ما أجمل أن يحبك وطن برمته

 

لم يسبق لي ان شاهدت وسلمت على الراحل عبد الرحمن اليوسفي إلا مرتين. مرة بالمعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء على هامش توقيع مذاكرته والمرة الثانية، بمدينة خريبكة بمناسبة حضور جنازة أحد أقربائه.
كان رحمه الله بسيطا في كل شيء. كل العيون كانت تتجه إليه. تناول العشاء مع المعزين. عيونه، شعيرات رأسه البيضاء، ساعته اليدوية، ألبسته، تجاعيد زمن النضال… كل شيء فيه يقول : أنا ابن هذا الشعب، ولدت من رحمه وسأبقى بجانبه، إلى أن أفارق هذه الحياة .
معدن الكبار، لا يصدأ!. حينما يحب المغاربة مناضلا من طينة عبد الرحمان اليوسفي، فاعلم أن المحبوب، أيقونة ورمز وطني قل نظيره!. لا حديث اليوم وبعده، إلا عن وفاة رجل أعطى الشيء الكثير لوطنه!. رجل، لن تجد واحدًا في هذه الأرض ، يحمل حقدًا في قلبه عليه!. أحبه الكبار والصغار!. لم يكن علامة وطنية اتحادية فقط، بل، عبد الرحمان اليوسفي، أحبه كل المغاربة . من طنجة الى لكويرة وعلى امتداد الاتحاد المغاربي ومن المحيط الأطلسي الى الخليج العربي ، وداخل كل دول إفريقيا، وفي كل الدول الاشتراكية قديما أو حديثا، في أمريكيا الجنوبية ، وفي العديد من المنظمات الدولية، وفي دول أخرى.
للرجل بصمته ومكانته!. زمنه زمن تاريخي بامتياز. هو الآن إرث وطني صادق، سيذكره المغاربة سواء من كان معه في حزبه، أو من هم خارجه!. عاش بسيطًا ومات بسيطًا !. أياديه بيضاء!. له مكانة خاصة في قلب الجميع ، من أعلى سلطة في هذا الوطن العزيز، إلى أبسط رجل في زاوية من زوايا هذا الوطن!.
ما أجمل أن يحبك وطن برمته، وأنت على قيد الحياة … !. وما أجمل أن تموت، ووطن برمته له قلب واحد يرثيك به!. كان درسا بليغا في السياسة وهو على قيد الحياة. هاهو يموت رحمه الله، وموته يشكل درسا بليغا للجميع !.
لست سياسيًا بالمعنى الحزبي، وأحترم كافة الحساسيات الحزبية بوطني، لكن أتساءل وأقول: هل من الممكن أن يستخلص أهل السياسة الحزبية في وطني بعض الدروس من حب المغاربة لعبد الرحمن اليوسفي ؟.
الرجل نحت اسمه بحبه لوطنه ووفائه لعهوده!. ساهم في إنقاذ المغرب من سكتة قلبية !. أعترف أن زمنه في الحكم ، حققت فيه فئات عديدة من المجتمع المغربي ، مكاسب عدة!. عاش صادقًا بسيطًا وجميلًا !. ابتعد عن الأضواء !. أياديه بيضاء ! لم يكذب على المغاربة … وطني حتى النخاع !. كل الحب لك!
سيذكرك الجميع سيدي، أنك لم تجن من وطنك إلا عشقه وحبه!. البقاء لله!. أحببناك حيًا ،وسنحكي عنك، عشقك لوطنك، ونضاليتك الصادقة من أجل شعب، اسمه الشعب المغربي !. رحمك الله! . عشت وفيًا ومت وفيا!

بقلم مواطن مغربي أحبك جدا


الكاتب : حبيب ناصري

  

بتاريخ : 03/06/2020

أخبار مرتبطة

  على الرّغم من أن رولان بارثRoland Barthes، منذ أواسط ستينات القرن الماضي، أي في مرحلته البنيوية، كان قد أعلن

  الرواية الأولى كانت حلمٌا جميلا في البداية، ولكن ما إن صحوت منه حتى تحول إلى كابوس يقض المضجع، يسرق

ندوة حول «التاريخ وقيم المواطنة» بكلية الآداب بالمحمدية تنظم الجمعية المغربية للمعرفة التاريخية، بشراكة مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *