ما بين فرانكفورت، كولن وبون: مناخ الأرض، مزاج الحضارة…! 4 .. لوثة المناخ تخرج بون من ضبابها…

أصبحت بون مبتسمة في اليوم الثالث والرابع من الزيارة..
هنا تكون الشمس في نونبر، حادثة مناخية..قال صديقنا الصحفي المغربي في دوتشفيله، الأصيل عبد الرحمان عمار، الذي أقام سنتين اثنتين في بون، أيام كانت عاصمة ألمانيا الاتحادية : في عادة بون الشتوية أنها تتجلل بالثلج والبرد في نونبر، هذه السنة يبدو أن مزاج الأرض أدركها هي أيضا بمناسبة قمة المناخ..
الثلاثاء كانت »بون « تخرج من عاداتها الشتوية: لا ثلجَ ولا عاصفة.. برد ينسل إلى العظام، وشمس تغسل الشجر بنورها
الأصفر…
والأحمر…
والأخضر….
جربنا القطار هذا الصباح، المفاجأة أن المحطة توجد من الجهة لأخرى للكاتدرائية الأثيرة. فالخارج من المحطة يواجه ثلاثة قرون من المعمار والمسيحية والدهشة..
والذاهب في قطارات بون الكثيرة …يخلف وراءه نفس الكاتدرائية.. تتحرش بالزمان وعودته الدائمة!
عثمان وأنا كان علينا أن نجرب الصدفة ونحاول أن نجد بين الكلمات الألمانية ما يدلنا على أننا على صواب، أسعفتنا لافتة بباب الدخول حول الكوب
هنا قطار بـ 11 دقيقة
وهناك قطار بـ 36 دقيقة.. لكن أيهما القطار الذي …سنستقل؟
هذا المسافر إلى باب القطار قلنا: سيتوجه هو أيضا الى الكوب 23. تأكد حدسنا: الرجل يضع “البادج” فأعفانا من خجل الحديث اللهم سؤال عابر، أجاب عنه بهزة رأس!
بجوارنا امرأتان ورجل يحدق في سحناتنا بنوع من التحفظ، بلا سبب، طارت من حديثهم كلمة الدار البيضاء ثم مراكش! لم يكن ذلك كافيا لتبادل الحديث، ربما لأنهم كانوا يتحدثون ألمانية شديدة اللهجة فلم نتجرأ على مفاتحتهم، نزل الإفريقي الذي دلنا بحكمة من رأسه على القطار فنزلنا .الرجل الذي رأيته لحظة الفطور يضع سماعتين بيضاوين ويحمل حقيبة غادر هو الآخر. في محطة بون المركزية تجمع حشد من المشاركين، آسيويون ببذلات رمادية وأقمصة شديدة البياض، وأوربيون شعرهم الأشقر كدليل لباس وخفة الواثق في نفسه…
كان الجو باردا، لكن الشمس مبتسمة، بخجل ألماني، تراه على وجوه الناس المتجردين، المتقشفين..
بالمناسبة، لحد ذلك اليوم لم نر أية مظاهر فاخرة: لا مكياج فاضح، لا سيارات فخمة، لا لباس مبالغ في رسميته..
تذكرت ما روي عن الفقيه المختار السوسي: يحكى أنه قال ذات يوم :هناك أمران لا مزاح معهما وهما الإيمان … والألمان!
الحقول على طول المسافة، كانت تذكرنا بسهول الشاوية..مع فارق أساسي، لا جوار عمراني بقربها، خضرة لا تحد…..
الخضرة، كانت تدفعنا إلى التفكير مجددا في الحفاظ على الأراضي الفلاحية… ولو كانت القطارات والطرق السيارة ضرورية وواسعة وكثيرة..!
في رواق المغرب، الذي وصلناه عبر الحافلة الموضوعة رهن إشارة المؤتمرين .
قصاصة لازمة حول جامايكا ميركل

ونحن في غمرة المؤتمر، كانت الكلمة الأكثر تداولا هي «جامايكا»، ولاسيما في الوسائل السمعية البصرية والقنوات الغربية .. وهي تعبير عن المفاوضات الجارية حول تشكيل الحكومة، من أحزاب، يصنع ألوانها مجتمعة لون علم جامايكا، …كانت ميركل في كل النشرات، وخلفها 12 12سنة من الحكم والمواقف الأصيلة.
أورو نيوز الأكثر تداولا كانت تنقل أطوار الحوار الألماني الألماني عن الحكومة، منذ الانتخابات الفارقة في تاريخ ملبد بالفخاخ والدم..
كانت الأخبار تتوالى »قرابة شهر كامل من المفاوضات الشاقة، سعيا لتشكيل ائتلاف حكومي، قررت الأحزاب السياسية الأربعة، الاتحاد المسيحي الديموقراطي والاتحاد المسيحي الاجتماعي والحزب الديموقراطي الحر وحزب الخضر، ليل الخميس /الجمعة، تمديد محادثاتها إلى ما بعد 16 نونبر، المهلة التي حددتها المستشارة لإتمام العملية«.. أي يوما قبل رحيلنا ….
الأخبار التي يتداولها المؤتمرون تقول إن أنغيلا ميركل اعترفت بأن الجلسات المقبلة ستكون “صعبة حتما” لكن “رغم الصعوبات (…) فمن المجدي خوض جولة ثانية” من المفاوضات، ولاسيما لبحث موضوع الهجرة الذي يقع في صلب معركة بين المحافظين والبيئيين.
ميركل كانت في مأزق لم يسبق أن واجهته.
“ألمانيا لايمكنها أن تنتظرها، وأوروبا لا يمكن أن تنتظر «…
في قاعة المؤتمر، كانت أطوار تفاوض آخر تجري ، بالقرب منا، فمنذ أعلن صلاح الدين مزوار عن تسليم الأمين العام، يوم الأربعاء للكتاب العام year book ، حصيلة ..مجهود المغرب، دار حديث عن موقف إفريقيا الموحد من عمل المغرب، منذ فوضت له القارة الحديث باسمها في مؤتمر مراكش.. ولما أعلن رئيس الاتحاد البرلماني الإفريقي، Cipriano Cassama سيبريانو كاصاما، الذي انتخب في الرباط في نونبر 2016، في إحدى قاعات المؤتمر برواق المغرب أنه جاء من واغادوغو لكي يسلم رئيس وزراء فيجي والأمين العام للأمم المتحدة إعلان الرباط حول المناخ، انطلقت منافسة حادة بينه وبين روجي نكوضو …رئيس مجموعة البرلمانات الإفريقية.
وبما أن المغرب عضو في كليهما، فقد رأت كل مؤسسة أنها أهل بتقديم الإعلان.
عرف رواق المغرب بالمؤتمر الدولي للمناخ المنعقد بمدينة بون الألمانية، حركة غير معهودة خلال يومين، إذ توافدت عليه شخصيات برلمانية إفريقية متعددة. ولاحظ الزوار وصول الرئيس الحالي للاتحاد البرلماني الإفريقي سيبريانو كاساما، قادما من غينيا بيساو، التي احتضنت اللقاء الإفريقي التنسيقي إلى اللقاء الذي عقده الوفد المغربي، حول سير المفاوضات المتعلقة بتطبيق اتفاق باريس، كما وصل إلى الرواق، الرئيس الحالي لمجموعة البرلمانات الإفريقية (البانافريكان PANAFRICAN روجي نكوضو).
وقد علمنا من عين المكان، أن كلا من الرئيسين، كان يسعى إلى تولي مهمة إبلاغ دولة فيجي، في شخص رئيس حكومتها المختصة، القادمة للكوب 23، بإعلان الرباط حول تصور إفريقيا لقرارات قمم المناخ.
وبعد مشاورات مع الرباط والاتحاد البرلماني الدولي، استقر القرار على عقد لقاء صحافي بحضور الطرفين، وحضور المغرب، ممثلا بنائب رئيس مجلس النواب، عبد العزيز العماري، وصلاح الدين مزوار رئيس (الكوب 22). وهو اللقاء، الذي تابعته الصحافة الوطنية الحاضرة في منطقة (بوفازون) المفتوحة، والصحافة الدولية المعتمدة.
وقد تحدث كل من الرئيسين الحاليين للمجموعتين ونائب رئيس مجلس النواب وصلاح الدين مزوار…
وكان الرئيس كاساما، قد تحدث في موضوع ذي صلة، عن اتفاق الرباط في جلسة عرفت حضور وزيرة البيئة نزهة الوافي، وممثلين عن وزارة الداخلية، إضافة إلى خبراء في المناخ، ومنتخبين برلمانيين، وجهويين ومحليين، كما أوضح العماري، باسم مجلس النواب، الهدف من لقاء الرباط، حول صورة تسبق*** الجهود الإفريقية، ودور المؤسسة البرلمانية.


الكاتب : عبد الحميد جماهري

  

بتاريخ : 24/11/2017