كيفن كوستنر: الفنان الشامل

ولد الممثل الأمريكي كيفن كوستنر بتاريخ 18 يوليوز 1955 في لاين وود، كاليفورنيا، لوالدين من أصول هندية، وحصل على شهادة البكالوريوس في التسويق والتمويل من جامعة كاليفورنيا 1978، ثم حصل على دروس في التمثيل بتشجيع من زوجته، وصعد بسرعة مذهلة ولفت الانتباه اليه بأدائه المتميز والرائع، كما جرب الإخراج والإنتاج ونجح فيهما نجاحاً لافتاً، فحصل على أكثر من جائزة أوسكار لعام 1991 عن فيلمه الضخم «الرقص مع الذئاب» الذي أنتجه وأخرجه وقام ببطولته.
أصبح كوستنر ممثلاً بعد أن أنهى دراسته في جامعة كاليفورنيا. في عام 2012، وحصل على جائزة أفضل ممثل عن دوره في السلسلة التاريخية الدراميةHatfields &amp McCoys.
استمر كوستنر في تألقه عندما لعب دور بطولة في فلم البيسبول الكوميدي الرومانسي Bull Durham، وشاركته في البطولة سوزان سوراندون وتيم روبنز، وبعدها فاز كوستنر مجدداً بحب الجماهير عام 1989 عند مشاركته في فلم Field of Dreams. أصبح كوستنر نجم شباك التذاكر الأول، وحصل على الضوء الأخضر لأول ظهور إخراجي له في فلم Dance With Wolves عام 1990.
كان الفلم مزيجاً بين الحب والإثارة وتطلب العمل فترة زمنية امتدت لأكثر من 18 شهراً، قضى 5 شهور منها في موقع التصوير في ساوث داكوتا. حصل الفلم على جائزة أوسكار لأفضل فلم، وحصل كوستنر على أوسكار أفضل مخرج.
استمر كوستنر في نجاحه في شباك التذاكر هذه المرة مع حكاية المغامرات RobinHood : Prince Of Thieves عام 1991، والدراما الرومانسية The Bodyguard عام 1992 مع ويتني هيوستن. ولكن سرعان ما واجه كوستنر سلسلة من خيبات الأمل. فعندما نجح فلمه مع كلينت إيستوود Perfect World عام 1993 في إرضاء رواد الأفلام. تلقى دوره كأيقونة الغرب الأمريكي الشهير في Wyatt Earp عام 1994 آراء متباينة، وحصل على نجاح متواضع في شباك التذاكر.
تحول كوستنر إلى هوايته الأخرى –الموسيقى- فبدأ العمل مع فرقة Modern West، وقد أطلقوا ألبومهم الأول «Untold Truths» في عام 2008 ومنذ ذلك الحين قام كوستنر بعمل تسجيلين آخرين هما «Turnition» في عام 2010، و»From Where I Stand» في عام 2011. وقام مع فرقته بالعديد من الجولات الفنية في السنوات الأخيرة.
لم يدر كوستنر ظهره للتمثيل، فقد لعب دور البطولة في فلم الدراما Swing Voteعام 2008، وظهر في عام 2010 في العمل الدرامي The Company Men مع كل من كريس كوبر، وبين آفليك، وتومي لي جونز. وفي 2012 لعب كوستنر دور البطولة في مسلسل درامي تاريخي هو Hatfields & Mccoy، فأدى شخصية زعيم عائلة مشهورة. كما لعب الممثل «بيل باكستون» دور عدوه Randall Mccoy. فاز كوستنر عن أدائه في هذا المسلسل بجائزة إيمي كأفضل ممثل في سلسلة تلفزيونية في عام 2012.
ويعتبر كيفن كوستنر من نجوم العالم القلائل الذين ينطبق عليهم حرفياً وفعلياً لقب «الفنان الشامل»، في وقت يجمع ما بين التمثيل السينمائي والتلفزيوني، والإخراج والإنتاج والغناء وكتابة الأغاني والعزف على القيثارة وغيرها.
وقدم كوستنر العديد من التحف السينمائية الخالدة، ومنها أفلام «ساعي البريد» و«فاندانجو» و«سلفرادو» و«روبن هود» و«جي اف كي» وحصل عنه على جائزة أفضل ممثل درامي 1992.

مجرم جاسوس

أدى كوشتنر دور مجرم لا يميز قط بين الخير والشر. لا أحاسيس له. لا يخمن أبدا نتائج أفعاله. كل أشكال العقاب لا تردعه، لا يعرف الشفقة ووجهه ينذر بالشر… هكذا قدم المخرج أرييل فورمان شخصيته الرئيسية دفعة واحدة ومن الدقيقة الأولى. وماذا بعد؟

نقل الذاكرة

بعد عملية جراحية معقدة وعاجلة نُقل بطل الفيلم واسمه جريكو (كوستنر) من أميركا إلى لندن. لقد قُتل جاسوس أميركي على صلة بهدف كبير. جاسوس كفء مكلف بمطاردة هولندي يملك سرا خطرا، يريد الهولندي الشاب أن يعامل مثل إدوارد سنودن، يريد لجوءاً آمناً وعشرة ملايين دولار «كاش» فورا.
حصل الهولندي على معلومات عسكرية وعلى قن سري للتحكم في الصواريخ. هذه جريمة مركبة، فيها قرصنة معلومات وخطر عسكري وحسابات سياسية وجراحة تجريبية. يدحض الفيلم فكرة نهاية الحرب الباردة. يعمل الجاسوس الأميركي في أوروبا لحماية أمنها. ولهذا دلالة سياسية كبيرة مع تعرض أوروبا للإرهاب والتفكك وهي تتناسى تاريخها الدموي في القرن الماضي.
موت جاسوس لا يعوض، لذلك تمّ زرع مخه في رأس مجرم متمرس قادر على إتمام المهمة من دون قطيعة. تم استنساخ الجاسوس في بدن مجرم للحفاظ على ما تخزنه الذاكرة. لقد شاعت عمليات زرع الأعضاء، وغالباً ما تنقل الرئة أو الكلى أو البنكرياس وهذه قطع غيار بلا معنى. لكن لزراعة المخ بعداً آخر. للمخ ذاكرة، لذا تمّحي ذاكرة المجرم السابقة وتحل محلها ذاكرة جديدة. ذاكرة جاسوس لديه ولاء تام للنظام. على المستوى الشخصي يجد المجرم نفسه أمام طفلة وامرأة تعود لرجل آخر لكن يعرف سرها العاطفي ويدهشها ذلك. يضعف المجرم أمام الطفلة أكثر مما يضعف أمام أمها الغلامية التي تعشقها الكاميرا حين تلاعب الرياح تنورتها.
بنقل الذاكرة من شخص لآخر صار الفرد يعامل كجهاز حاسوب، يمكن نقل ذاكرة من حاسوب إلى آخر وتبقى المعطيات نفسها مهما كان الشكل الخارجي للحاسوب أو الهاتف أو اللوحة. ينطبق ذلك على البشر. يمكن نقل مخ ميت إلى شخص حي فتمّحي سلوكاته السابقة ويتبنى سلوكات وذاكرة الميت ويخدم أسياده بالطريقة نفسها.

الإيقاع
يقدم الفيلم صراع الدولة في مواجهة الإجرام والفوضويين. يبدو أن الدولة تفضل التعاون مع المجرمين ضد التوجهات السياسية الفوضوية الثورية العابرة للحدود.
إما النظام أو الفوضى. لا خيار ثالثا. كل طرف يجند كل ما يستطيعه لهزم الآخر. يستقطب النظام المجرم لمنعه من خدمة الفوضويين. المجرمون عقلانيون ويمكن التعاون معهم تبعا لمقياس الربح والخسارة بينما الفوضويون لا يمكن توقع ردود أفعالهم. هذه خطاطة كونية قابلة للتطبيق محليا في كل بلد.
صُوّر الفيلم في لندن، شوارع وأنفاق وعمارات، انبعاث البطل من قاع نهر التايمز. تصوير مدهش لحركية مدينة صارت بمثابة شخصية في الفيلم. في المطاردات ترافق الكاميرا العنصر المصور، يتحركان في الاتجاه نفسه فتبدو السيارة والطائرة كأنهما متوقفتان. كل ذلك في لقطات قصيرة بكاميرا محمولة تضمن إيقاعا سريعا للفيلم. لا يحتاج مخرجو الأفلام التجارية إلى التشبه بسينما المؤلف التي تقدس اللقطات الطويلة الملتقطة بكاميرا ثابتة والتي تسبب الملل.
سيطر اليساريون على سينما المؤلف. وقد منعت كراهية أميركا الرفاق من الاعتراف بأن هوليوود مختبر للإبداع. وقد أثر هذا الوضع على السينمائيين الشبان الذين تجاهلوا ان هناك الكثير الذي يجب على سينما المؤلف تعلمه من السينما التجارية. النجاح التجاري للفيلم ليس شتيمة. لم يتقادم أداء كيفن كوستنر وهو الذي صنف فيلمه «الرقص مع الذئاب» كفيلم مؤلف استحق أوسكارين. وبفضل موهبته فقد حبب لي كوستنر نوعا من الأفلام لا أحبه عادة. يحتفظ العمالقة بلياقتهم الفنية والبدنية لوقت طويل.
الروائي
أحداث في زمن الحرب العالمية الأولى
واشنطن – طرح الممثل والمخرج الأميركي كيفن كوستنر، أولى تجاربه في عالم الأدب، بالاشتراك مع جيم بيرد، متمثلة في رواية “جمعية المستكشفين”. وتتضمن الرواية الأولى لكوستنر، رسوما للفنان التشكيلي ريك روس مثل تلك التي توجد في المجلات المصورة.
وتدور أحداث الرواية في زمن الحرب العالمية الأولى، وتتناول قصة مجموعة من المغامرين تشارك في تحدّ عالمي للعثور على مدينة أسطورية. وقال كوستنر “إن فكرة أن هذا الكتاب يمكن أن يقرأ بعد 150 عاما من الآن. ربما تبدو ضربا من الغرور”، وأضاف “ربما لا يأخذ مكانه بين الكتب التي نحبها كثيرا. لكننا نود له ذلك”.
وأشار المؤلف الذي قارن كتابه مع كتاب “عشرون ألف فرسخ تحت الماء” للمؤلف الفرنسي جول فيرن، إلى أنه أحب فكرة القوة البدنية للأبطال الذين يحاولون استخدام دهائهم ومواردهم للخروج من المشكلات.
وحاول كوستنر تقديم القصة في فيلم للرسوم المتحركة قبل ثماني سنوات، لكنه قال إن هوليوود لم تبد اهتماما، وانتهى به الحال إلى استخدام أمواله الخاصة في مشروع الكتاب.
وقال كوستنر الذي سبق له تمويل فيلمه “الرقص مع الذئاب” “وجدت أن بعض الأشياء التي أحبها كثيرا يجب عليّ أن أدفع ثمنها”، وكان فيلم “الرقص مع الذئاب” قد حصل على سبع جوائز أوسكار في 1991، من بينها أوسكار لكوستنر عن أول تجربة إخراج له.


بتاريخ : 13/04/2019

أخبار مرتبطة

نفى مصدر من المركز السينمائي المغربي أن تكون هناك أي ضغوطات قد مورست ضد أعضاء لجنة دعم إنتاج الأعمال السينمائية،

  يعترينا الشعور بالغبطة والنشوة عندما نشاهد فيلما من قبيل: Great Debaters أو The Dead Poet’s Society أو Dangerous Mindsأو

كشفت مصادر لجريدة «الاتحاد الاشتراكي» أن أعضاء لجنة دعم إنتاج الأعمال السينمائية (لجنة التسبيق على المداخيل) يعيشون وضعا لا يحسدون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *