مدينة الصويرة تحتضن الدورة الرابعة لمهرجان «من القلب إلى القلب»

 

انطلقت، يوم الخميس 11 يوليوز الجاري بمدينة الصويرة، فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان «من القلب إلى القلب» والذي سيمتد لغاية 20 منه.
وحسب ورقة تعريفية قدمها المنظمون حول هذا المهرجان، فإن هذه التظاهرة نتاج مبادرة الفنان بلعيد بلهاوي، الذي فرض اسمه في مجالات الرسم والصباغة والنحت على امتداد خمسة عقود، قضى ثلاثة منها في باريس وعاشر خلالها صفوة من كبار أساتذة الفنون الجميلة، وأضاف نفس المصدر أن هذه الدورة ستعرف مشاركة 63 فنانا من مدن مغربية مختلفة، وكذا فنانون وافدون من الغرب الأوروبي ودول عربية، يمثلون مختلف الأجيال وأنماط تشكيلية متعددة، وأوضح بأن هذا المهرجان يتميز بكون عرض الأعمال الفنية لهؤلاء التشكيليين ليس غاية في حد ذاته، بل هو مجرد وسيلة تستهدف غايات إنسانية نبيلة، حيث إن المشاركين يتبرعون بلوحات يخصص ريعها لأعمال خيرية، وانطلاقا من هذا المبدأ، اختار المنظمون هاته السنة دعم جمعية «إدا أوبلال» بدوار إد العوني بجماعة سيدي احماد أوحماد (ضواحي الصويرة)، في منطقة تنعدم فيها وسائل المواصلات، وتأتي هاته المبادرة كمحاولة للمساهمة في فك العزلة عن المنطقة، وبالتالي تضمن برنامج المهرجان معارض ولوحات فنية متنوعة، توزعت بين استقبال الضيوف بساحة مولاي الحسن وافتتاح معرض تشكيلي بالمعهد الفرنسي ولقاء مع تلامذة جمعية «إدا أوبل» وزيارة صباحية لفائدة المشاركين لكل من متحف الصويرة وأروقتها الفنية، إضافة إلى جولة بمركز المدينة، ثم أنشطة متنوعة في دار الصويري تشمل قراءات شعرية ووصلات موسيقية وعرضا حول جذور التشكيل المغربي وتوزيع لشهادات المشاركة وتقديم تبرعات الفنانين لرئيس الجمعية المستفيدة، وسيستمر عرض اللوحات التي يتبرع بها الفنانون المشاركون إلى يوم 20 يوليوز .
وفي هذا الصدد، عبر الفنان التشكيلي بلهاوي بلعيد، مدير مهرجان»من القلب إلى قلب»، وصاحب المبادرة، في حوار للجريدة،عن فرحه أولا لتواجده بهذا الفضاء الصويري الذي تميز خلال اليوم الأول لانطلاق المهرجان، بـ «سماء صافية وأمواج بحر هادئة وشمس دافئة»، وثانيا، لأنه تمكن كمنظم، أن يجمع، على حد قوله، هذا الكم الهائل من الفنانين القادمين من جميع أطراف المغرب ومن بعض الدول الأوروبية، حول نشاط خيري يستهدف جمعية «إدا أوبلال» والتي تتواجد بمنطقة ريفية، التي هي أصلا ليست ببعيدة كل البعد عن مدينة الصويرة ولكن انعدام المواصلات بها جعل منها منطقة نائية ومعزولة، حيث الطرق غير المعبدة تحول دون مرور السيارات، وعبر عن أسفه بل خجله من كون ذلك يحصل في سنة 2019، وبالتالي فهو مسرور لأن بهاته التظاهرة سيعملون على مساعدة هؤلاء الأشخاص المتواجدين بهاته القرية شاكرا كل المساهمين على جودهم وإسهامهم بدعمهم المادي في إنجاحها.
في نفس السياق استقت الجريدة شهادات لفنانين وشعراء مشاركين خلال هذا المهرجان، كلهم عبروا عن سرورهم لتلبيتهم دعوة صاحب المبادرة الفنان التشكيلي بلعيد بلهاوي ومشاركتهم في هاته التظاهرة ذات الأجواء الجميلة والأهداف النبيلة في فضاء مدينة تنعم بعدة مزايا طبيعية وثقافية مهمة، كلهم قدموا من مناطق مختلفة، فأنس البوري أستاذ التربية التشكيلية المشارك في اللجنة التحضيرية لهاته التظاهرة والمساهم أيضا بالمعرض الذي يحتضنه المعهد الفرنسي بالصويرة، والذي سيدوم ما يقارب شهرين، صرح بأنه يشارك مع ثلة من الفنانين بلوحات ترسم أثناء ورشة برمجها المنظمون، ستعرض بعدها في المزاد العلني لتستفيد من ريعها جمعية «إدو أبلال»، واستطرد موضحا أن هناك أنشطة أخرى مبرمجة خلال هاته التظاهرة مثل معرض تشكيلي آخر سيحتضنه رواق «أجوندا 21» للفنان يحيى محزوز سيتم بيع لوحاته أيضا، علاوة عن لوحة جماعية كبرى بأحد المقاهي الثقافية سترسم على نغمات الموسيقى وستباع في عين المكان بالمزاد العلني، وهناك أمسية بدار الصويري سيساهم فيها شعراء من الصويرة وخارجها، وكذلك ندوة حول الفن، بالإضافة إلى بعض العروض الموسيقية وغير ذلك.
من جهتها حاتم زهرة، الأستاذة والمؤطرة القادمة من مدينة الرباط والمكلفة بالتواصل بمهرجان «من القلب للقلب» صرحت أن المهرجان هاته السنة تميز بحضور فنانين من دول أخرى مثل بلجيكا وبولونيا وإسبانيا وفرنسا ثم تونس.
مصطفى بن بكار، الملقب بـ»صطوف فونون» فنان تشكيلي وأستاذ الفنون التشكيلية بمدينة مراكش، أعلن بأن مساهمته للمرة الثانية في هذا المهرجان هي من أجل دعم الجمعية التنموية من خلال لوحات فنية أنجزت من طرف مجموعة من الفنانين.
أما «فاليري سيوكولا»، وهي فنانة تشكيلية مستقرة بمدينة مراكش ومديرة للمعرض الفني «2 أر» فقد عبرت عن سعادتها لتواجدها بالمشاركة وتقديم لوحتين لصالح منطقة من أجل بناء مدرسة، وأضافت للتعريف بنفسها أنها كان لها شرف عرض لوحاتها مع الوفد المغربي بـ»متحف اللوفر» بباريس وبأنتاليا بتركيا ومستقبلا سيشاركون في مصر وبفرنسا وإسبانيا وريو دي جانيرو بالبرازيل، وختمت بالتعبير عن أملها في أن تحصل هاته الجمعية على الكثير من النجاح مردفة بأن هاته التظاهرة هي بطعم التقاسم والفنانين يعيشون أجواء الحب ويتميزون بتواضعهم وهذا سيساعد على الحصول على الكثير من المال لصالح هؤلاء الأطفال ولكي يحيا مهرجان «قلب لقلب» سنة 2020.
ميشال قادري، المهندسة والفنانة التشكيلية، أتت من مدينة القنيطرة حيث تدرس وتعمل كمهندسة وأستاذة للفن التشكيلي، صرحت كذلك، بأنها في مدينة الصويرة للمساهمة في مهرجان «من قلب للقلب» بدعوة من صاحبه بلهاوي بلعيد، كما عبرت عن حبها لمدينة الصويرة معربة عن رغبتها في العودة لهاته المدينة الجميلة السنة المقبلة من أجل المشاركة.
وقالت الفنانة التشكيلية البولونية «أنا سالة» بأنها جاءت لتساهم في هاته التظاهرة العظيمة المليئة بالطاقات الإيجابية وتستمتع بأوقات جميلة مع زملاء فنانين تجمعهم رسالة المحبة المنطلقة من القلب إلى القلب
بدورها، عبرت إيما أبو نمير، عن سرورها هي أيضا بمشاركتها، وهي فنانة تشكيلية عصامية سبق وأن ساهمت بأعمالها في عدة معارض داخل المغرب وخارجه، وتشتغل في رسوماتها على تيمات تعكس جمالية الخلق الإلهي، سواء المنعكس في الطبيعة أوغيرها.
