في لقاء حضرته فعاليات جمعوية وتربوية ب «عاصمة زيان»

المجلس العلمي  يشرك محيطه العام في مناقشة أعمال

لجانه وبرامجه المسطرة

في إطار المقاربة التشاركية مع محيطه العام في مناقشة واقع وآفاق برامجه المسطرة، نظم المجلس العلمي المحلي بخنيفرة لقاء موسعا عرف حضور عدد من الفاعلين المحليين، الجمعويين والمثقفين والمبدعين والتربويين، ومن الأئمة والخطباء والوعاظ والمرشدين والمرشدات، وأعضاء المجلس العلمي ولجانه، قام بتسييره ذ. محمود راسو الذي وضع الحضور في دلالة اللقاء وأهميته في رسم ملامح البرنامج السنوي لعام 2020،ومناقشة الأنشطة المقترحة من طرف المجلس ، بالتأكيد على ضرورة خلق جسور التواصل مع كافة الفاعلين المحليين.
واوضح رئيس المجلس د. المصطفى زمهنى، دلالة اللقاء الذي يأتي في إطار «انفتاح المجلس على كل الطاقات المحلية، من أجل التداول المشترك في قضايا وبرامج المجلس ، والانصات لما ينبغي تداركه وتقويمه، بمشاركة الفعاليات الثقافية والعلمية التي تتقاسم مع المجلس أهدافه ورسائله»، باعتباره مؤسسة علمية «يتجسد دورها في التوعية الدينية وترشيد التدين بما يحافظ على الوسطية التي هي من سمات الدين الإسلامي، وبالإصلاح بما يليق بإنسانية الإنسان، والتعريف بهذا الانسان بعيدا عما يقتصر على كونه كائنا ناطقا فقط، بل كونه إنسانا عاقلا»، مشيرا إلى أنه « إذا كثر الحديث مؤخرا عن الرأسمال المادي» فإن هذا «الرأسمال من دون رأسمال لامادي لن يفلح في شيء»، لافتا إلى «أهمية الخطاب العلمي والفكر الثقافي في عصرنا الصعب الذي يتوجب علينا فيه الالتزام بالتوازن في سبيل تحصين الإنسان والبلد من مظاهر التعصب والتطرف والغلو».
و استعرض ذ. عبدالكريم عدنان، تقريرا مفصلا عن أنشطة المجلس برسم 2019، «إن على مستوى برنامج العناية بالقرآن الكريم، وما تخلله من مسابقات وليال عمومية، أو برنامج الحديث النبوي، وما تضمنه من ندوات ومحاضرات ولقاءات، أو صيانة الثوابت الدينية والوطنية، وأهدافه في التوعوية بالوسطية والاعتدال والمالكية والأمن العقائدي…»، مشيرا إلى ما قام به المجلس العلمي في إطار العمل الاجتماعي، والدواعي الانسانية إليه لفائدة المسنين والأرامل وذوي الاحتياجات الخاصة والأسر المعوزة « ، مذكرا « بتنظيمه لندوات تربوية بالمؤسسات التعليمية ومراكز الاصلاح، ثم ما يهم التوعية والارشاد الديني بالفضاءات المختلفة، والزيارات التواصلية مع ساكنة العالم القروي، والندوات والمحاضرات، علاوة على ما جرى تنظيمه لفائدة الطفولة والشباب من أيام دراسية وصبحيات وابداعات ومسابقات تحفيزية، وما تم تفعيله من برامج في التكوين والتكوين المستمر، و»منتديات الشهر»، في سبيل الرفع من القدرات المعرفية والدينية للمستفيدين».
ومن خلال اللقاء، تدخلت كل لجنة من لجن المجلس لتقديم مقترحاتها لعام 2020، حيث اقترح ذ. محمد بوربيع، باسم لجنة الوعظ والارشاد العمل مثلا على الرفع من عدد المراكز الدينية والمسابقات التحسيسية وإعادة توزيع القيمين الدينيين، فيما اقترحت ذ. سعيدة الفقير، باسم لجنة الدراسات والأبحاث والتكوين، تكثيف البرامج التكوينية والتحضير الجيد للنسخة المقبلة من ملتقى السنة النبوية حول مقصد التزكية، مع إحداث برنامج «ضيف وفكرة» تستدعى إليه شخصية في أي مجال من المجالات، وتنظيم يوم دراسي لأطر التربية والتكوين في موضوع تدريس التربية الاسلامية، وإحداث ملف للزوايا والأعلام وإصدار منشورات المجلس.وقدمت لجنة الطفولة والشباب، مقترحاتها على لسان ذ. زهور برباش، بالتأكيد على تسطير برامج تستهدف هذه الفئة ، من خلال تنظيم ندوات ولقاءات بمختلف مراكز الشباب بقصد ترسيخ الأمن الفكري والثقافي والفهم الصحيح لتعاليم الاسلام الحنيف، ودورات تكوينية حول المواضيع المهنية والأسرية،وتقويم المهارات والمواهب واستثمار الطاقات، إلى جانب تقديم دروس الدعم في شتى التخصصات، وبما ينسجم والثوابت والمرجعيات والقيم الدينية …
و استعرضت ذ. حفيظة حرشي مقترحات لجنة العمل الاجتماعي، ومن ذلك إمكانية توزيع مقررات دراسية على التلاميذ المعوزين، وتفقد الفئات الهشة، وتنظيم أنشطة لفائدة الأشخاص في وضعية إعاقة،وزيارات لمرضى القصور الكلوي، وجلسات صلح بين الأزواج المتخالفين في إطار تذييل المشاكل الأسرية. كما قدمت لجنة التواصل والإعلام، على لسان ذ. عباس أدعوش، حصيلة ما تقوم به اللجنة من وسائل دعائية ولوجيستيكية، وأعمال تتعلق بالإخراج الفني لمنشورات المجلس، وبمواكبة برامج القناة السادسة، مع الترتيب لتحيين صفحة المجلس العلمي على الفايسبوك.
وخلال المناقشة تم طرح مجموعة من التساؤلات والملاحظات والمقترحات، منها ما يتعلق بمنهجية لجن المجلس ومشاريعه، ومنها ما يطالب بالعمل على ضرورة تنظيم لقاءات حول ظواهر العنف والهدر المدرسي والمخدرات، وتخصيص أنشطة تحسيسية وتثقيفية لأبناء الجالية المقيمة بالخارج أثناء عودتهم لأرض الوطن، مع مواصلة الدورات التكوينية لفائدة الأئمة والخطباء والوعاظ، والدعوة إلى تقوية الاهتمام بالأشخاص المعاقين في إطار البرنامج الوطني لتأهيل مهنيي التكفل بالأشخاص في وضعية إعاقة، والذي يتطلب تدخل الجميع لإنجاحه.
و أكد رئيس المجلس د. المصطفى زمهنى أن «المجلس يشتغل في إطار التخصص المخول إليه، ولا يتدخل في مناقشة ما ليس من مهامه، فيما يصعب عليه تخصيص لكل مجال نشاطه»، كما «ليس من حق أية مؤسسة الخوض في المسائل الدينية إلا المؤسسة العلمية المختصة والمعنية،وإلا تعرضت الأمور للكثير من المتاهات المفتعلة». وبخصوص ما يقوم به المجلس من «أعمال الإحسان» أوضح المتحدث « أن دور المجلس ليس سوى «وسيط خير بين المحسنين والمعوزين»…
وقبل اختتام اللقاء تم الإعلان عن «جائزة المجلس العلمي الأعلى للخطبة المنبرية» والتي كانت هذه السنة من نصيب الخطيب م. إدريس بوفارس، خطيب مسجد المصلى بالقباب ، والذي قيلت في حقه كلمة تنويه، و»تعد الجائزة من بين الجوائز التي تم إحداثها بغاية تحفيز خطباء المنابر للرقي بقدراتهم وتجويد رسالتهم بما ينسجم والثوابت والمرجعيات والقيم الدينية في إطار إصلاح الخطاب الديني…».


الكاتب : أحمد بيضي

  

بتاريخ : 16/01/2020