مرضى السرطان يعانون الأمرّين بمستشفى بوافي بالدارالبيضاء

بات حلم العديد من المرضى من المصنفين ضمن خانة المستفيدين من نظام المساعدة الطبية «راميد» بمستشفى بوافي بعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان بالدارالبيضاء، هو طبع ملفاتهم وتجهيز أوراقهم للاستفادة من خدمة طبية داخل هذا المرفق العمومي. هذا الإجراء الإداري أصبح مصنّفا ضمن خانة المستحيلات ويتطلب صبرا طويلا ونفسا كبيرا لتحمل مختلف أنواع ودرجات الامتهان التي يكون العديد من المرضى عرضة لها من طرف بعض المهنيين، سواء تعلق الأمر بممرضات أو أعوان للحراسة، الذين وجدوا في تغيير الإدارة السابقة بإدارة حالية «متسامحة»، مساحة من الحرية للقيام بمجموعة من الممارسات التي تضر بالمسار الذي قطعته هذه المؤسسة الصحية.
«الاتحاد الاشتراكي» عاينت كيف وجد عدد من المرضى صعوبات جمّة صبيحة الأربعاء 3 يوليوز 2019، على سبيل المثال لا الحصر، من أجل الوصول، ليس لفحص بجهاز السكانير أو إجراء عملية أو تدخل طبي دقيق، أو عرض على الطبيب حتى، بل فقط من أجل طبع ورقة تمكن من إجراء تحليلة قبل الخضوع لحصة العلاج بالكيماوي، وهو ما يعني مضاعفة أكبر لمعاناة المرضى، الذين يعانون عضويا ونفسيا، ماديا ومعنويا، وعوض أن يجدوا من يمد لهم يد العون ويرشدهم ويبسط عليهم المساطر الإدارية، يتم تجاهلهم والانصراف لأشياء أخرى كالأحاديث الجانبية الفارغة !؟
غضب المرضى على عدد من الممارسات بات خلال الآونة الأخيرة يرتفع صداه ومداه، ودرجات الاحتقان والاحتجاج أضحت تسير في منحى تصاعدي مقابل تدني منسوب الخدمات الصحية، التي هي حق دستوي يكفله دستور 2011، الذي إذا ما ظل الوضع على ما هو عليه اليوم في مستشفى بوافي فإنه سيصبح متعذرا، وستتراجع هذه المؤسسة الصحية إلى مراتب دنيا في الوقت الذي كانت تتصدر فيه المشهد الصحي على صعيد مدينة الدارالبيضاء باعتباره مرجعا يجيب عن احتياجات مستشفيات ومواطني مناطق أخرى.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 05/07/2019