أما الفنان التشكيلي حمزة نتيفي من مدينة الدارالبيضاء فيشتغل على «الرسم الجسدي»، حيث يرسم على جسمه، وقد سبق وشارك قبلا في التظاهرة التي كانت لصالح جمعية «بيتي»، وصرح النتيفي، بأنه صاحب اللوحة المتحركة وأضاف مفسرا بأن فكرة هاته الأخيرة تتطلب أن يخرج من اللوحة التي تصبح متحركة وتتكلم.
خديجة بنتاجر، فنانة تشكيلية وأستاذة الفنون التشكيلية بمراكش ومن مواليد الصويرة وترعرت بها وتعيش حاليا بمراكش، أضافت للتعريف بنفسها، بأن جل أعمالها الفنية تعكس ما عاشته في الصويرة خلال طفولتها، تصور المدينة القديمة وطبيعة حياة المرأة المغربية قديما، موظفة في ذلك ألوانا طبيعية، بحيث لا تخلط الألوان في ما بينها، وهي سعيدة بالمساهمة بلوحتين لفائدة تلامذة منطقة إدا وبلال «الذين يعتبرون بمثابة أبنائنا».
نعيمة أشركوك فنانة تشكيلية، عبرت عن نفس الإحساس بالتظاهرة التي تجد فيها نفسها على اعتبار أن الفن من المفروض أن تكون له أهداف اجتماعية، واسترسلت قائلة بأن هذا اللقاء دولي به تمثيلية وطنية وأخرى دولية، مما يساعد على تبادل التجارب والخبرات حول هدف نبيل والذي تحث على أن يكون دائما هو الهدف الأسمى لكل فنان، فضلا عن كون هاته التظاهرات تساعد على الرقي بالذوق في طريقة العيش» ونحن كفنانين دورنا هو المساهمة في رقي الفن، وبالتالي المساهمة في الرقي بالذوق والتذوق الذي تتمحور عليه كل مظاهر حياتنا».
الفنان التشكيلي رشيد بن عبد الله قال إن الفنان يعتبر أن من واجبه التواجد خلال هاته المناسبات لكي يقدم خدمات لصالح الفن والقضايا الإنسانية، مؤكدا أن الفنان الحقيقي هو بطبعه معطاء ويدعم الجمعيات، ومن هذا المنطلق فتواجدهم هو أولا من أجل تحقيق هاته الغاية، واسترسل قائلا بأنه هو شخصيا ينظم تظاهرات مشابهة، فقد قام مؤخرا بتنظيم تظاهرة بمناسبة اليوم العالمي للفن باسم «الفن من أجل الأخوة»، احتضنتها كل من مدينتي الرباط وفاس.
التظاهرة ستعرف أيضا قراءات شعرية، وفي هذا الإطار استقت الجريدة شهادة أحد المساهمين وهو الزجال سعيد بركة ، الذي صرح بأن له شرف المشاركة في الملتقى الرابع للمهرجان من خلال لوحات زجلية خلال الأمسية الفنية التي ستقام على هامش التظاهرة .
يذكر أن الدورة الأولى من المهرجان خصصت دعمها لجمعية «تاموزيكا»، واستفادت خيرية دار الطالب بالصويرة من دعم الدورة الثانية وجمعية «بيتي» من دعم الدورة الثالثة.


الكاتب : سهام القرشاوي

  

بتاريخ : 19/07/2019

أخبار مرتبطة

  كشفت المديرية العامة للأرصاد الجوية، بأن تساقطات مطرية قوية جدا، محليا رعدية، (من 90 إلى 130 ملم) وهبات رياح

هل تعلم عزيز القارئ، أن حوالي60إلى 80مليون شخص في جميع أنحاء العالم يتأثرون بالجلوكوما؟ وأن 8ملايين منهم يعانون من العمى

يتوخى هذا المشروع تثمين مياه السد التلي بواد الطين في إقليم سيدي قاسم، ويهدف المشروع، الذي بلغت تكلفته الاستثمارية 100

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *