في عشقك أتيه..

أخطأ في حقنا الزمن
فَقدَّم وأخر
وفر من جمر الآه دخانا يراقص ظله
وينادي
يا سيدتي!
يا اجتماع الممكنات في كأس المستحيل
يا شجرة تبسط ذراعيها للطيور
عائدة إليكِ كأشعة محملة بالتغاريد
كل القصائد تضع حروفها خلف الأبواب
كي لا تتعثر الذكريات
لا تنام حزينة البسمات
في معصم الريح أوطان تنتحب
حدودا مشرعة على ما أتى قبل أن يأتي
تركب دهشة الأسئلة
تقايض الوضوح باستعارات
لا تفهمها سوى فراشات من نَسْل الماء
السنابل التي تتمايل في حقلك
تزيدها المناجل  تكاثرا وضحكا
لغة للتراب الذي يسكننا
خصوبة توزع تباشير الحياة في الرغيف
لا تموت السنابل أبدا
هي حضن الرؤى
لقاء الأحبة
وهي البداية التي دائما تبدأ
في خاصرة النسيم
في صراخ العطر
في صلاة الياسمين المُعَمَّدِ بأحلامنا
وكم من حلم ضَفرتُ به شَعْرَالسنابل
كي أراك تفسرين ندائي..
تُدركين جنوني الجميل بك..

يا شاعرتي!
جئتُ قبلكِ بسنين
جئتِ بعدي بسنوات
حين كان البحر يبحث عن شطآن
ليحط موجه على وسائد من زبد
حين كان المد راية الفاتحين المكسرة أحلامهم
وكنتُ فارسا من ورق
وكنتِ طروادة التي علي أن أفتحها بالقبل
وقد كنتِ طلبتِ مهرك قصائد
وكلاما مرصعا بالذهب
أغنيات الموج في بحر الشوق
وقد كنتُ بدويا في حقول البيان
أبيِّنُ ما خَفِيَ من المعاني
بآه الحمد من الألف إلى الأبد
وأتعوذ دائما بما قاله لي جدي وأنا صغير
«لا تكن زائدا ولا ناقصا»
ومنذ حينها أقيس طولي وعرضي
أزن كلامي بما أملك من الأمل
لكن حين يأتيني منك كلام رزين
جميل كفرحة الكرز والتين
شامخ كالمدى في المدى
فأني أتسلق ثياب الكلمات
كدودة قزلأنسج قصائد لك
من بلور السماء
أخيط صورها بلمسات أناملك
فما هذا السواد يا سيدتي
سوى لباس قمقم مملوء بما تفعله الليالي
في الليل
تحكي …

يا مولاتي!
أيتها القصيدة التي يتخفَّرُ بها الفجر كل فجر،
خابية حياة
عيون ماء
عناقيد أنوار،
تُعمِّرين به كؤوس عابري سبيل أملا
تضعينه في أكف الصبايا ضياء
صوت الشجر والماء والقمر
صوتكِ
في الصيف هو رقصة النسيم
وداعة الظلال
في الخريف رقة المطر
وراء نافذة مغلقة
في الشتاء دفء نار عاشقة
في مدفأة
في الربيع نغمة أقواس قزح
على محيا الزهور
فهل تدركين ما يفعله بي صوتك منذ الأزل؟
يا أنتِ، من أنتِ؟
ففي كل مكان لا أرى إلاكِ…
يا سيدتي!
شِعري ولادة الأسئلة
لكن لا يسأل إلا عنكِ
شعري وطن
وحدك تمنحينه هوية ونشيدا
يستمر عاشقا يحلم بك أفقا…
لا نموت
فقط ننام وفي أعيننا حُلم..


الكاتب : عزيز فهمي

  

بتاريخ : 30/11/2018

أخبار مرتبطة

  رن الهاتف ، كنت في الحمام مستمرئا الدوش الفاتر، تلففت بفوطة، شربت كوبا من محلول عشبة اللويزة، موطئا لنوم

  جلست على شاطئ الحيرة أسكب المعاناة على الورق، وأشكل أمواج الغضب، تطاردها الجروح ويرافقها السؤال واحد يدعي الحضور! على

الحياة التي نحارب من أجلها… الحياة التي نمارسها أمام العلن… والحياة التي نتمنى أن نعيشها… لا علاقة لها بما نعيش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *