسطيني في القدس المحتلة

أكثر من 70 عاما مرت على النكبة الفلسطينية، حاولت السينما خلالها أن تقدم انعكاساً لمعاناة الشعب الفلسطيني واختلف أسلوب الطرح من وقت لآخر إلى أن تكونت لها صورة كليشيهية لشاب أو طفل فلسطيني ممسك بحجر في وجه سلاح ناري، لا ننكر فعالية هذا ولكنها ظلت الطريقة التي تقدم بها القضية سينمائياً لسنوات.
ولكن في العام الماضي انطلق فيلم التقارير حول سارة وسليم للمخرج مؤيد عليان ليقدم طرحا مختلفا تماماً، ولكن صاحبه منذ البداية حالة جدل واسعة بسبب جرأة بعض المشاهد، ونجح الفيلم في جذب الانتباه وشارك في عشرات المهرجانات الدولية وفاز بـ 9 جوائز كما عرض تجارياً في عدة دول عربية وعرض ايضا في دور العرض المغربية.
التقينا بالمخرج مؤيد عليان مخرج الفيلم الذي يعد التقارير حول سارة وسليم فيلمه الروائي الطويل الثاني ليحدثنا عن فيلمه، وتفاصيل صناعته ورأي الجمهور الفلسطيني في الفيلم وكان الحوار التالي:

 

p الفيلم أحدث حالة جدل شديدة منذ عرضه الأول، هل كنت ترغب في ذلك للتسويق للفيلم، أم أن تلك القضية لا بد أن تحدث جدلاً في كل الأحوال؟p الفيلم أحدث حالة جدل شديدة منذ عرضه الأول، هل كنت ترغب في ذلك للتسويق للفيلم، أم أن تلك القضية لا بد أن تحدث جدلاً في كل الأحوال؟n لا أعلم إن كان هناك جدل «شديدا»، لكن بالإمكان القول إن الفيلم فتح مجالاً جيدا لنقاش سلط من خلاله الضوء على واقع الإنسان العادي وكذلك حال السينمائي الفلسطيني في القدس المحتلة.p القضية الفلسطينية محل اهتمام من السينمائيين العرب منذ عقود، ولكنك اخترت طرح مختلف لمناقشة القضية، حدثنا عنه؟n  أعتقد أن السينمائيين الفلسطينيين من بنات وأبناء جيلي قد تعمقوا في الأعوام الأخيرة في تقديم أعمال تعكس جوانب أوسع مما كان في السابق حول التجربة الإنسانية الفلسطينية من أبعاد ونواحي مختلفة عن الحياة تحت القمع.p ما السر في رأيك وراء استمرار عروض الفيلم التجارية حتى الآن رغم مرور أكثر من عام على عرضه الأول؟n أعتقد أن الفضل يعود في الأساس لأعضاء فريق عمل الفيلم الذين عملوا وبذلوا المستحيل لصناعة عمل سينمائي جيد؛ وكذلك الفضل بكل تأكيد لموزعي الفيلم عربياً وعالمياً. كذلك نجاحات الفيلم في مهرجانات عالمية عديدة منحه اهتماماً واسعا.p حدثنا عن ما وصلك من رأي الجمهور العربي بشكل عام بعد عرض الفيلم تجارياً في أكثر من دولة وعرضه أيضاً في عدة مهرجانات عربية؟n ردود الأفعال كانت جيدة جداً. البعض عبر عن أهمية تسليط الضوء على جوانب الحياة الإنسانية بمستوى أعمق من سرد المعلوم والمعروف عن الحياة في القدس المحتلة بشكل خاص.p وكيف رأيت رد فعل الجمهور الفلسطيني بشكل خاص بعد مشاهدة الفيلم؟n تعددت ردود فعل الجمهور الفلسطيني بين الفلسطينيين المقيمين في القدس والداخل المحتل وبين الفلسطينيين في الشتات أو في المناطق التي يُمنع سكانها من دخول القدس بسبب الاحتلال. فبالنسبة للبعض يروي الفيلم قصة واقعية معروفة وبالنسبة للبعض كانت غير مألوفة.p   وهل درجة النجاح التي حققها الفيلم، كانت بنفس الدرجة المنشودة منذ البداية؟n الفيلم حقق نجاحاً كبيراً على مستوى المهرجانات والتوزيع وأنا سعيد جداً بذلك. إن إنتاج فيلم مستقل صعب جداً في أي مكان في العالم وهو أصعب بكثير في فلسطين، نحن سعداء بوصول الفيلم الواسع للجمهور العربي والأجنبي.p مذكور في ملخص قصة فيلم سارة وسليم أنه عن علاقة محرمة بين اثنين، والعلاقة تشعل لعبة خداع خطرة بين من يملكون السلطة ومن لا يملكونها، هلا شرحت لنا المقصد من هذه الجملة؟n إن علاقة خارج إطار الزواج قد تحدث في أي مكان في العالم ومن الممكن أن تكون لها أبعاد اجتماعية على الأشخاص. في هذه الحالة عندما يحدث ذلك بين فلسطيني من القدس الشرقية وإسرائيلية فإن تبعات الأمر تأخذ مناحي سياسية و»أمنية» قامعة للإنسان الفلسطيني في العلاقة، لأن النظام القضائي والسياسي العنصري في القدس المحتلة قائم على فصل عنصري بين سكان المدينة. p نجحت من خلال فيلميك السابقين في الوصول إلى الجمهور في كل قارات العالم، فما هي الفكرة التي تجمع مختلف الثقافات حولها بهذا الشكل؟n حسب رأيي فإن الصدق في السرد والتركيز على الحالة الإنسانية لشخصيات عادية هو ما جعل هذه الأعمال تصل وتترك أثراً لدى جمهور المشاهدين أينما كانوا.p  حدثنا عن مشاريعك خلال الفترة المقبلة؟n أنا في طور التحضير لعمل سيتم تصويره في القدس المحتلة.

 

 


الكاتب : « الاتحاد الاشتراكي»

  

بتاريخ : 09/12/2019