ليلى السليماني وصونيا تراب تطلقان عريضة دفاعا عن الحريات الفردية

قرر مئات المغاربة خوض معركة جديدة لأجل توسيع مجال الحريات الفردية من خلال توقيع عريضة غير مسبوقة، تحمل عنوان «نحن مغربيات ومغاربة، نعلن خروجنا عن القانون»، لم يتوقف نشرها على وسائل الإعلام المغربية فقط، بل تناولتها صحف دولية كصحيفة «لوموند « الفرنسية.
وجاءت هذه العريضة على خلفية قضية الصحافية هاجر الريسوني، التي اعتقلت، في نهاية غشت، بتهمة «الإجهاض غير القانوني» و»ممارسة الجنس خارج إطار الزواج»، وأدى اعتقالها إلى إعادة النقاش حول الإجهاض والحريات الفردية.
إطلاق العريضة أتى بمبادرة من الكاتبة المغربية الفرنسية ليلى سليماني (الفائزة بجائزة غونكور العريقة لعام 2016) ومواطنتها المخرجة صونيا تراب، ووقع نسختها الأصلية 490 شخصا، نظرا لرمزية هذا العدد الخاصة، لأنه يشير إلى فصل في القانون الجنائي المغربي (الفصل 490)، يعاقب بالسجن النافذ العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج.
وقد أعلن موقعو العريضة من الجنسين، وبصوت مشترك، نوعا من التمرد على التشريعات الحالية، التي تقيد الحريات الفردية، خاصة وأنه لم يعد فيها النظر منذ عقود، إذ ظلت وفية لفكر محافظ، وضعها في تناقض يومي مع طبيعة مجتمع في تحول مستمر.
ونقرأ في العريضة: «نحن مغربيات ومغاربة نعلن خروجنا عن القانون، نخرق كل يوم قوانين جائرة، قوانين بالية، أكل عليها الدهر وشرب. لقد أقمنا علاقات جنسية خارج إطار الزواج مثل الآلاف من مواطنينا. عشنا أو مارسنا أو كنا شركاء في عملية إجهاض».
وأضافت: «كل يوم، كل ساعة، وفي السر، نساء مثلي، رجال مثلك، محافظون أو تقدميون، شخصيات عمومية أو مجهولون، من كل الأوساط ومن كل الجهات، يجرؤون ويتحملون اختياراتهم، يستمتعون… يكسرون الأغلال، وينتهكون القانون، لأنهم يحبون بعضهم البعض»، لتتحدث العريضة بصوت امرأة قائلة: «كل يوم، أنا مذنبة ومجرمة أمام القانون إذا أحببت أو أحبني أحد…»، قبل أن تخلص إلى القول: «مع كل امرأة يتم اعتقالها، أنا شريكة في الجرم…».
وتلفت العريضة إلى أن كل النساء معنيات بوضع الحريات الفردية في البلاد، ولا يقتصر الأمر على امرأة دون أخرى، إذ تقول: «يمكن أن يحصل نفس الشيء معي، وأصمت بعدها، أواصل مشواري، وأحاول أن أنسى… لكن لا أتمكن من ذلك».
وتصدر العريضة صرخة تذمر بلسان امرأة من هذا الواقع، الذي فرض على النساء خاصة. «لم يعد بإمكاني التحمل أكثر. جسدي ينتمي إلي، ولا ينتمي لا إلى أبي، ولا لزوجي، ولا لمحيطي، ولا للرجال في الشارع، وحتى الدولة أيضا».
وانتقد الموقعون ما أسموه بـ»ثقافة الكذب والنفاق الاجتماعي التي تؤدي إلى العنف والتعسف وعدم التسامح»، موجهين سهام عتابهم للقوانين المعمول بها بخصوص الحريات الفردية. فهذه القوانين «المدمرة للحرية، والتي لا يمكن تطبيقها، باتت أدوات انتقام سياسي أوشخصي».
وتسعى العريضة إلى «الدفاع عن كافة النفسيات المحطمة بالعار والخزي أو السجن»، بحسب ما صرحت ليلى سليماني لوكالة الأنباء الفرنسية. من جانبها أشارت المخرجة صونيا تراب إلى»أنها حملة تشارك فيها نساء من كل الفئات، مدرسات وموظفات بنوك وربات بيوت وطالبات وفنانات ومثقفات».


بتاريخ : 01/01/2020

أخبار مرتبطة

  بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف الثامن من مارس، وتحت شعار « المراجعة الشاملة والجذرية لمدونة الأسرة «، نظم

  في بادرة تنم عن إشاعة ثقافة الامتنان والعرفان للنساء اللواتي أسدين خدمات جليلة للوطن وضحين بكل ما يملكن في

هذه بعض الخواطر التي راجت في ذهني، وأنا اتابع قضايا وتفاصيل ومشاهد المعركة التاريخية الكبرى التي فجرتها المقاومة الفلسطينية يوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *