قمري والتربي من الطب والطيران إلى الفعل الجمعوي الملتزم

التفاتة جميلة قامت بها جمعية قدماء التلاميذ بالدارالبيضاء، حين أفردت تكريما خاصا لجمعية فنون وثقافات، في شخص رئيسها زهير قمري.
هذا التكريم، الذي حظيت به هذه الجمعية، يجب أن تليه التفاتات أخرى، ليس مجاملة..، لأن هذه الجمعية لعبت أدوارا طلائعية في مجالات متعددة..، كان لها الوقع الكبير في الساحة الثقافية والرياضية والفنية والاجتماعية.
جمعية يقودها إطاران وطنيان لهما من الرصيد العلمي والمعرفي..، ما دفع بالعمل الجمعوي، لأن يلعب الدور المنوط به، داخل مجالات عدة، كما تريد الدولة للعمل الجمعوي أن يكون، الأمريتعلق الأمر بالدكتور الطبيب زهير قمري والربان الكومندان بوشعيب التربي، بالإضافة إلى باقي الأعضاء المساهمين في تسيير هذه الجمعية، التي أضحت حضنا رحبا لجل الفنانين والمثقفين والمبدعين والرياضيين و غيرهم.
فمن خلال تدبير حديث للمجال، استطاع قمري والتربي أن يجعلا الجمعية منفتحة على كل الفاعلين، حتى أن العشرات أصبحوا يعتبرونها جمعيتهم، الكل يساهم بأفكاره واقتراحاته..، لأنه يجد الآذان الصاغية والملاذ اللائق..، يكفي أن أذكر، بأن الجمعية حظيت بتزكية قامات من حجم عبد الوهاب الدكالي وعبد الهادي بلخياط ونعيمة سميح وناس الغيوان وجيل جيلالة والسهام ولمشاهب ومسناوة وفنانين تشكيليين وكتاب وباحثين وأطباء و غيرهم.
في الفعل الاجتماعي، قاد الطبيب و الربان، حملات مجانية للتطبيب وعلاج المعوزين، في مختلف مناطق المغرب، مع تنظيم قوافل للمساعدة بالمناطق النائية، وفي المجال الرياضي، يكفي أن نذكر بأن الجمعية هي الوحيدة في المغرب التي نظمت حفلا كبيرا حضرته شخصيات وفنانون ورياضيون من أجل تكريم أسطورة كرة القدم الوطنية المرحوم المايسترو عبد المجيد ظلمي.
أما في الفعل الفني والثقافي، فقد فتحت مركزا ثقافيا في وجه الشباب لتعلم الموسيقي وفنون المسرح وغيره بالمجان، وهو المركز الذي أضحى قبلة للمبدعين، مع تنظيم ندوات فكرية وليالي الوفاء، و لعل أبرزها، تكريم عميد المسرح العربي المرحوم الأستاذ الطيب الصديقي، و الذي سبقه حفل ثقافي حضره عشرات السياسيين والمثقفين، ويتعلق بتوقيع كتاب «المغرب كما عشته» للقيادي و الفاعل السياسي الأستاذ عبد الواحد الراضي، مع تنظيم عروض للفن التشكيلي والفوتوغرافي وما إلى ذلك.
الجمعية بقيادة قمري و التربي، سيكون لها الفضل الكبير في إعادة إحياء فنون الظاهرة الغيوانية في الساحة الفنية، بعد أن نزل ميزان تواجدها في فترة من الفترات، إذ عملت على تنظيم لقاءات ومنتديات تهم التراث الفني الغيواني، كان لها التحفيز الكافي للدفع ببعض الفاعلين في مختلف مدن المغرب، إلى تنظيم مهرجانات كبرى للظاهرة الغيوانية، وهي المهرجانات التي تقام على طول السنة وأضحت سنة ثابتة.
وفي هذا الباب دائما تقوم الجمعية بتوثيق أعمال الظاهرة من أجل إصدار مؤلفات بخصوصها لتطلع عليها الأجيال القادمة.
جمعية فنون وثقافات، التي تعتمد على رجالات لا يظهرون في الواجهة، كالفنان كريم قمري ووالده الحاج قمري والحكيم الأستاذ صالح وغيرهم..، تبقى نموذجا يحتذى به ورمزا من رموز المجتمع المدني، الذي نصبو أن تبلغه جمعيات أخرى، حتى يتمكن هذا الجسم، من لعب الأدوار المنتظرة منه… الجمعية تستحق ألف تكريم، كما تستحق أن تكون لها المكانة التي تليق بها لدى المؤسسات المعنية بالثقافة.


الكاتب : العربي رياض 

  

بتاريخ : 18/01/2019

أخبار مرتبطة

تاريخ المغرب في حاجة ماسة إلى أعمال سينمائية وازنة بهذا الحجم وهذا المجهود لتعميم المعرفة بالهوية التاريخية للمملكة   جرت

  توفي الفنان المصري صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما حيث شيعت جنازته يوم الحمعة الماضي من مسجد الشرطة

  أصدر الفنان المغربي جمال الغيواني مؤخرا، بدعم من وزارة الشباب والثقافة والاتصال، ألبوما غنائيا بعنوان “إلى ضاق الحال” يضم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *