في ضيافة الاطفال بالمخيم الصيفي بالواليدية اقليم سيدي بنور

في اطار البرنامج الوطني للتخييم «المخيم فضاء للتربية على المواطنة و السلوك المدني « صيف 2018 و تحت اشراف عامل اقليم سيدي بنور، و بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية و مندوبية التعاون الوطني ، نظمت جمعية الوحدة للثقافة والتربية و التنمية،مخيمها الصيفي على فترتين بمدينة الواليدية، حيث انطلقت الفترة الأولى من يوم 06 غشت 2018 الى غاية يوم 13 منه ،والفترة الثانية من يوم 13 غشت 2018 إلى غاية 21 منه ،حيث عرفت هذه الفترات التخيمية مشاركة 201 طفل من بينهم 67 طفلة تتراوح أعمارهم ما بين 7 سنوات و 13 سنة ،يمثلون عشر جماعات ترابية بالعالم القروي ( تامدة – كدية بني دغوغ – اولاد عمران – بني تسيريس – أولاد بوساكن – خميس القصيبة – الجابرية – امطل – كريديد – بوحمام ) بالإضافة الى أطفال أحياء القرية و المسيرة بمدينة سيدي بنور ، حيث استفاد الاطفال من عدة أنشطة وخرجات هادفة ومتنوعة، في اطار تشجيع روح المواطنة والتربية على السلوك المدني القويم و السهر على ترسيخ ثقافة الاحترام و التحلي بالأخلاق النبيلة .

جريدة «الاتحاد الاشتراكي» قامت بزيارة للمخيم بالواليدية، و قضت يوما كاملا رفقة الأطفال و المؤطرين و عايشت ظروف ايوائهم و تغذيتهم و الانشطة التي يتلقونها طيلة اليوم ، بمقر دار الطالب تم استقبالنا من طرف رئيس الجمعية سعيد الشرع الذي رحب بتواجدنا معهم بالمخيم و بالضبط بدار الطالب و دار الطالبة التابعتين لمندوبية التعاون الوطني كان الاطفال يتناولون وجبة الفطور على الساعة الثامنة صباحا و كلهم حماس و نشاط و استعداد لقضاء يوم مليء بالأنشطة و الألعاب الترفيهية ، مجموعة من الاطفال الذين استقينا آراءهم كانت متطابقة و تشير الى أمر مهم هو فرحتهم و سعادتهم بتواجدهم بالمخيم ،معبرين عن رغبتهم في البقاء لفترة أطول مما هي عليه كونهم يتلقون الرعاية و الاهتمام من طرف المؤطرين، ناهيك عن التغذية المتنوعة التي تقدم لهم و التي تتميز بالجودة العالية حسب تعبيرهم.
المخيم الصيفي المنظم تحت اشراف عامل الاقليم من طرف جمعية الوحدة للثقافة و التربية و التنمية بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية و المندوبية الاقليمية للتعاون الوطني يعد مخيما نموذجيا بالفعل، نظرا لما يقدمه من خدمات و رعاية و اهتمام للأطفال .
برنامج اشعاعي جيد و تغذية متوازنة ، كما أن نظافة الاقامة و التكوين العالي للمؤطرين بالإضافة الى الرعاية المستمرة لعامل الاقليم و الاهتمام بالأطفال بالمخيمات بصفة عامة … كلها عناصر تجعل المخيم الصيفي ناجح بكل المقاييس ، و في اطار المزيد من المعطيات، صرح رئيس الجمعية سعيد الشرع أن المخيم يعد مؤسسة ضمن المؤسسات التربوية التي تساعد الطفل على تنمية مداركه بالاحتكاك والمعرفة حتى يتم إعداده للحياة المستقبلية حسب منظور شامل يرتكز على مقومات مادية ومجتمعية تخضع لشروط مكانية معينة. أما التخييم فهو كل ممارسة تربوية تنطلق من أسس بيداغوجية ذات أهداف وحاجيات تفرضها ظروف المخيمين وكذا المنظور أو المشروع التربوي الشامل، مضيفا أن المخيمات الصيفية تلعب دورا هاما في تنمية الطفل، فالنشاطات المنهجية التي يشرف عليها طاقم متدرب ومؤهل يلعب دورا كبيرا في تنمية مواهب الأطفال، من خلال العمل على تنمية الروح الاجتماعية للأطفال المشاركين، وتوسيع مداركهم الفكرية والعقلية. وتساهم المخيمات الصيفية في غرس الكثير من القيم الأخلاقية والاجتماعية ونشر روح العمل التعاوني الاجتماعي بين الأطفال، وتساعدهم في تعزيز التنشئة الاجتماعية لهم و تعمل على صقل شخصيتهم ، علما بأن اغلب الأطفال في عمر المراهقة، وهي فترة بحاجة إلى عملية صقل وبناء شخصية وثقة بالنفس .ويجب الإشارة إلى قضية مهمة جدا – يقول سعيد الشرع- أن المخيم الصيفي ليس بعيدا بأهدافه وبسياساته عن أهداف المدرسة وأهداف الأسرة، لو لاحظنا الخطط التي يتم وضعها من قبل القائمين على المخيمات الصيفية سنرى فيها انسجاما وتوافقا، بحيث تسعى في المحصلة النهائية إلى هدف استراتيجي، وهو تنمية شخصية الطفل وخلق مواطن صالح .و ترجع أهمية المخيمات الصيفية يؤكد الشرع إلى توفير جو من المرح والسعادة للأطفال، فبعد مرور عام كامل من الدراسة وما يعانيه من مشاكل مدرسية، سواء مع المناهج أو الأساتذة أو الإدارة المدرسية، حيث أن الضغط المدرسي يكون كبيرا جدا على كاهل الأطفال. علاوة على ذلك، فالظروف التي يعيشها أبناء مجتمعنا من الفئات الهشة حيث يعانى الكثير من النقص في التغذية و الترفيه و التربية على السلوك القويم ، لعدم توفر أماكن للترفيه النفسي لأطفالنا وأماكن الرحلات المدرسية، من هنا تلعب المخيمات الصيفية دورا كبيرا في رسم البسمة ولو لفترة قصيرة جدا على شفاه أطفالنا من هذه الشريحة من المجتمع . فمن خلال المخيمات الصيفية يتم تعويد الطفل على استغلال واستثمار أوقات الفراغ، لأن سوء استغلال وقت الفراغ قد يقود لطفل للتفكير ببعض السلوكيات السلبية، من هنا يتم توجيه الأطفال إلى سبل وآليات استغلال الوقت بصورة ايجابية. وتكمن أهمية المخيمات أيضا في أنها تعمل على إشاعة جو من الديمقراطية بين المشاركين وتعويدهم على ممارسة هذا النهج الديمقراطي في حياتهم العملية، وذلك من خلال بند مهم جدا وهو التربية على المواطنة و السلوك المدني، حيث يتم بناء خطة في هذا المجال بهدف تعزيز الانتماء الوطني للمجتمع ومؤسساته. ويعمل على خلق رجال و نساء المستقبل القادرين على تحمل المسؤولية، سواء على الصعيد الاجتماعي أو غيره ، مشيرا إلى أن المنشطين يتم اختيارهم بعناية مع اخضاعهم الى تداريب على كيفية التعامل مع الأطفال… وفي الأخير، وجّه رئيس جمعية الوحدة للثقافة و التربية و التنمية بسيدي بنور نداء إلى كلّ المهتمين لتكثيف الجهود من أجل الرفع من أعداد الأطفال للاستفادة من المخيمات الصيفية وتشجيع اسرهم على توجيههم إلى المخيمات الصيفية لِما لها من وقع أخلاقي وتربويّ وتعليمي على نفسية وسلوك الأطفال، بعد سنة دراسية متعبة.


الكاتب : أحمد مسيلي

  

بتاريخ : 21/08/2018