مستشفى القرب بحي التشارك بسيدي مومن يرى النور بعد تعثر دام أزيد من سبع سنوات..

بعد تعثر دام لأزيد من 7 سنوات من الأشغال وبدون الحديث عن تاريخ وضع حجر الأساس الذي تم في عهد العامل السابق، وبعد غضبة ملكية بسبب تأخر استكماله بعدما كان مقررا تدشينه من طرفه شخصيا في وقت سابق، تم صباح يوم الجمعة 11 غشت 2017 وبشكل مفاجئ يثير التساؤلات بالنسبة لمتتبعي الشأن المحلي كما هو بالنسبة للعديد من المسؤولين تدشين مستشفى القرب بحي التشارك بمقاطعة سيدي مومن بتراب عمالة مقاطعات سيدي البرنوصي بالدارالبيضاء، بالرغم من عدم جاهزيته بنسبة 100/100، نظرا للخصاص الحاصل في الأطر الإدارية والصحية، وعدم استكمال الأشغال به والتي ظلت مستمرة إلى حدود مجئ السادة الحسين الوردي وزير الصحة والعامل الجديد على مقاطعات البرنوصي، رفقة المديرة الجهوية لوزارة الصحة والمندوب الإقليمي ومناديب وزارة الصحة بولاية الدار البيضاء، ورئيس المقاطعة الجماعية وبعض أعضاء المجلس..؛ لافتتاحه رسميا في وجه الساكنة..، مع الإشارة أيضا إلى غياب تام للوحات التشوير والتي تدل على مكان المستشفى، وكذلك إلى فقدان محيطه إلى النظافة وجمالية المكان ورونقه التي تليق به كما تليق بالساكنة باستثناء واجهة المدخل الرئيسي فقط يوم التدشين، مع تسجيل غياب دوريات الأمن بالنهار كما بالليل الذي يصبح مجالا خاصا للمتسكعين والمجرمين ويزاول فيه كل أنواع الإجرام والانحراف، حيث المكان هو أشبه إلى حي صناعي منه إلى حي سكني..، وهو ما كنا نؤكد عليه في العديد من المقالات والمناسبات بالجريدة الخاصة بالمنطقة، حيث سبق وتطرقنا فيها لحجم المشاكل التي تعاني منها المنطقة والساكنة بسبب تحول جنبات هذا المستشفى إلى مكان لتجمع أكوام النفايات والحشرات ومتلاشيات البناء «شبه مزبلة» ومشاكل أخرى بالجملة، ومكانا أيضا لربط الحمير والبغال والعربات المجرورة، وتجمع الكلاب الضالة..!؟؛ وضجيج الحافلات الكبرى « الرموكات» التي يختار سائقوها إيقافها بالشارع الخلفي للمستشفى وما لذلك من مخاطر، في غياب أي تدخل إلى حدود اليوم..؟؟؟
وفي اتصال بالسيد الزمزامي المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بالمنطقة، بخصوص المولود الجديد، أكد بأن هذا المستشفى العام والذي تصل مساحته الإجمالية 28929 متر مربع، والممول من طرف وزارة الصحة بتكلفة مالية قدرها 67.634.452 درهم، يبقى فريدا من نوعه على صعيد ولاية الدار البيضاء لا من الناحية المعمارية ولا من ناحية التجهيزات، ومن شأنه تعزيز العرض الصحي بالمنطقة بتخفيف العبء على المراكز الاستشفائية الأخرى، بطاقة استيعابية تصل الى 45 سرير، يحتوي على أجهزة طبية وبيوطبية متطورة، يتضمن وحدة للطب العام والنساء والتوليد والأطفال، وحدة للجراحة العام، قسم المستعجلات، وحدة الفحص بالأشعة « السكانير»، وحدة التعقيم ومختبر للتحاليل مزود بأحدث الأجهزة، قاعات خاصة بالاستشارات الخارجية، فضاء للاستقبال، مستودع للأموات مع غرفة للتشريح، صيدلية ومرافق أخرى..؛ وقد دعا في الأخير جميع الجهات المعنية والشركاء بتضافر الجهود كل حسب مسؤولياته للحفاظ على هذا المكتسب والرقي به خدمة للساكنة، من سلطات محلية ومجلس المقاطعة، وساكنة وفاعلين جمعويين وسياسيين وساكنة؛ وفي سؤال بخصوص تاريخ افتتاح مركز حماية الإدمان بنفس المنطقة والذي يجاور مستشفى القرب، والذي تبلغ مساحته 1000 متر مربع، والممول من طرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن، فقد صرح بـأنه سيتم افتتاحه رسميا شهر رمضان المقبل من سنة 2018.
ولتسليط الضوء على الوضع الصحي بعمالة مقاطعات سيدي البرنوصي بمعطيات مونوغرافية، فتبلغ المساحة الإجمالية 38,59 كلم مربع، عدد السكان 627968 نسمة، الكثافة السكانية 162272 نسمة/ كلم مربع، يبقى منها عدد سكان سيدي مومن 454779 نسمة، المساحة 9,26 كلم مربع، والكثافة السكانية 17298 كلم مربع، حيث مؤشر التغطية الصحية فيه هو مؤسسة صحية أولية لكل 37898 نسمة، مع طبيب لكل 13781 نسمة، وممرض لكل 10576 نسمة، وهي أرقام في حد ذاتها تثير التساؤلات، حيث تجعلنا نتساءل عن جودة الخدمات التي يتلقاها المرضى في ظل هذه المعطيات؟، كما تجعلنا كذلك نتساءل عن ماهية ظروف اشتغال الأطقم الإدارية والطبية؟ ..


الكاتب : التهامي غباري

  

بتاريخ : 17/08/2017