كورونا تهزم صناعة السينما الأمريكية

تربح أمريكا سينمائيا جميع الحروب البرية والبحرية والجوية التي تخوضها على باستوديوهات هوليود نيابة عن 7 ملايير و نصف من الساكنة لحماية الأرض، مستخدمة في هذه المواجهات الهوليودية، ما لا يخطر على بال من أسلحة الفتك والتدمير الشامل و آخر صيحات التكنولوجيا الخارقة. هذا أمر مؤكد. لكنها وبالمقابل، تأمر الناس بالبقاء في منازلهم، و تفرض الحجر الصحي على ولايات بأكملها، وربما على التراب الأمريكي برمته خوفا من فيروس مستجد نبت من الأرض فجأة دون علمها، يدعى كورونا. وهي التي تزعم أنها على علم بما يجري فوق كوكب الأرض بواسطة عملائها و أجهز, مخابراتها السرية و العلنية، وكل ما يمكن أن يكون له تأثير، أو قد يشكل خطرا على الأمن القومي الأمريكي.

وهي بذلك، تقدم للعالم أجمع، صورة البلد الذي نجح في اجتياز امتحان الأرض بنجاح، وتفوق على جميع المشاكل التي تهدد الجنس البشري، ليتفرغ للفضاء، ويصبح هاجسه الأول، هو العدو الخارجي الزاحف من كواكب فضائية غير معروفة.
وهي في كامل الاستعداد الحربي لمواجهة هذا الغزو الفضائي بآخر ما أنتجته عبقرية الذكاء الاصطناعي، وتصورات الخيال العلمي الفائقة الذهول.
والحقيقة، أن ذلك يبهر حقا، فأن تتفوق صناعة السينما الأمريكية في حماية الأرض، عبر مواجهة مباشرة مع جيوش خارقة الذكاء، هائلة القدرة على المباغتة والهجوم من مسافات ضوئية، وتعد العدة لمواجهة كائنات ممسوخة ومشوهة، لكنها تعرف ما تفعله، تأتي جحافل مرصوصة قادمة من كواكب أخرى غير مأهولة ومجهولة المصدر، متفوقة ومسلحة بما يدك ويسحق ويشتت ويبيد، فهذا عمل إنساني رائع وبطولي بكل المقاييس.
ليس لأن الأرض تجمعنا فحسب، بل لكونها لا تضعنا في سلة واحدة، من حيث القوة والمعرفة، ولا تمنحنا نفس التفوق ونفس العظمة والتوق نحو التوسع والسيطرة
هاهي أمريكا وحلفاؤها في الإنتاج السينمائي الذي أذهل العالم تأمر الناس اليوم بالبقاء في منازلهم ، وتفرض الحجر الصحي على مواطينيها، بل و تفرض غرامات قاسية وتسلب الحريات في حال خرق قانون الغزلة الصحية وهو أمر لم ينتبه إليه عتاة التصوير والإخراج السينمائي في هوليود.
ومفارقة تحتاج إلى كبير من الـتأمل والدهشة. إلى ذلك كل النجاحات وصناعات الذكاء الاصطناعي وكل أشكال التفوق التيكنولوجي تظل الشاشة مصدرها … وهاجسه الأول والأخير إذكاء السباق حول التسليح وتنمية رصيد معامل السلاح والرفع من أرقام معاملاتها الخرافية.


الكاتب : عزيز باكوش

  

بتاريخ : 30/03/2020

أخبار مرتبطة

انتقلت إلى رحمة الله الزميلة فاطمة لوكيلي، صباح أمس الثلاثاء . بدأت المرحومة فاطمة الوكيلي مسارها الصحفي بإذاعة ميدي 1

بطل المسلسل رشاد أبو سخيلة:» المسلسل رد على الأعمال الإسرائيلية والخوف فطرة بشرية   هناك العديد من الأعمال الفنية التي

نفى مصدر من المركز السينمائي المغربي أن تكون هناك أي ضغوطات قد مورست ضد أعضاء لجنة دعم إنتاج الأعمال السينمائية،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *