في ندوة صحفية بالدارالبيضاء للإعلان عن انطلاق النسخة الثانية لمهرجان السينما والمدينة

عبد الحميد جماهري: دعم الجهة لهذا المهرجان ما هو إلا نوع من «رد دين» على عاتق الدارالبيضاء تجاه السينما

عبد الخالق بلعربي: المهرجان يمنح الجمهور فرصة اكتشاف العلاقة التي تجمع الفن السابع بالمدينة

 

احتضنت إحدى قاعات جهة مجلس جهة الدارالبيضاء سطات بمنطقة الأحباس، صباح يوم الأربعاء 18 شتنبر الجاري، ندوة صحفية حول فعاليات الدورة الثانية لمهرجان السينما والمدينة، والذي ستنطلق أنشطته ابتداء من يوم الثلاثاء 24 شتنبر الجاري وتمتد إلى غاية 28 منه.
وقد حضرهذا اللقاء مجموعة من المتدخلين لتقديم برنامج النسخة الثانية للمهرجان المنظم من طرف مجلس جهة الدار البيضاء- سطات، بشراكة مع الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب، وبدعم من وزارة الشباب والرياضة والمركز السينمائي المغربي، وبتعاون مع جامعة الحسن الثاني من خلال كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، والمعهد (الثقافي) الفرنسي وجهات أخرى.
وخلال الندوة عبر عبد الحميد الجماهري، نائب رئيس جهة الدارالبيضاء سطات، عن اعتزازه أولا بالجهة ومكتبها المسير لكونه يقدم الدعم للشأن الثقافي، واعتزازه ثانيا بالمجهودات التي قامت بها الجامعة الوطنية للأندية السينمائية في الحقل السينمائي منذ عقود، وعملها منذ البداية على تهذيب الذوق السينمائي .
واسترسل الجماهري موضحا، بأن دعم الجهة لهذا المهرجان ما هو إلا نوع من “رد دين” على عاتق الدارالبيضاء تجاه السينما، هاته الأخيرة التي قامت بالتعريف بمدينة الدارالبيضاء من خلال الفيلم الأمريكي الشهير “كازابلانكا”.
و استأنف الجماهري قائلا إن هذا الدعم تمارسه الجهة كقناعة وليس لأنه ضمن اختصاصاتها القانونية، بل لإيمان طاقمها أن الجهة لا تكتمل هويتها إلا بالثقافة.
و أشار نائب رئيس الجهة، بأن مجلس جهة الدارالبيضاء سطات يدعم السينما إلى جانب مواطن أخرى للإبداع، مثل المهرجان المسرحي الإحترافي الذي ستنعقد نسخته الثانية قريبا، وكذا مهرجان التراث الغيواني و مهرجان الموسيقيين المكفوفين وغيرها من المهرجانات..
و صرح الجماهري أنه بالرغم من كون الدارالبيضاء تخلق لنفسها مكانة اقتصادية أساسية ، إلا أنها تعتبر أيضا أرضية لكل أنواع الإنتاج بما فيه الفني و الأدبي، وفي هذا الإطار فقد تم خلق جوائز تحتفي بهذا الميدان الأخير حيث أسست الجهة أول جائزة للمغرب ، جائزة جهوية في الأدب وفي الإنتاج الثقافي، التي سيعلن عنها في الأسابيع القادمة ، وتتمثل في كل من:
جائزة الأدب المغربي المكتوب بالعربية وتسمى ب”جائزة محمد زفزاف”
جائزة الترجمة وإسمها “جائزة محمد الصديقي”
جائزة الأدب المكتوب بالفرنسية وإسمها” جائزة ادريس الشرايبي”
وجائزة الأدب المكتوب بالأمازيغية و إسمها “جائزة محمد الزرقطوني”
من جهته صرح عبد الخالق بلعربى، رئيس الجامعة الوطنية للأندية السينمائية ومدير المهرجان، ان من حسنات هاته الدورة، أنها تمنح الجمهور البيضاوي وساكنة الجهة وضيوفها، فرصة اكتشاف هاته العلاقة التي تجمع الفن السابع بالمدينة من خلال برمجة غنية ومتنوعة، تتضمن عروضا للأفلام منها عروض سینمائیة لفائدة الأطفال.، وبموازاة مع العروض السینمائیة، ستنظم ورشات تكوينية و لقاءات مع متخصصين في السينما ونقاد ومعماريين..من بينها ندوة حول موضوع «السينما و المدينة»، و حفل تقديم و توقيع كتاب “الصورة و المعنى” لمحمد نورالدين افاية، وكذا تكريمين وازنين الأول للمخرح المغربي القدير عبد المجيد الرشيش الذي يأتي كثاني تكريم للمهرجان بعد المخرج المتميز مصطفى الدرقاوي في الدورة الأولى، و التكريم الثاني للممثلة اللبنانية الشهيرة مادلين طبر. ويأتي هذا التكريم الأول بالمغرب لمادلين طبر، احتفاء بتجربتها المتميزة في التشخيص السينمائي والتلفزيوني والإذاعي.
ولم يفت مدير المهرجان، خلال إجاباته على أسئلة المهتمين وممثلي المنابر الإعلامية الذين حضروا الندوة، أن يميط اللثام على بعض القضايا التي اعترضتهم خلال اعدادهم لهذا المهرجان، من بينها القاعات السينمائية الذين حملوا على عاتقهم ضرورة العمل على إنقاذ بعضها من موجة الهدم التي أصابتها مؤخرا، وكذا مسألة الدعم المادي وفي هذا الإطار فقد صرح مدير المهرجان بأنه تم التعامل مع إدارة المهرجان، حين وضع طلبها للدعم، وكأنها تنظم تظاهرة وليس مهرجانا دوليا، وأضاف متسائلا إذا ما كانت الجهة المسؤولة قد طبقت مضامين بنوذ القانون الخاصة بهذا الشأن، وما هي المعايير التي تتخذها لتقديم الدعم.
و خلال إجابة بلعربي عن سؤالنا، في حوار خص به الجريدة، صرح هذا الأخير، بأن ليس العيب أن يتطور المهرجان تدريجيا، وأنه بتطرقه لمسألة الدعم سعى أن يبين بأنهم كمنظمين يطمحون، فقط، أن يصنفوا ضمن خانة المهرجانات، وبأنهم في طموحهم لكي ينضج المهرجان ويتجاوز مرحلة الطفولة، يعد العامل المادي أساسيا لهم، لكي يتمكنوا من تغطية الأنشطة بكل مناطق جهة الدارالبيضاء سطات، ويتم عرض الأفلام في مختلف المواقع وليس فقط في مكان مركزي، على غرار ما يحصل بمهرجان السينما الدولي بمراكش.و أضاف أنهم حاولوا من جهتهم كمنظمين أن يوفروا الشروط الإحترافية، من بينها لجنة دولية، حضور دولي، أفلام متميزة حاصلة على جوائز دولية إلى غير ذلك.
هذا و ستتوزع أنشطة الدورة الثانية لمهرجان المدينة والسينما، على فضاءات مختلفة وهي سينما “أ بي سي” بالنسبة لعروض الأفلام ثم المركب الثقافي سيدي بليوط، و مقر الجهة، ودار الثقافة بنسليمان، ودار الثقافة عين حرودة .
وفي ما يخص الأفلام فإن هذه الدورة ستعرف تنظيم، من جهة ، المسابقة الرسمية للفيلم الروائي الطويل الدولي، إذ سيتم عرض عشرة أفلام روائية طويلة تمثل أزيد من 12 دولة من مختلف القارات ، وهي: «ورد مسموم» (مصر) للمخرج أحمد فوزي صالح، « أنديكو»(المغرب) للمخرجة سلمى بركاش،
« كابول يود» (فرنسا /أفغانستان) للمخرج لوي مونيي، «غير مرغوب فيه» (كوسوفو/هولاندا) للمخرج إيدونريزفانولي، «منزل هش» (الصين) للمخرج لين زي، «أمير ونصف» (رومانيا) للمخرجة آنا لونغو، «الميمات الثلاث» (المغرب ) للمخرج سعد الشرايبي، «الشحنة» (البرتغال) للمخرج برونو غاسكون، « في أوقات المطر» (المكسيك) للمخرجة إيتاندوي جانسن، « الرجل النزيه « (إيران) للمخرج محمد رسولوف.
وستتبارى هذه الأفلام العشرة على جوائز المهرجان أمام لجنة تحكيم يترأسها المخرج والمنتج المغربي لطيف لحلو، وتضم إلى جانبه كلا من الناقد السينمائي والأستاذ الجامعي المغربي الدكتور محمد كلاوي والممثلة المغربية ثريا العلوي والسيناريست والناقد السينمائي المصري الدكتور وليد سيف والمخرجة والصحافية الإيطالية أنا مريا غالوني والمخرجة الفرنسية الألمانية ألين فيشير ورئيسة الجامعة التونسية لنوادي السينما الطبيبة منال السويسي.
و من جهة أخرى تمت برمجة مسابقة جهوية للفيلم القصير، و هي ستة ، ستتبارى على ثلاث جوائز، جائزة لجنة التحكيم وجائزة الإخراج وجائزة التشخيص، أمام لجنة تحكيم يترأسها المخرج عبد الإله زيراط وتضم في عضويتها إلى جانبه كلا من الناقد السينمائي مصطفى العلواني والممثلتين فاطمة بوجو وفدوى الطالب والمنشط الثقافي والسينفيلي إبراهيم زرقاني. وهاته الأفلام هي:”أرض الأحلام” لعلي بنجلون، من سطات، “غربان” لمعدان الغزواني، من المحمدية، “زعلولة” لطارق رسمي، من بنسليمان، “مرشحون للإنتحار” لحمزة عاطفي، من الدار البيضاء، “محمد، الإسم الشخصي” لمليكة الزايري، من المحمدية، “بوخنشة” للهواري غباري، من الدار البيضاء.


الكاتب : سهام القرشاوي

  

بتاريخ : 20/09/2019