مع اختيار وجدة عاصمة الثقافة العربية التلميذة «مريم أمجون» تتفوق في «تحدي القراءة» من بين أكثر من 300 ألف منافس

اختتمت يوم السبت الأخير بمدينة وجدة، فعاليات الدورة الثالثة من مسابقة «تحدي القراءة العربي»، بتتويج التلميذة مريم أمجون ذات الثماني سنوات، التي تدرس في المستوى الثالث ابتدائي، فائزة بهذه الدورة التي تنافس فيها أكثر من 300 ألف تلميذ وتلميذة على الصعيد الوطني، مثلوا3842 مؤسسة تعليمية.

وستشارك مريم التي مثلت في البداية الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة فاس مكناس، في المراحل النهائية لهذه المسابقة التي ستنظم بدبي بالإمارات العربية المتحدة شهر أكتوبر المقبل، بعد تتويجها بطلة عقب تفوقها على العشرة المنافسين الأوائل الذين بلغوا المرحلة النهائية على المستوى الوطني، والذين خاضوا الاختبارات النهائية على مدى 3 أيام، لتكون بذلك سفيرة وممثلة للمغرب في هذه التظاهرة التي تحظى بكثير من الاهتمام والتتبع على صعيد الوطن العربي.
وارتباطا بموضوع المسابقة فقد نالت مدرسة ثانوية الوحدة الإعدادية، من منطقة الداخلة لقب المدرسة المتميزة على الصعيد الوطني، في حين فاز بجائزة «المشرف المتميز» المعلمة أمينة حيبوب، من مدينة الدار البيضاء، وتم الإعلان عن المتوجين خلال حفل متميز نظم بمسرح محمد السادس بوجدة، بحضور علي سالم الكعبي سفير دولة الإمارات بالمغرب، والأمين العام لتحدي القراءة العربي نجلاء الشامسي، والكاتب العام لوزارة التربية الوطنية، الذي تلا كلمة بالنيابة عن الوزير، إلى جانب عدد من المسؤولين والفاعلين في قطاعات مختلفة، وأوائل المتنافسين وذويهم من مختلف أنحاء المملكة.
وجدير بالذكر أن مشروع تحدي القراءة العربي، هو برنامج أطلقه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لتعزيز القراءة عند الناشئة في العالم العربي، وغرسها كعادة متأصلة في حياتهم، إلى جانب مساعدتهم على تنمية قدراتهم في النقد والتحليل والتعبير، وفي هذا الصدد أكدت الشامسي عن سعادتها بالمشاركة في الاحتفاء بأوائل القراءة في المغرب، باعتباره بلدا له إرث ثقافي ومخزون حضاري متنوع وعريض، مشددة في كلمة ألقتها بالمناسبة على أن المغرب لديه من الثراء والكنوز ما يمد الأجيال بمزيج من المعرفة والثقافة والفكر، مبرزة أن هذا الموروث الحضاري والذي يتمتع به منذ حقب زمنية ضاربة في القدم لا يجب أن يظل تاريخا محفوظا بين أغلفة الكتاب، بل يحتم على الأجيال أن تمثله كما يجب. وأشادت الأمينة العامة لـ «تحدّي القراءة العربي»، بالاهتمام والجدية الكبيرين «اللذين أبداهما طلبة المغرب، وبالإنجاز الذي حققوه في التحدي، كمنافسة تهدف إلى استدعاء الموروث العربي العظيم واستئناف حضارتنا»، واصفة إياهم بأنهم «أبناء حضارات لا تنضب، والتي بزغت منذ فجر التاريخ ومرّت بشتى أطوار الحضارة انتهاء بالحضارة الإسلامية»، مؤكدة بأن «هذا الثراء الفريد يأتي نتاجا للتزاوج العرقي الذي يعد الأكثر ثراء بين أجدادكم الأمازيغ وأجدادكم العرب ليعطي الحصيلة التي نراها أمامنا اليوم».
هذا، وقد اختيرت مدينة وجدة، البوابة الشرقية للمملكة المغربية، لتكون مسرحا لاستضافة التصفيات النهائية على مستوى البلاد، والاحتفاء بأوائل القراءة وتتويج بطل التحدي، بعد اختيارها مؤخرا عاصمة للثقافة العربية للعام 2018، وهو اختيار جاء بالنظر إلى الموروث الثقافي والتاريخي الغني للمدينة التي تأسست عام 994 ميلادية.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 21/04/2018

أخبار مرتبطة

  على الرّغم من أن رولان بارثRoland Barthes، منذ أواسط ستينات القرن الماضي، أي في مرحلته البنيوية، كان قد أعلن

  الرواية الأولى كانت حلمٌا جميلا في البداية، ولكن ما إن صحوت منه حتى تحول إلى كابوس يقض المضجع، يسرق

ندوة حول «التاريخ وقيم المواطنة» بكلية الآداب بالمحمدية تنظم الجمعية المغربية للمعرفة التاريخية، بشراكة مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *