كورونا فوبيا

 

إهداء: إلى كل الأرواح التي ذهبت ضحيتها

في كل أرجاء المعمور»

 

 

من مصنعك خرجت
وأنت كما أنت مذ خرجت من مغارتك الأولى
ذئبا لأخيك الإنسان
فرديا تبحث بين الأدغال عن طريدة تشبع نهمك للبقاء
وفرديا كنت تستفرد بغريمك لتستولي
على طعامه
ومغارته وما حوت من أشلاء الطرائد.
من الوحش إذن؟
أكورونا المتوجة بمجد غدرك وفرديتك المؤسسة على تلمودك
« أقتل كي تكون «؟
أم أسطورة تفوقك على أنصاف الآلهة التي تكسرت
تحت مجهر عبثي يخلط عناصر القتل بالموت
كي تصير إلها
وأنت من لحم ودم تمشي بيننا
ككلب لاهث علقت لعابه بأرقام البورصة
وارتفاع أعداد الجثث؟

كورونا فوبيا
غول الحضارة يذرع بجناحيه القرى والعواصم
إنتاج نرسيس الأبيض
محو المحو
تسريع وتيرة الموت والقتلى
مختارون بعناية فائقة
كورونافوبيا
تعرية هشاشتك وأنت مدجج
بكل الحجج التي تجعل منك الصانع والمصنوع
القاتل والمقتول
المروع والمروع
كورونافوبيا
زمن من خارج رمل الوقت
يبحث عن قيامة
قبل القيامة
تنضاف ليؤرخ المؤرخ البارد
لارتفاع الحرارة وحشرجة السعال
في جوف تاريخك المنبوذ
يا إله كورونا المعبود .


الكاتب : محمد العربي هروشي

  

بتاريخ : 24/03/2020

أخبار مرتبطة

  رن الهاتف ، كنت في الحمام مستمرئا الدوش الفاتر، تلففت بفوطة، شربت كوبا من محلول عشبة اللويزة، موطئا لنوم

  جلست على شاطئ الحيرة أسكب المعاناة على الورق، وأشكل أمواج الغضب، تطاردها الجروح ويرافقها السؤال واحد يدعي الحضور! على

الحياة التي نحارب من أجلها… الحياة التي نمارسها أمام العلن… والحياة التي نتمنى أن نعيشها… لا علاقة لها بما نعيش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *