في ظل استفحال «النشاط غير المهيكل» أزمة عميقة تحاصر المطاعم بالصويرة

10 مطاعم أو أقل توجد في وضعية مريحة وتشتغل بشكل جيد بمدينة الصويرة. هذا الرقم البسيط يصبح مخيفا حين نقارنه بمجموع المطاعم المرخصة بالصويرة البالغ عددها 200 منها 15 مصنفة تعاني أزمة خانقة منذ سنوات. 10مطاعم من 200 لاعتبارات متباينة تفلت الى حدود الساعة من تداعيات مشاكل القطاع غير المهيكل، ضعف تأطير القطاع، عدم احترام المحلات المرخصة للأنشطة موضوع رخصها وفرضها منافسة غير قانونية على قطاع الاطعام السياحي الخاضع لشروط جد دقيقة تترتب عليها تكلفة استثمار مهمة على مستوى بنيات الاستقبال، اليد العاملة، التحملات الاجتماعية، الالتزامات الضريبية وغيرها.
« القطاع ينحدر باستمرار الى الرداءة، تستفحل ظاهرة النشاط غير المهيكل لتصل عدواها حتى الى مؤسسات إيواء لا تتوفر فيها شروط الاطعام السياحي، بالموازاة مع إحجام المصالح المختصة عن التدخل لفرض احترام الأنشطة موضوع الرخص الممنوحة لمجموعة محلات الوجبات السريعة. للأسف العشرات من المطاعم توشك على وقف أنشطتها ولا حياة لمن تنادي» صرح للجريدة صاحب مطعم بالصويرة.
بعض أصحاب المطاعم أثاروا في لقائهم مع الجريدة ظاهرة غريبة ومستفزة تتمثل في توجيه السياح والمقيمين الأجانب من جنسيات معينة الى مطاعم بعينها تبعا لجنسية صاحب المحل. ظاهرة يصعب إثباتها ولا مسوغ لزجرها الا أنها تبقى مسيئة ويصعب التعايش معها من طرف أصحاب المطاعم المغاربة. من جانب آخر اشتكى المتحدثون من الدور السلبي الذي يلعبه بعض المرشدين السياحيين على مستوى توجيه السياح الى مطاعم بعينها. ممارسة يسهل حسب محاورينا ، الوقوف عليها فيما يصعب إثبات خلفيتها غير القانونية التي تتناسل بشأنها الأرقام والمعطيات…
وحسب المادتين 25 و26 من القانون 80.14 تصنف كل مؤسسة للإطعام «مطعما سياحيا» وفقا للمساطر وللمعايير الدنيا القياسية والوظيفية، وتلك المتعلقة بحفظ الصحة وإنتاج الخدمات والاستغلال، حيث يمكن للمطعم السياحي أن يقدم بصفة ثانوية خدمة تتعلق بالتنشيط، إضافة إلى خدمة بيع الأكلات والمشروبات.
المشرع أحاط فتح واستغلال المطاعم السياحية بمجموعة من الشروط ، حيث تلزمه المادة 28 بأن يبرم تأمينا من مخاطر الحريق والمسؤولية المدنية يقوم بتجديده بصفة منتظمة، أن يعرض على نظر السلطات كل طلب يتعلق بإغلاق مؤقت أو نهائي للمؤسسة أو إعادة فتحها، أن يتقيد بأحكام النصوص التشريعية والتنظيمية لا سيما المتعلقة بحفظ الصحة والشغل والسلامة والبيئة، أن يسهر باستمرار على تأهيل المستخدمين وحسن هيئتهم وأخلاقهم أثناء مزاولتهم لعملهم، أن يسهر باستمرار على حسن سير جميع تجهيزات المؤسسة، أن يحرص على حسن تدبير عمليات الحجز وأن يحترم جميع الالتزامات التي يتعهد بها في حالة حجز تم تأكيده، أن يقوم بإشهار الأسعار بصفة واضحة عند مدخل المؤسسة، أن يسلم لكل زبون فاتورة أو تذكرة الصندوق مؤرخة تتضمن الاسم التجاري للمؤسسة وعنوانها وتبين بتفصيل جميع الخدمات المقدمة والأسعار المطبقة، أن يلتزم باحترام قواعد وأخلاقيات المهنة، وأن يلتزم بالقوانين الجاري بها العمل في حالة تقديم المشروبات الكحولية.
وحسب ليلى بوضاض رئيسة جمعية ارباب المطاعم بالصويرة، يمر نشاط المطاعم بمرحلة جد حرجة منذ سنوات بسبب الوضعية الصعبة التي مر منها القطاع السياحي بسبب تداعيات الازمة الاقتصادية وتأثيرات الاعتداءات الإرهابية التي ضربت أوروبا، و ترى أن مشاكل النقل الجوي، نقص الترويج للوجهة، ارتفاع اثمان المواد الأولية، نقص في اليد العاملة المؤهلة لا تخدم مصالح نشاط المطاعم بالصويرة بل وتساهم في تعميق أزمتها.


الكاتب : عبد العالي خلاد

  

بتاريخ : 06/06/2018