ما مصير المسؤولين عن أكبر خطأ في تاريخ «الأوسكار»؟

كالمعتاد كان حفل الأوسكار بهيجا وحافلا، حيث أنه من أكبر التظاهرات التي يتابعها مشاهدون مباشرة، إذ يقدر عددهم بأكثر من 220 مليون، بترسانة من نجوم الصف الأول، ومنظمين أكفاء يمتازون بالاحترافية والحنكة للسهر على حدث عالمي من هذا الحجم، ما جعل هذه السنة (الشو) يكون باهرا أكثر. نتائج الأفلام لم تكن متوقعة، إذ فاز فيلم “مونلايت” بجائزة أفضل فيلم، بعدما أعلنت الممثلة دولاناواي فوز فيلم ” لالا لاند” ليصعد فريق الفيلم إلى خشبة المسرح، ويقدم مخرجه كلمة طويلة قبل أن يتوجه بالشكر للأكاديمية على منحهم الجائزة، وفيما هو يستعد لتسلمها وفي أقل من دقيقتين، تم إعلان أن هناك خطأ حدث، لتتحول الاحتفالات على خشبة المسرح وجو البهجة والتصفيقات إلى هرج ظاهر، ليدهش منتج فيلم “لالا لاند” ملايين المشاهدين، معلنا فعلا أن خطأ قد وقع، وأن الأمر ليس مزحة كما ظن الجمهور ليرفع بطاقة تظهر أن ضوء القمر هو الفائز.
بالنسبة لمضيف الحفل جيمي كميل، الذي دخل حالة ذهول كاملة بعد أن تمالك نفسه قال: ” كنت أعرف أن ذلك التخبط سيحصل كنت متأكدا”، وحاول المخرج المخضرم شرح ما حصل في قوله: ” أريد أن أقول لكم ما حدث فتحت الظرف وكان مكتوب فيه: إيما ستون (لالا لاند) ليضيف في محاولة منه لخلق جو من الدعابة، لهذا نظرت طويلا إلى فاي ولم أكن أحاول أن أكون ظريفا، وكانت دوناواي هي التي أعلنت عن فوز الفيلم الخطأ، أما مخرج فيلم “مونلايت” جاري جينكز فقد صرح: “الأمر صحيح ليست خدعة ..أرسل بحبي لللالا لاند وللجميع” وهي المرة الأولى التي يقع فيها خطأ من هذا الحجم، في أكبر حفل هوليودي، حيث ظل ملايين من المشاهدين ينتظرون ويتأرجحون هل الإعلان مجرد مزحة أم وقع خطأ بالفعل، إلى أن تم رفع البطاقة التي حفر عليها اسم الفيلم الفائز لتعرض أمام الكاميرا عن قرب.
والواقع أن المقدمين “دوناواي” و”وان شي” كان يحملان مغلفا يضم بطاقة تحمل اسم الجائزة السابقة التي فاز بها “لالا لاند” الذي كان المرشح الأبرز للفوز هذه الدورة، وقد ظهر أن هناك ترددا واضحا بينهما، رغم ما يمتازان به من حنكة وتجربة طويلة، وخبرة يبدو أنها خذلتهما هذه المرة.
أما مخرج فيلم “ضوء القمر” باري جنكر، فقد قال وراء الكواليس لاحقا: “أن ذلك الخطأ قد أعجزني عن الكلام، أنا لم أشهد مثل هذا الخطأ يحدث من قبل، لقد جرت الأمور بشكل لم يكن لي لأتوقع أن يحصل، لقد كانت أكثر 20 دقيقة جنونا في حياتي”، ليضيف أنه لم يعرف كيف وقع هذا الارتباك الفظيع لقد حدث وفقط، وكان أبطال “لالا لاند” كريمون جدا، لا أستطيع أن أتخيل نفسي في نفس موقفهم. ”
وقد غطى هذا الحدث عناوين غالبية الصحف الأمريكية الصادرة آنذاك، إلى جانب بعض المواقف السياسية التي أعلنها بعض الممثلين، الذين بدوا كأنهم في تكتل لمناهضة مشاريع رولان ترامب، لتأخذ المسابقة الرسمية والفائزون جزءا أقل هذه السنة من المتابعة الصحفية، التي تركزت على جوانب أخرى صار حفل الأوسكار مسرحا لها، أما في ما يخص مصير المسؤولين عن هذا الخطأ الكبير الذي لم يشهد حفل الأوسكار مثيلا له، خاصة لما له من سمعة دولية كبيرة، وما يعرف عنه من إحكام تنظيم، وحنكة في التسيير، فقد قررت الأكاديمية الأمريكية لفنون السينما وعلومها عدم التعامل بعد الآن مع محاسبي شركة “برايس ووترهاوس كوبرز” اللذين خلطا بين الظرفين في حفل توزيع الجوائز، ما أدى إلى خطأ في إعلان فوز فيلم “لا لا لاند” بجائزة أفضل فيلم بدلاً من “مون لايت”. وأوضحت ناطقة باسم الأكاديمية إن براين كولينان ومارثا رويز، وهما المحاسبان اللذان كانا متواجدين في الكواليس لتسليم المظاريف إلى مقدمي الجوائز في كل فئة، لن يكونا موضع ترحيب في الحفلات المقبلة، مؤكدة أنّ الشركة في حد ذاتها ليست حتى الآن معرضة لعقوبات من قبل الأكاديمية. وما حدث أنّ سلم كولينان الظرف الخطأ إلى الممثل وارن بيتي إذ كان يحمل اسم الفائزة بجائزة أفضل ممثلة ايما ستون، وليس أفضل فيلم. وقد أثار ذلك فضول بيتي إلا انه لم يتلفظ بأي كلمة وعرض البطاقة على الممثلة فاي دانواي التي شاركته التقديم فيما كان منها بعدما شاهدت اسم “لالا لاند” تحت اسم الممثلة ايما ستون، إلا أن أعلنت انه الفيلم الفائز. ومرت دقيقتان ونصف الدقيقة قبل أن يصحح الخطأ الذي يعتبر الأكبر في تاريخ الجائزة..


الكاتب : عبد الواحد مفتاح

  

بتاريخ : 05/06/2017

أخبار مرتبطة

يخلد 21 أبريل من كل سنة يوم الإعلام العربي بموجب القرار الصادر عن الدورة 46 لمجلس وزراء الإعلام العرب، وذلك

أكثر من 87 % يرون أن المحتوى التافه يحظى بأكبر قدر من الانتشار على منصات التواصل الاجتماعي     كشف

من المنتظر انطلاق فعاليات مهرجان ابداعات سينما التلميذ في نسخته الخامسة دورة المخرج والمنتج بوشتى الإبراهيمي ، في إطار انشطتها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *