لقاء دراسي حول «الاعلام الجمعوي» بالصويرة

 

احتضنت مدينة الصويرة يومي 12 و 13 ماي 2018 ، لقاء دراسيا حول موضوع «الإعلام الجمعوي وآفاق التنمية الثقافية بالصويرة» بمبادرة من الجمعية الوطنية للإعلاميين الشباب، بشراكة مع عمالة الصويرة، المديرية الاقليمية لوزارة لثقافة، والبرنامج الاقليمي للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية..
برمجة أيام مفتوحة لفائدة جمعيات المجتمع المدني لتشبيك العلاقات والتنسيق المشترك، الاستثمار في الإعلام الثقافي كرافعة للاقتصاد المحلي، تسويق المؤهلات الحضارية والتراثية للمدينة على نطاق واسع، برمجة دورات تكوينية لفائدة فعاليات المجتمع المدني والمدونين المحليين، تقوية التواصل والتنسيق بين الأطراف المعنية في المجال الجمعوي والإعلام الثقافي، انفتاح الإعلام الجمعوي على النوادي الثقافية بالمؤسسات التعليمية،تلك أهم توصيات المائدة المستديرة التي احتضنتها دار الصويري في محاولة للتأسيس لتواصل قوي بين الجمعوي والاعلامي، وتيسير انفتاح أحدهما على الآخر عبر إحداث لغة وسطى، وأرضية مشتركة بين الطرفين توحد الجهود وتحقق تبادل الأفكار والآراء في اتجاه مواكبة تحولات الألفية الثالثة . حيث دعا المشاركون الى تقوية قدرات الفاعلين الجمعويين التقنية والمعرفية مع التركيز على فئة الشباب .
الحبيب أبو ريشة استعرض في مداخلته نماذج حديثة للإعلام الثقافي تستمد مرجعيتها من النظريات التواصلية الناجحة عبر العالم، مشيرا الى أن هذا الجنس الاعلامي بالمغرب أصبح مطالبا أكثر من أي وقت مضى، بتحديث استراتيجية اشتغاله لكي تتلاءم مع المتغيرات والمستجدات التقنية المعاصرة. المتدخل أكد على حاجة الإعلام الجمعوي للتكوين المستمر لارتباطه بمفهوم»التسويق الجمعوي». وبالتالي لابد من اعتماد استراتيجية تمتح من الآليات المقاولاتية. ابو ريشة يرى امكانية التسويق الترابي لمدينة الصويرة من بوابة الإعلام الجمعوي المؤطر بأسس اشتغال مهنية والقادر على اعطاء اشعاع نوعي. مستشهدا بتجارب رائدة لمجموعة من المدن الصغيرة جغرافيا استطاعت أن تصنع أحداثا ثقافية كبرى كمدينة كمبري شمال فرنسا.
مصطفى بنسلطانة الباحث في «التراث والفنون المشهدية» في مداخلته حول موضوع «المجتمع المدني وسؤال الإعلام الثقافي»، دعا الى القطع مع طرائق الاشتغال النمطية لمعظم الجمعيات . في تغييب تام للمهام التواصلية والاعلامية وبالتالي الحد من اشعاعها الترابي.
المتدخل اعتبر الشراكات مع مكونات المجتمع المدني بديلا استراتيجيا لإغناء التوجهات الإعلامية، مشيرا الى أهمية الاقتصاد الانتقالي الثقافي كخيار لا محيد عنه لمواكبة متغيرات العصر على المستوى التواصلي، ودخول بوابة الاقتصاد الثقافي عبر آليات الاشتغال المقاولاتية. حيث اعتبر الصويرة من المدن الإبداعية المؤهلة لاستيعاب الاعلام الجمعوي بتوجهاته الثقافية.
برنامج اللقاء الدراسي تضمن كذلك ورشة تطبيقية لفائدة الجمعيات الحاملة للمشاريع الثقافية احتضنها متحف سيدي محمد ابن عبد الله يوم الأحد 13 ماي 2018 . حيث تم الاشتغال على تمكين المستفيدين من الآليات والمعايير الواجب توفرها في صياغة المشاريع الثقافية و كذا طرق تسويقها عبر الوسائط التواصلية.
اللقاء شكل مناسبة لتكريم الموسيقار والفاعل الجمعوي عبد الصمد اعمارة والصحفي سمير لطفي مراسل وكالة المغرب العربي للأنباء بالصويرة ، تقديرا لعطاءاتهما جمعويا وإعلاميا.


الكاتب : عبد العالي خلاد

  

بتاريخ : 21/05/2018