مراكش : ضحايا تهديم سوق الازدهار بباب دكالة يحتجون

انتقادات قوية وجهها تجار سوق الازدهار بباب دكالة لمسؤولي مراكش، و في مقدمتهم عمدة المدينة و السلطة المحلية، في وقفة احتجاجية نظموها قبالة قصر بلدية المدينة بشارع محمد الخامس يوم الجمعة 26 يناير 2018.
المحتجون، و هم من ضحايا عملية تهديم سوق الازدهار بباب دكالة منذ 17 سنة، دون أن يعوضوا عن ذلك، طالبوا بتمكينهم الفوري من حقهم في التعويض بمحلات بالأسواق المنشأة من قبل المجلس الجماعي، منتقدين بشدة تعامل عمدة المدينة مع ملفهم و عدم تفهمه لطبيعته.
و قال المحتجون إنهم شردوا بسبب قرار بلدي بتهديم سوق الازدهار بباب دكالة الذي ألحق بساحة سبعة رجال التي تحولت أخيرا إلى محطة لوقوف الطاكسيات الكبيرة رغم الملايير التي صرفت من أجل تأهيلها، و أكدوا أن المسؤولين حينها وعدوهم بتعويضهم بمحلات بسوق عين إيطي بمجرد تصفية وضعيته العقارية، لكنهم فوجئوا بأن 82 محلا منه قد بيعت بأثمنة جد بخسة و أن العشرة المتبقية منها معروضة حاليا للبيع.
المحتجون، الذين يناهز عددهم 160 تاجرا، كانوا يمارسون نشاطهم التجاري بسوق الحفرة بباب دكالة قبل تنقيلهم إلى سوق الازدهار، الذي هدم سنة 2002، أكدوا أنهم مُكنوا من هذه المتاجر بقرارات من بلدية مراكش، و أنهم أنفقوا أموالهم في بنائها، إلى أن تسبب تهديم السوق في قطع أرزاقهم و تشريد أسرهم.
و قال المحتجون أيضا، إنهم في الوقت الذي كانوا ينتظرون وفاء المسؤولين الجماعيين بوعودهم القاضية بتعويض المتضررين من تهديم سوق الازدهار، صدموا بكون المجالس الجماعية شيدت العشرات من الأسواق الجديدة بمختلف أنحاء المدينة و تفويتها، مع مواصلة استثنائهم من ذلك .
و طالب المحتجون النيابة العامة بفتح تحقيق في هذا الملف، متوعدين مسؤولي المدينة الحمراء» بتصعيد احتجاجاتهم بنقلها إلى مستوى أكثر حدة»، معتبرين «تعامل عمدة مراكش و أعوانه و السلطة المحلية، مظهرا واضحا للاستهتار بمصائر الفئات المنكوبة في حقوقها و استخفافا بمعاناتها».
و معلوم أن تدبير ملف سوق الازدهار، خلف عددا من الضحايا و تسبب في تشريد و تفقير العشرات من الأسر، و لاسيما الطريقة التي نفذ بها قرار التهديم حينها من دون مراعاة مصير الأسر التي تستفيد من نشاط هذا السوق، الذي حول إلى ساحة أطلق عليها اسم سبعة رجال، أصبحت رغم الأموال الطائلة التي صرفت عليها ملاذا لمختلف الأنشطة الإجرامية، ناهيك عن الإساءة التي تمثلها لجماليات المدينة بأبراجها القبيحة.


الكاتب : عبد الصمد الكباص

  

بتاريخ : 30/01/2018