مصطفى الكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير

يستحضر فصول وأطوار مسار الكفاح الوطني في سبيل نيل الحرية والاستقلال والسيادة الوطنية والوحدة الترابية

 

تميز المهرجان الخطابي الذي نظمته المندوبيــة السامية لقدمــاء المقاومين وأعضــاء جيش التحريــر، يوم السبت 18 نونبر 2017 بمقر مجلس جهة الرباط-سلا-القنيطرة بالرباط، بإشراف مصطفى الكثيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير على مراسيم تسليم أوسمة ملكية شريفة لـ 9 من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير المنتمين لجهة الرباط-سلا-القنيطرة، وذلك بمناسبة تخليد الذكرى 62 للأعياد الثلاثـة المجيدة : عيد العودة، عيد الانبعاث وعيد الاستقلال. ويتعلـق الأمر ب:المقاومة المرحومة طامو اضريف بنت مولود من مدينة الرباط ، والمقاوم عبد القادر الغزالي والمقاومة المرحومة أمينة القندوسي بنت احمد من مدينة سلا، والمقاومة المرحومة حليمة البلغمية من مدينة تمارة ، والمقاوم المرحوم محمد الغزواني، من مدينة الخميسات، والشهيد نميرة الجيلالي بن محمد، والشهيد اسكور بوعزة بن ناصر من مدينة القنيطرة، والشهيد علي بياع بن الجيلالي، ومن مدينة سيدي قاسم، الشهيد إدريس التدلوي بن عبد القادر
.كما جرت بهذه المناسبة، مراسيم تكريم صفوة من أعضاء المقاومـة وجيش التحرير، سلمت لهم ولذوي حقوقهـم لوحات تقديرية، كما قيلت في حقهم كلمة تنويه وإشادة بمناقبهم الحميدة ومزاياهم الرفيعة وأدوارهم الرائدة والطلائعية في معترك المقاومة وساحة الشرف والمقاومة. وقدماء المقاومين وأعضــاء جيش التحريـر المحتفى بهم في هذه المناسبـة وعددهم (6 ) : 5 متوفــون يرحمهم الله و1 حي أطال الله في عمره وهم : المقاوم المرحوم علي العمراوي – المقاوم المرحوم احمد هراندي – المقاوم المرحوم محمد الشاوني – المقاوم المرحوم محمد حمودي – المقاوم المرحوم محمد اذهيبة – المقاوم محمد صابيق. وهي التفاتة كريمة إزاء هذه الثلة الخيرة من أبطال وأعلام ورموز المقاومة وجيش التحرير الأشاوس والأماجد، صادقوا ما عاهدوا الله عليه، وخاضوا عن قناعة وطواعية ونكران ذات، غمار الكفاح الوطني، وأبلوا البلاء الحسن في سبيل عزة الوطن، ونالوا بذلك وسام الشرف والتضحية والفداء والبذل والسخاء والعطاء، ومتبوئين مكانة رفيعة ودرجة متقدمة في شاهق سلم الوطنية والمقاومة والتحرير. كما أشرف المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بحضور الشخصيات المدعوة على عملية تسليم إعانات مالية ومساعدات اجتماعية وإسعافات لعدد من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وأرامل المتوفين منهم المستحقين للدعم المادي والاجتماعي.
وفي كلمته بالمناسبة، أكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير أن الأعياد الثلاثة المجيدة :عيد العودة وعيد الانبعاث وعيد الاستقلال، والتي تؤرخ للعودة الميمونة لبطل التحرير والاستقلال والمقاوم الأول جلالة المغفور له محمد الخامس من المنفى إلى أرض الوطن، تعتبر معلمة بارزة وصفحة مشرقة في تاريخ المغرب الحافل بالأمجاد والبطولات والمكرمات، لما تجسده من انتصار لإرادة العرش والشعب والتحامهما المستميت من أجل الحرية والاستقلال والوحدة، والذود عن حمى الوطن وحياضه وحدوده، وأضاف أن عظمة الذكرى تستوجب بل وتحتم علينا التأمل والتدبر في تاريخ المغرب الطافح بالأمجاد والملاحم والروائع والحافل بالمحطات التاريخية المجسدة لمظاهر التعبئة الجماهيرية والحزبية في خوض غمار الكفاح الوطني والتحريري.
وفي هذا السياق، استحضر محطات وضاءة وفصولا مشرقة من أطوار الكفاح المرير الذي خاضه العرش العلوي المنيف والشعب المغربي الأبي في سبيل الحرية والاستقلال، فمن الانتفاضات الشعبية العارمة والمظاهرات الحاشدة المقاومة للوجود الأجنبي والتسلط الاستعماري، إلى المعارك الخالدة التي شهدتها سائر أرجاء الوطن إلى أن تكللت الملحمة الكبرى التي اتسعت رقعتها وتقوى تأثيرها بانطلاقة مظفرة لجيش التحرير بالشمال في 2 أكتوبر 1953، وتحقق النصر المبين بالعودة المظفرة لجلالة المغفور له محمد الخامس ورفيقه في الكفاح والمنفى جلالة المغفور له الحسن الثاني وأسرته الشريفة إلى أرض الوطن في 16 نونبر 1955، منصورا مظفرا، معلنا عن أفول عهد الحجر والحماية، وبزوغ فجر الحرية والاستقلال .
وتواصل مسلسل الكفاح الوطني، يردف المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير موضحا، بتمكن المغرب من كسب رهانات مسيرة التحرير المباركة، وإنهاء فترة التقسيم والتجزئة، فتم استرجاع طرفاية في 15 أبريل 1958، وسيدي افني في 30 يونيو 1969، لتتوج هذه المسيرة النضالية المتواصلة بملحمة المسيرة الخضراء المظفــرة في 6 نونبر 1975، التي توجت بجلاء آخر جندي أجنبي عن الأقاليم الجنوبية المسترجعة في 28 فبراير 1976، واسترجاع إقليم وادي الذهب إلى أرض الوطن في 14 غشت 1979.
وجدد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير التأكيد على التعبئة الوطنية واليقظة الموصولة لأسرة المقاومة وجيش التحرير وسائر مكونات وأطياف الشعب المغربي وقواه الحية حول قضيتنا الوطنية الأولى، قضية الوحدة الترابية المقدسة، ومباركتها وتثمينها للمقترح المغربي القاضي بمنح حكم ذاتي موسع لأقاليمنا الجنوبية في ظل السيادة الوطنية.
واستظهر باقي المتحدثين ما تختزنه هذه الذكرى الغراء من دروس وعبر طافحة بالمثل العليا والمبادئ الوطنية والدروس والعبر والعظات التي ما أحوج الناشئة والأجيال الجديدة إلى الاغتراف من معينها الفياض والنهل من ينابيعها الدافقة والاهتداء بأقباسها وأنوارها للانخراط والانغمار في المسيرات التنموية التي تشهدها بلادنا في العهد الزاهر لجلالة الملك محمد السادس نصره الله ، وتوج هذا المهرجان الخطابي بتلاوة نص برقية الولاء والإخلاص المرفوعة إلى جلالة الملك محمد السادس نصره الله.
واكب هذه الاحتفالية كل من ممثل والي جهة الرباط-سلا-القنيطرة، وعدة شخصيات سياسية ووطنية وأعضـاء المقاومة وجيش التحرير وفروعهم ونشطاء العمل الجمعوي وفعاليات المجتمع المدني وعمـوم المواطنين من العدوتين الرباط وسلا.


بتاريخ : 23/11/2017

أخبار مرتبطة

يؤكد الفيلسوف ميشيل فوكو أن عصر الأنوار «لم يجعل منا راشدين»، ظلك أن التهافت الأخلاقي للغرب ظل يعيش، إلى الآن،

نعود مجددا إلى «حياكة الزمن السياسي في المغرب، خيال الدولة في العصر النيوليبرالي»، هذا الكتاب السياسي الرفيع، الذي ألفه الباحث

جيد أن تبحث عن ملاذات في أقاصي نيوزيلندا، لكن، أن تحاول تشييد حضارة جديدة على جزر عائمة، فذاك أفضل! إنه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *