كتاب «بيت الحكمة- المثل الإسلاميّة» لروني أمبيورنسون ومحمد فضل هاشمي

يشكل كتاب «بيت الحكمة المثل الإسلاميّة بين 600 – 2000» والّذي اشترك في تأليفه روني أمبيورنسون ومحمد فضل هاشمي وصدر في ستوكهولم، دواءً مناسباً لعلاج حالة رهاب الإسلام (الإسلاموفوبيا) الّتي تجتاح المجتمع هذه الأيّام.
والكتاب بمثابة توكيد لحقيقة أنّ المثل الإسلامية هي – في الواقع – تعدّدية، ومعقّدة، وفي تفاعل مستمرّ مع عصرها. هذه الحقيقة المهمة تصاغ في هذا الكتاب كنقد موجّه سواء للرجعيين أصحاب اليوتوبيا الإسلاميّة أو لأصحاب الإسلاموفوبيا وتصوّراتهم حول إسلام نمطيّ أبديّ. وإلى جانب هذا يلقي المؤلفان، بطريقة فريدة، ضوء على المثل الشيعيّة والنّصوص الفارسيّة الّتي نادرًا ما تناولتها دراسات من هذا النّوع.
في هذا الكتاب نلتقي مع مجموعة من المفكّرين السياسيين في العالم الإسلامي عبر القرون، مشدودين جميعاً بخيط فكريّ مركزيّ يمسك به المؤلّفان باقتدار.
من ضمن المسارات الّتي يبرزها المؤلفان مسار التّفاعل بين المثل الإسلاميّة واليهوديّة والمسيحيّة. فكرسا القسم الأوّل من أقسام الكتاب الثلاثة للمثل الفكريّة الّتي سبقت الإسلام، سواء العريضة منها أو العميقة، وذلك ابتداء من عدّة آلاف من السنين إلى الوراء. وكما أنّ من المعروف أنّ محمد فضل هاشمي، المفكّر وأستاذ الإسلاميات في جامعة أوبسالا، مختصّ بشؤون الشّيعة، فيمكننا أن نتصوّر أنّ هذا الجزء قد كتبه روني أمبيورنسون، الّذي غالباً ما يهتمّ بالشّروط الماديّة والجغرافيّة للعوالم الفكريّة المختلفة. وهنا استطاع أمبيورنسون أن يرسم خطوطاً طويلة لتطوّر المثل الإسلاميّة ويصف الظّروف العريضة الّتي وراء هذا التّطور، مغنياً طرحه بمقتبسات تاريخيّة كالنّصوص البابليّة على سبيل المثال. وهكذا أدّى هذا المزيج من قدرات فضل هاشمي وأمبيورنسون إلى إنتاج مدخل تعليميّ، سهل القراءة، ودقيق في الوقت نفسه، لعشرة آلاف سنة من تاريخ الشرق الأوسط. وكما نعلم الآن فإنّ معظم الجزء الرئيسي في حضارتنا الحديثة يُظهر أنّ أصوله جاءت من المناطق الّتي أصبحت فيما بعد مراكز إسلاميّة: الزّراعة، المدن، الرياضيات، علم الفلك، لغات الكتابة، الفلسفة، الديانات الابراهيميّة وغيرها كثير.


بتاريخ : 05/10/2018