كورونا تحرم الإيطاليين والأمريكيين والصينيين من عاداتهم اليومية

في إيطاليا… تناول الطعام للتغلب على الملل والوباء

يأخذ ملايين الإيطاليين القلقين والمحاصرين في منازلهم بسبب فيروس كورونا الذي ضرب بلادهم بشدة، اتجاها واحدا وهو المطبخ علهم يجدون فيه بعض العزاء والتسلية.
في الوقت الراهن باتت مقاومة إغراء الإفراط في تناول الطعام أولوية في إيطاليا المعروفة بأطباقها الشهية، فيما عزل مواطنوها في المنازل منذ أسبوع أو حتى شهر في مناطق معينة في الشمال.
لكن خطر اكتساب بضعة كيلوغرامات لا يقارن بالتهديد الصحي الذي يشكله وباء كوفيد 19 الناجم عن فيروس كورونا المستجد الذي قتل أكثر من ألفي شخص حتى الآن في البلاد وما زال يتفشى.
وأصبحت مشكلة الزيادة في الوزن من بين الاهتمامات المتنوعة حاليا التي تراوح بين المخاوف المالية وكيفية تهدئة الأطفال الممنوع عليهم الخروج من المنزل.
وكتبت كيارا على ” تويتر”، “سأتناول علبة من رقائق البطاطا (تشبس). اليوم، أصبح اكتساب الوزن أقل الشرور. «فيروس كورونا».
في الصحف أو على الإنترنت تتجاور مقالات ومواضيع تقدم نصائح حول طريقة تجنب زيادة الوزن أثناء العزل، مع أخرى تحوي قائمة بالأطعمة الصحية التي تساهم في تقوية جهاز المناعة.
كذلك تغزو مقاطع فيديو حول الطهو والتمارين الرياضية ينشرها طهاة هواة أو خبراء تغذية أو مدربون شخصيون، مواقع التواصل الاجتماعي.
وتظهر إحدى الصور التي انتشرت على نطاق واسع على تطبيق “واتساب”ونشرتها صحيفة “لا ريبوبليكا” اليومية، مجموعة من الأشخاص الذين يعانون من زيادة في الوزن بشكل واضح على شاطئ تحت عنوان “صيف 2020… صالات رياضية مغلقة”.
ويسمح بممارسة رياضة الجري بشكل فردي ويمكن التنزه في الأماكن القريبة من المنزل، لكن صالات الألعاب الرياضية أغلقت، ويعترف كثر بأنهم لا يمكنهم البقاء في المنزل لفترة طويلة من دون تناول وجبة خفيفة.
وقال مانويل وهو محاسب في محل بقالة في وسط روما “سنعاني جميعا من السمنة. نرى في عربات الزبائن المزيد من علب البسكويت والآيس كريم والقليل من المنتجات الصحية”.
في مقطع مصور نشر على “فيسبوك”، يقف رجل أمام مرآة الحمام وهو يرش جسمه بالعطر بينما يسأله شخص آخر إذا كان يريد الخروج. فيجيبه الأول “أنا ذاهب إلى المطبخ لدي الكثير لأقوم به”. ويفيد اتحاد “كولديريتي” الزراعي، أن الكثير من الإيطاليين يقومون بالطهو خلال فترة العزل هذه وقد ازدادت مبيعات الدقيق بنسبة 80 % منذ بدء الإغلاق التام في التاسع من مارس. وأضاف في بيان “ثمة طفرة على صعيد الخبز والمعكرونة وقوالب الحلوى المنزلية الصنع”. وتشهد الزيادة في مبيعات السكر (+ 28 %) والحليب (+ 20 %) أيضا على هذا التوجه، وفقا للبيانات التي قدمتها سلسلة متاجر “كوب” التي استند إليها اتحاد “كولديريتي”.
ونشرت مؤسسة “كامبانيا أميكا” التي تروج للزراعة الإيطالية، على موقعها الإلكتروني الثلاثاء سلسلة من دروس الطبخ تشمل أفضل المأكولات في المنطقة.
ومع استمرار انتشار فيروس كورونا المستجد في أنحاء العالم واضطرار المزيد من الناس للبقاء في منازلهم، لا يبدو أن الزيادة في كمية استهلاك الطعام مجرد ظاهرة إيطالية. وكتبت البريطانية جيس على “تويتر” أن العزل في المنزل الذي بدأ الثلاثاء، انطلق بشكل سيء في اليوم الأول من البقاء في المنزل، فتحت باب الثلاجة عشر مرات على الأقل …”.
يمتثل الإيطاليون عموما بتعليمات الحكومة ملازمة منازلهم بسبب انتشار فيروس كورونا وهم يلجأون إلى السخرية من أنفسهم من أجل التخفيف من قلقهم حيال هذا العدو الخفي.
وقد لفت الإيطاليون أنظار العالم من خلال غنائهم من الشرفات أو تصفيقهم للفرق الطبية التي تكافح لمساعدة المرضى، وهم باتوا يتنافسون أيضا في مجال الفكاهة عبر مجموعات الدردشة وشبكات التواصل الاجتماعي بعدما حموا من لقاء الأصدقاء أو التجمعات.
فالخروج يقتصر على الأشخاص المضطرين للذهاب إلى العمل أو الحصول على العلاج الطبي أو القيام بالتسوق الضروري، في حين أن التجمعات ممنوعة. ويمكن أيضا التنزه في الخارج أو ممارسة الرياضة بشكل فردي أو برفقة حيوان أليف فقط.
لقد انتشرت صور حيوانات معروضة للإيجار بطريقة فكاهية لكي يستطيع الناس الخروج من دون أن يغرموا من قبل الشرطة، وفي شريط مصور صوره إيطالي تظاهر بأنه يأخذ كلبه في نزهة وتبين أن الكلب دمية رماها بعدما أنهى نزهته.
وفي مقطع آخر، يضع إيطالي نظارتين شمسيتين ويقوم بدور منسق أسطوانات إلا أنه يلعب على الموقد الكهربائي على وقع مقطع موسيقي صارخ.
وفي أحد المشاهد، يقود رجل دراجته الهوائية وهو ويرتدي زي هذه الرياضة داخل شقته ذهابا وأيابا قبل أن تنهره زوجته الغاضبة.
وفي فيديو آخر، يظهر عامل فيما يجلب خلاطة الإسمنت وكيسا من هذه المادة والمجرفة إلى غرفة الجلوس الخاصة به، معلقا “عندما يطلبون منك العمل من المنزل”.
كذلك تم التلاعب باللوحة الجدارية الشهيرة التي أنجزها ميكيل انجلو على السقف الداخلي لكنيسة سيستينا في الفاتيكان التي تظهر الله يدل بإصبعه إلى آدم. ففي زمن الكورونا، يحمل لله زجاجة من المطهر ويسكبها في يد آدم.
تطال إجراءات العزل الكبار في السن والآباء والأمهات الذين يرعون الأطفال المحرومين من المدرسة، وجميع الأشخاص الذين يمكنهم العمل عن بعد وأيضا موظفي المحلات التي أغلقت أبوابها.
تؤخذ تعليمات ملازمة المنزل على محمل الجد في إيطاليا التي كانت الأولى في أوروبا (21 فبراير) التي تسجل إصابة بفيروس كورونا ظهرت على أراضيها ولم يكن مصدرها عدوى من الخارج. وبعد شهر تقريبا، أصبحت شوارع المدينة مهجورة تقريبا.
سجلت إيطاليا رسميا 2158 حالة وفاة من أصل 27980 إصابة تم اكتشافها ما يجعلها الدولة الأكثر تضررا في أوروبا حتى الآن.
لكن في الشوارع، لا مجال للسخرية والفكاهة، فغالبا ما يخرج سكان روما واضعين الأقنعة على وجوههم ويبتعدون بشكل متزايد عن مواطنيهم عبر الانتقال إلى أرصفة أخرى أو الانحراف عن طريقهم.
قبل أسبوع، كانوا يقفون على مسافة متر من بعضهم البعض مصطفين خارج محلات السوبر ماركت. أما اليوم، فأصبحت تلك المسافة أربعة أمتار. أما في داخل المتاجر، فيطلب الزبائن المذعورون من المحاسبين الذين يضعون أقنعة الوجه ويلبسون قفازات، تطهير مكان وضع السلع أمامهم.
هنا، يعطي رجل خمسة يوروهات لامرأة عجوز متسولة تمد يدها للمارة، إلا أنه لم يسلمها إياها باليد بل رمى الأموال على قدميها. وهناك، يقف رجل توصيل بيتزا شجاع على بعد خمسة أمتار من الزبون، ويبتكر طريقة جديدة لدفع النقود بدون تلامس.

الشباب الإيطالي محروم
من حياته الاجتماعية

على غرار غالبية مواطنيهم، يمتثل الشباب الإيطالي لإجراءات الوقاية التي حرمتهم من الحياة الاجتماعية مع العزلة المفروضة منذ الثامن من مارس لاحتواء جائحة فيروس كورونا المستجد.
فقد أغلقت المدارس والجامعات وكذلك الحانات والنوادي الليلية والصالات الرياضية وقاعات الرقص.
في الشوارع، تنتشر الشرطة بأعداد كبيرة لضمان عدم وجود تجمعات أو التحقق من أن المارة أو الأشخاص الذين يتنزهون مع كلابهم أو يمارسون الرياضة في الخارج، كما هو مسموح به في إيطاليا، على مسافة متر واحد من بعضهم البعض.
كلاوديا تلميذة في مدرسة ثانوية في روما تبلغ من العمر 18 عاما هي واحدة من الشباب الإيطاليين الذين أصبحوا يتقبلون الآن القيود المفروضة دون أي تردد أو امتعاض.
وهي تقول “بصراحة في البداية لم أكن أدرك أهمية المشكلة وقللت من شأنها، لكن عندما اتخذت الحكومة هذه الإجراءات، شعرت بالذعر وفهمت كم كنت غبية”.
وفي مواجهة “وضع مقيد للغاية حيث تشعر بالحرمان من كل شيء”، نظمت كلاوديا حياتها من خلال “سكايب” حيث تتلقى الدروس من مدرسيها كما أنها تحصل على تدريبات الرقص من خلال هذه المنصة أيضا.
وتروي قائلة “خرجت للهرولة في الأمس بمفردي ورأيت رجلا مسنا وتوقفت على مسافة بعيدة منه لأحميه”.
واجه لوكا وهو طالب يبلغ من العمر 19 عاما تجربة مماثلة ويروي “في البداية كنت هادئا إلى حد ما ، كان قلقي الوحيد هو عدم إصابة جدتي بالفيروس لكن الآن يبدو الأمر أكثر جدية، وأنا أشعر بالقلق أكثر خصوصا عندما أفكر كم يمكن أن يستمر كل هذا”.
وهو يحترم تعليمات الحكومة حتى لو كانت لديه بعض التساؤلات بخصوصها. ويقول “خرجت بالأمس فقط لشراء كتاب للجامعة أما اليوم فلم أخرج بتاتا. لكنني أتساءل ما معنى كل هذا. أنا أبقى في المنزل لكن والدتي تعمل مع ثلاثين شخصا ثم تذهب إلى السوبرماركت وتقف في طابور الانتظار ثم تعود إلى المنزل. بالنسبة إلي، لا معنى لذلك كله!”
ويضيف “قد أخرج لرؤية صديق لكنني أخشى من الدوريات التي تقوم بها الشرطة، لا أعرف كيف يمكنني أن أبرر وجودي في الشارع”.
وفقا لجمعية “لابوراتوريو أدوليسنزا”، التي تجري أبحاثا حول الشباب، يعتبر 86 % من المراهقين الذين شاركوا في استطلاع على الانترنت أن التعليمات التي أصدرتها الحكومة مبررة.
ويعبر عدد كبير منهم على “تويتر” عن آرائهم . وكتب أحد المستخدمين “شكرا من كل قلبي لمن اخترع السماعات. أنا أبقى في المنزل لكن الأمر أشبه بالتعذيب”.
وكتبت أخرى “ابنتي تبلغ 18 سنة وهي في المنزل منذ أيام. تلقت مكالمة هاتفية وسمعتها تقول +لكنك لم تسمع التعليمات ، يجب ألا نلتقي. إذا كنت تعتقد أن حياة أجدادنا تساوي أقل من حياتك، فلا يوجد لدينا ما نقوله لبعضنا البعض وأقفلت الخط+” مضيفة “لدي احترام وتقدير كبيران لها”.
أصبح جانباولو وهو طالب يبلغ من العمر 19 عاما في روما أكثر حكمة ويقول “خرجت بالأمس للتنزه على دراجة سكوتر وذهبت لرؤية صديقتي. اليوم، اتفقنا خلال مكالمة هاتفية أننا لن نرى بعضنا البعض لفترة طويلة”.
قرر الكثير من أصدقائه عدم رؤية صديقاتهم “حتى نهاية الشهر” والآن يمضون وقتهم في ممارسة ألعاب الكترونية عبر أجهزتهم.
ويضيف جانباولو “قبل عام، لم يعد أحد يلعب بهذه الأجهزة وفكرت في أنه من الجيد بيع جهازي. الآن أندم على ذلك وأقاتل الملل بالدراسة قليلا في الصباح ومشاهدة التلفزيون”.

عمال التوصيلات في نيويورك… العزاء الوحيدة لسكان المدينة

مع إغلاق مطاعم نيويورك في ظل فيروس كورونا المستجد، أصبح سكان “المدينة التي لا تنام” يعتمدون على عمال توصيل الطعام البالغ عددهم نحو 40 ألفا وهم بغالبيتهم من المهاجرين الذين لا يحملون أوراقا قانونية وبالتالي ليست لديهم تغطية صحية.
لكن هؤلاء يمثلون العزاء الوحيد لسكان نيويورك البالغ عددهم 8,5 ملايين نسمة والذين لم يعتادوا على الطهو، إذ ما زال بإمكانهم طلب الطعام إلى منازلهم رغم إغلاق المطاعم والمقاهي والحانات إضافة إلى الأماكن الثقافية والسياحية.
وبهدف دعم أعمال هذه المؤسسات، أذن رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلازيو للحانات بتوصيل الكوكتيلات وألغى الغرامات التي كانت مفروضة على الدراجات الكهربائية التي تحظى بشعبية كبيرة لدى عمال التوصيلات، إذ معظمها لا يفي بالمعايير التي وضعتها البلدية.
ورغم هذه التدابير، تتراجع نسبة الطلبات إذ يخشى الناس من الإصابة بالفيروس. وقد أغلقت العديد من المطاعم بسبب انخفاض العائدات وعدم تمكنها من دفع أجور موظفيها وإيجاراتها.
ويخشي عمال التوصيلات أيضا من الإصابة بالعدوى، لكن ليس لديهم خيار سوى مواصلة العمل إذ لا يملكون تغطية صحية ولا إجازات مدفوعة.
لذلك، فهم يضاعفون الإجراءات الوقائية. فالبعض يرتدي القفازات ويضع الأقنعة ويحمل دائما عبوة مطهر لليدين. والبعض الآخر، وضع أكياسا بلاستيكية على مقود دراجاتهم لوضع أيديهم فيها.
وقال عامل التوصيلات ألبرتو غونزاليس وهو من أصول أمريكية لاتينية وعضو في منظمة “مايك ذي رود نيو” للدفاع عن المهاجرين، “فيما يبقى الآخرون في منازلهم، نجازف نحن لاحتمال إصابتنا بفيروس كورونا. هذا الأمر يقلقني فعلا. لدي زوجة وأربعة أطفال في المنزل، وجميعهم يتخذون الإجراءات اللازمة للبقاء في الداخل، لكن ما الفائدة إذا وضعتهم في خطر من خلال بقائي في الخارج؟”
وأوضح عامل التوصيلات المكسيكي لويس فنتورا (30 عاما) لوكالة فرانس برس فيما كان ينزل عن دراجته في قلب مانهاتن “في كل مرة أقوم فيها بالتوصيل، أطهر يدي وأغير قفازي”.
وهو فقد وظيفته كطاه في مطعم يوناني قبل أيام بسبب تراجع عدد الزبائن نتيجة تفشي فيروس كورونا المستجد.
لكنه بدأ العمل لدى “بوست ميتس” وهي شركة متخصصة في توصيل الحاجات المختلفة إلى المنازل تدفع له، من دون البقشيش، تسعة دولارات في الساعة، أقل من الحد الأدنى للأجور البالغ 13,5 دولار في الساعة الذي تدفعه الشركات الصغيرة.
وأضاف ” بصراحة، هذا المبلغ لا يكفي لشهر كامل”.
وأقر عبدولاي دياللو وهو عامل توصيلات من غينيا يعمل لدى شركة “سيملس”لخدمة التوصيل إلى المنازل “عليك أن تكون حذرا عند التعامل مع مقابض الأبواب وأزرار المصعد إذ لا تعرف من قد يكون المريض”.
وتابع الشاب البالغ من العمر 19 عاما “سأواصل العمل لأن ما من خيار آخر أمامي”.
وتضاعفت الدعوات على الشبكات الاجتماعية لزيادة البقشيش المقدم لعمال التوصيلات تضامنا معهم. لكن هذا الأمر لم يكن له الأثر الكبير حتى الآن، وفقا لعشرات العاملين في هذا المجال الذين قابلتهم وكالة فرانس برس.
وروى مارتن بالديراس وهو مكسيكي يبلغ من العمر 60 عاما ويعمل لصالح مطعم “أتوميك ونغز” المتخصص في أجنحة الدجاج المقلية “لقد انخفض العمل بنسبة 70 %”.
وأوضح هذا الرجل الذي لا يملك إقامة قانونية ويدفع له ثماني دولارات في الساعة من دون البقشيش “أدعو الله أن يحميني من العدوى، لكننا جميعا معرضون” للإصابة بالفيروس.
ولا يمكنه هو أيضا التوقف عن العمل، فهو يرسل الأموال إلى زوجته وأولاده وأحفاده في المكسيك.
ويقدم بيل دي بلازيو قروضا بدون فائدة تصل إلى 75 ألف دولار للشركات التي تضم أقل من 100 عامل وتثبت أنها أن مبيعاتها تراجعت بما لا يقل عن 25 % ، لكن بالنسبة إلى العديد من المطاعم هذا ليس كافيا.
بالنسبة إلى عثمان سافادوغو، وهو عامل توصيلات يبلغ من العمر 33 عاما من ساحل العاج، فإن كل شيء يعتمد على مدة الأزمة “إذا استمرت أسبوعين، فستكون الأمور على ما يرام، لكن إذا طالت المدة أكثر، ستصبح الأمور معقدة”.
تغلق كازينوهات كبيرة في لاس فيغاس والفنادق التابعة لها أبوابها الثلاثاء لأسابيع عدة بعدما ضربتها أزمة فيروس كورونا المستجد وما تحمله من عواقب اقتصادية، في الصميم.
وفي حين سيتمكن اللاعبون من تجربة حظهم ما أن تنتهي الأزمة يخشى موظفو هذه المؤسسات على عملهم.
وبدأت تسجل حالات إصابة بفيروس كوفيد-19 في صفوف موظفي الكازينوهات فيما أعلنت حالة وفاة أولى الاثنين وابتعاد السياح الأجانب.
في ظل هذه الظروف، قررت أطراف كبيرة ناشطة على جادة “ستريب” في لاس فيغاس التي تضم غالبية الكازينوهات المعروفة عالميا، تعليق نشاطاتها.
وقد لجأت “أم جي أم ريزورتس” إلى هذا القرار “حتى إشعار آخر” وهي تشغل خصوصا كازينو “بيلاجيو” حيث صور فيلم “اوشنز إيليفن” و”ام جي ام غراند” و”ماندالا باي” و “ميراج” و”لوكسور”.
وكتب رئيس مجلس إدارة “أم جي أم ريزورتس” جيم مورين “رغم الجهود التي بذلناها لتعزيز عمليات التنظيف يبدو الآن أن أزمة الصحة العامة تتطلب إجراءات جماعية قوية إن أردنا إبطاء تفشي” الفيروس.
وأوضح “لذا قررنا إغلاق مواقعنا كلها في لاس فيغاس اعتبارا من الثلاثاء 17 مارس لما في ذلك مصلحة موظفينا وضيوفنا والشعب” الأمريكي.
وإلى جانب الكازينوهات تدير “أم جي أم ريزورتس” ثلث الفنادق الثلاثين المنتشرة على جادة “ستريب”. والاثنين كانت الكازينوهات التي تعج باللاعبين ليل نهار، شبه متوقفة.
وقررت مجموعة “وين ريزورت” التي تملك كازينوهات “وين” و”أنكور” هي أيضا تعليق نشاطاتها على مدى أسبوعين مع إمكانية التمديد.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن مشغلي “فينيشان” (مجموعة ساندز) و”سيزر بالاس” قرروا في المقابل أبقاء الأبواب مفتوحة في هذه المرحلة مع بعد الاجراءات.
وعلى غرار الكثير من الولايات الأمريكية الأخرى، أمر حاكم ولاية نيفادا ستيف سيسولاك بإغلاق كل المدارس والكثير من الأماكن العامة في لاس فيغاس حيث ألغيت فعاليات كبيرة كانت ستقام فيها ومنها مهرجان سينما كون.
وقد علقت أيضا عروض شهيرة مثل عرض الساحر ديفيد كوبرفيلد و”سيرك كو سوليي”.
وبات عشرات آلاف العاملين في هذا القطاع من دون عمل وهم يأملون بعودة الوضع إلى طبيعته بأسرع وقت ممكن.
وقالت نقابة فندقية محلية “كالينري يونيون” التي تضم 60 ألف منتسب لوكالة فرانس برس إنها تحري مفاوضات مع هيئات أصحاب العمل “لكي يحصل كل العاملين حتى الذين يعملون بدوام جزئي على أجورهم خلال إغلاق المؤسسات”.
وفي رسالة موجهة إلى موظفي “أم جي أم” ونشرتها صحيفة “لاس فيغاس ريفيو” أعلن جيم مورن أن الأجراء الذين توقفوا عن العمل أو صرفوا من الخدمة سيحصلون على أجر أسبوعين وسيحتفظون بالتأمين الصحي حتى 30 يونيو.
وقالت ماري رود التي قالت إنها موظفة في أحدى كازينوهات “ستريب” منذ 21 عاما والتي باتت من دون عمل “حتى إشعار آخر” في قطع مصور “غادرت للتو مركز عملي ولدي انطباع أني لن أعود إليه أبدا”.
وأضافت “تحدثت مع بعض الزملاء الذين ليس لديهم أي مدخرات… لا نعرف إلى متى سيستغرق الوضع”
واوساط ألعاب القمار مهددة في كل أرجاء الولايات المتحدة جراء التعليمات الصادرة لمكافحة انتشار فيروس كوفيد-19.
وتفيد الأرقام أن هذه الأوساط توظف نحو 1,8 مليون شخص في الولايات المتحدة مع إيرادات تزيد على 260 مليار دولار

عودة خجولة للحياة
في الصين

شيئا فشيئا، تعود سيدات راقصات إلى الشوارع لكن بأقنعة واقية ومع إبقاء مسافة كافية تفصل بينهن.. فبينما تفرض أوروبا إجراءات إغلاق، تخرج الصين بحذر من سباتها الشتوي.
ومع اقتراب عدد الإصابات من الصفر يوميا، بدأت البلاد التي ظهر فيها فيروس كورونا المستجد في نهاية 2019، العودة إلى ما يشبه الحياة.
وباستثناء إقليم هوباي، بؤرة “كوفيد-19” الذي يخضع لحجر صحي، تزداد حركة السير يوما بعد يوم في المدن الكبيرة في البلاد، وتفتح المحلات التجارية المغلقة منذ حوالى شهرين أبوابها تدريجيا. لكن العودة إلى الحياة الطبيعية ما زالت بعيدة. فمعظم المواطنين ما زالوا يرتدون أقنعة واقية وقياس حرارة الجسم مفروض عند مدخل أي متجر صغير والمطاعم ملزمة منع الزبائن من الجلوس وجها لوجه.
ومع أن الخوف من العدوى ما زال سائدا في بكين، عادت نحو عشر سيدات متقدمات في السن في بكين إلى زاوية في حديقة لممارسة الرقص الجماعي إحدى عادات الترفيه الوطنية.
وتوضح إحدى هذه الراقصات وانغ هيوتشيان (57 عاما) وهي تضع قناعا واقيا “خلال الوباء، شعر الجميع بخوف كبير. الآن حان وقت الانفراج”. وتضيف وانغ “نلتزم الحذر ونبقي مسافات بيننا لتجنب أي خطر عدوى”.
في شنغهاي فتحت بعض المقاهي والمواقع السياحية أبوابها من جديد. ويقوم سكان من العاصمة الاقتصادية للصين بممارسة التايي، أحد الفنون القتالية بينما يلتقط آخرون صورا على رصيف بوند الشهير بتصميم أبنيته المعماري.
وقال رجل الأعمال تشانغ مين (50 عاما) في إحدى الحدائق “شعرت بخوف كبير”. وأضاف “حاليا الأمور على ما يرام وليس كما يحدث في الدول الأجنبية حيث يقومون بإفراغ المحلات التجارية”.
وبحوالى 81 ألف إصابة وأكثر من 3200 وفاة، دفعت الصين حتى الآن الثمن الأكبر للوباء. لكن الحصيلة أصبحت أكبر في العالم بينما أكد الرئيس الصيني شي جينبينغ الأسبوع الماضي أن الوباء تم “تطويقه عمليا”.
وقالت لاي جينفينغ (41 عاما) المتخصصة بالعناية بالأطفال الصغار فيما كانت تتنزه في جادة بوند “شعوري هو أن الأشخاص المصابين لا يمكنهم الخروج والذين يستطيع الخروج ليسوا مرضى، لذلك أنا مطمئنة”.
لكن عادات الحياة تغيرت. فقد أصبح السكان يتجنبون المصافحة بينما سحبت مقاه ومطاعم نصف كراسيها لتجنب جلوس الزبائن في أماكن متقاربة.
ومن أجل السهرات الطويلة في المنزل، ابتكرت نواد ليلية ما سمته “المراقص الافتراضية” التي تسمح للمعجبين بمتابعة منسقي الموسيقى المفضلين لديهم.
ويؤكد “تاكس” أحد هذه النوادي أن آلافا من زبائنه يتواصلون في هذا الشكل كل ليلة عبر خدمته على الانترنت.
وقال ام سي تشارلز أحد منسقي “تاكس” لصحيفة “ذي بيبر” إنه “إذا جلبنا قليلا من الفرح إلى الناس الذين يشعرون بالملل في منازلهم، فهذا أمر جيد”.
وتكيف فن الماكياج أيضا إذ تقوم شابات من المؤثرات على الانترنت بالتوضيح لملايين الصينيات كيف يمكنهن وضع مساحيق التجميل على أعلى الوجه فقط بدون المس بالقناع الواقي.
وأوضحت واحدة من نجمات الفيديو في هذا المجال “إذا قارنا الماكياج بفحص، فيمكن القول إنه كان يجب الرد على عشرة أسئلة من قبل، والآن لم يعد هناك سوى ثلاثة أسئلة”، مؤكدة أن “الأمر أصبح أبسط بكثير” .


بتاريخ : 20/03/2020

أخبار مرتبطة

يؤكد الفيلسوف ميشيل فوكو أن عصر الأنوار «لم يجعل منا راشدين»، ظلك أن التهافت الأخلاقي للغرب ظل يعيش، إلى الآن،

نعود مجددا إلى «حياكة الزمن السياسي في المغرب، خيال الدولة في العصر النيوليبرالي»، هذا الكتاب السياسي الرفيع، الذي ألفه الباحث

جيد أن تبحث عن ملاذات في أقاصي نيوزيلندا، لكن، أن تحاول تشييد حضارة جديدة على جزر عائمة، فذاك أفضل! إنه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *