كيف تصبح كاتبًا؟ أورهان باموق: أنا حقاً سعيد جداً مع الكتب 3/3

أورهان باموق، كاتب تركي شهير، مؤلف للعديد من الكتب والمقالات غير الروائية، عن بلده تركيا. وتم انتقاد باموق وحتى محاكمته من قبل الحكومة التركية لدفاعه عن حرية التعبير ولفته الانتباه إلى الإبادة الجماعية التي تعرض لها الأرمن والمعاملة التي يتلقاها المواطنون الأكراد.
في هذه المقابلة يناقش الكاتب كيف تغير أسلوبه في الكتابة على مر السنين، وعن عمله الروتيني في الكتابة.

 

– قمت بمهمة لتقصي الحقائق لصالح مؤسسة (PEN) عندما زار كل من الكاتبين الاميركيين « آرثر ميلر» و» هارولد بينتر» مدينة اسطنبول لكي يعاينا الحدود المهولة التي وضعت على حرية التعبير في ذلك الوقت في تركيا العلمانية ورافقتهما. هل هذا صحيح؟ في ‘عقد الثمانينات؟p قمت بمهمة لتقصي الحقائق لصالح مؤسسة (PEN) عندما زار كل من الكاتبين الاميركيين « آرثر ميلر» و» هارولد بينتر» مدينة اسطنبول لكي يعاينا الحدود المهولة التي وضعت على حرية التعبير في ذلك الوقت في تركيا العلمانية ورافقتهما. هل هذا صحيح؟ في ‘عقد الثمانينات؟n نعم فعلاً. في عام 1985، كان هناك في تلك المرة انقلاب عسكري ناجح، وتم اعتقال الكثير من الكتاب، ونشطاء حقوق الإنسان  واليساريين. وارسلت  مؤسسة (PEN) الدولية، ومنظمة هلسنكي وعدد من المنظمات الدولية المهتمة بمراقبة حرية التعبير، الكاتبين  آرثر ميلر وهارولد بينتر إلى تركيا. كنت اتحدث بعض الإنكليزية بطلاقة، وكنت كاتباً شاباً وواعداً ، فجعلوني  دليلاً لهم . كان منتهى السعادة أن أرافقهم  لمدة أربعة أيام. أتذكر تلك الأيام، كانت سعادتي كبيرة  في حين كان الكثير من الناس يودعون مرة أخرى، في السجن.
– وهل تشعر الآن بنفس الشعور؟n نفس الشيء، ولكن حتى أسوأ من ذلك. لماذا ؟ لأنه في ذلك الوقت كان هناك ضوء في نهاية النفق. لقد جربنا الانقلابات العسكرية، ولكن في هذه المرة لدينا الكثير من الحريات، ولكننا نتراجع الى الوراء. مثل هذا لم يحدث ابداً في حياتي. قبل خمس سنوات، وقبل ثماني سنوات، كانت تركيا تتمتع بأفضل حرية للتعبير في تأريخها، وكنت سعيدأً بهذا الامر. وعلى الرغم من أن مشاكل كانت لي مع الحكومة، فلم اكن أهتم. كنت متفائلاً لأنني كنت انظر إلى المستقبل، ولكنني ما زلت لا أستطيع أن أرى المستقبل الآن، وهذا ما يحزنني. ولكن لا تقلق بشأني  كثيراً؛ أنا أكتب رواياتي. لا تقلق علي.
– صدقني، أنا لست قلقاً عليك. عندما تأتي إلى الولايات المتحدة أو أوروبا لتقوم بالتدريس أو لتفعل كل ما تفعله، هل تشعر بأن الطريقة التي ينظر إليها الغرب الى تركيا قد تغيرت  بطريقة أو بأخرى؟ هل یستجیب الناس لك بشكل مختلف أو یتحدثون لك عن تركیا بطريقة مختلفة ؟n حسناً، أنه أمر معقد جداً. عندما جئت إلى الولايات المتحدة في عام 1985 لأول مرة، عندما كانت زوجتي السابقة تقوم بتحضير رسالة الدكتوراه، كنا في نيويورك في عام 1985، وقرأنا  بعض الأخبار، على سبيل المثال، في صحيفة نيويورك تايمز، حول حدوث  زلزال في تركيا، كانت هناك بعض الأخبار الصغيرة نوعاً ما  في الصفحة 12، وكان  الأتراك الذين يعيشون  بنيويورك يحدث بعضهم البعض، «هل رأيت الأخبار المنشورة عن تركيا في صحيفة نيويورك تايمز؟» وكانوا فخورين جداً. اليوم، أو في السنوات الثلاث الماضية، في  كل يوم هناك شيء عن تركيا. أولاً، انخفضت مكانة تركيا، ولكن هذا كان أيضاً تغييراً. في البداية، كان مثيراً للاهتمام أن كلاً من الإسلام والديمقراطية والحداثة كان يبدو أنها تتجه نحو أوروبا، التي كانت لطيفة. ولكن في السنوات الثلاث الماضية، كان يبدو انها  تسير في الاتجاه المعاكس، تتجه  نحو الشمولية . يتم وضع الصحافيين والكتّاب في السجن، والديمقراطية تصبح ضيقة  ومحدودة اكثر فأكثر. والليبراليون المتعلمون، وذوو الاتجاه الغربي  – غير راضين حقاً، ونحن نفكر، «ماذا سيحدث بعد ذلك؟» هذا هو المزاج. في الواقع، وبسبب كل ذلك، أنا أعمل واكتب  أكثر من أي وقت مضى لأنه ستشعر  بالاكتئاب حقاً لو بقيت تستمع الى الأخبار.
– لذلك، فقط لننتهي من حيث بدأنا، عندما تعمل الآن في مكتبك، أو أينما كان في هذا البيت المطلّ على الشاطئ الذي تعيش فيه، ألا تقوم بتصفح الإنترنت؟ هل في بالك رواية ما ؟ ما الذي تقوم به؟n أنا في بيتي الصيفي، حيث يوجد بالطبع الإنترنت، وهو أمر ممتع. جلبت معي الكثير من أقراص الفيديو الرقمية والكتب التي أريد أن أقرأها. لذلك، أنا حقاً سعيد جداً مع هذه الكتب والأفلام، وانا اعمل طوال الوقت، وبالطبع أنا أفعل هذا في كل وقت. وكما أخبرت صديقتي، ذات مرة، فإن المرء  يشعر بالذنب عندما يجد نفسه سعيداً وسط  الكتب والأفلام فيما يدور من حوله  الكثير من الرعب   في بلده . كثير من الناس المذنبين وضعوا في السجن بطريقة تعسفية. فمن المستحيل عدم الشعور بالذنب، والحل بالنسبة لي هو العمل طوال الوقت ومحاولة مساعدة الآخرين. ليست هناك طريقة اخرى.p هل يمكنك أن تخبر الناس ما هي تلك الكتب وأقراص الفيديو الرقمية. أنا متأكد من أنهم  سيكونون مهتمين بذلك؟n [يضحك]. يا. كما تعلمون، هناك فيلم تعرية للمخرج  مايك لي، أنا لم أشاهده منذ سنوات عديدة. ويوجد أيضاً فيلم آل غاتوباردو  للمخرج الإيطالي العظيم لوشينو فيسكونتي..
– للكاتب لامبيدوزا، أليس كذلك؟n الفيلم يستند إلى  رواية له، سوف يمنحونني جائزة لامبيدوزا في صقلية، وسوف اذهب إلى باليرمو قريباً، لذلك سوف اشاهد الفيلم مرة أخرى. إنه فيلم رائع يستند إلى رواية عظيمة. يمثل فيه بيرت لانكستر، وكلوديا كاردينالي، وألان ديلون أيضاً، ولكن لا تنسى أن الروايات هي أفضل من الأفلام. فقط لا تجعلني مخطئاً.
– أليس هناك مثالاً مضاداً؟ ألا يوجد فيلم أفضل من الرواية التي استند إليها؟n [يضحك.] هناك البعض.فيلم العراب

 

 


الكاتب : ترجمة: أحمد الزبيدي

  

بتاريخ : 06/06/2020

أخبار مرتبطة

غدا، إن لم تعد تحكمنا دول ديمقراطية تضمن مبدأ كونية الحقوق، فثمة احتمال كبير لأن تحل القدرة الشرائية، التي هي

نعود مجددا إلى «حياكة الزمن السياسي في المغرب، خيال الدولة في العصر النيوليبرالي»، هذا الكتاب السياسي الرفيع، الذي ألفه الباحث

لا يمكن إلا أن نلحظ نوعا من بين الذات لدى نبوئيي وادي السيلكون. تابع «بتيرتيال» و»ايلون ماسك» دراستهما، معا، بجامعة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *