مغاربة مهووسون بالفن الهندي يتألقون في نيودلهي

نعلم جميعا أن للأغنية الهندية عشاق كثيرون بالمغرب. وهناك منهم مهووسون بعشقهم للفن الهندي غناء ورقصا وتمثيلا. إلا أنه لم يكن أحدا يتوقع أن هناك مواهب تعلقت بهذا الفن الغنائي وحفظت عن ظهر قلب أغاني لأكبر المغنين واستطاعوا بهذا الحب التمكن من اللغة الهندية و تجاوزوا ذلك الرقص فأجادوا و أمتعوا و تفوقوا..، إلى درجة يخيل إلى المتتبعين أنهم خريجو المدارس والمعاهد الهندية العليا.
من بين هذه المواهب الظاهرة والمثيرة للانتباه الشاب المغربي أحمد بوموزكان من مواليد 1980 بالدار البيضاء. فولعه بهذا الفن تجاوز الإعجاب وانتقل إلى الإبداع، غناء ورقصا، واختار الصعب الممتنع، حين غنى لأشهر المعنيين الهنديين على مر العصور كالمغني محمد رفيع.
وقد التحق الشاب بجمعية الصداقة المغربية الهندية ليقدم نفسه كمغني موهوب ليطلق عليه لقب «اويت» نسبة لمغني هندي مشهور. إلا أن جمال صوته كان الأقرب للمغني الأكثر شهرة (محمد رفيع) بشدوه الرائع، حسب المتتبعين للأغنية الهندية وبنبرته الصوتية الساحرة المتميزة فرض صوته على محبي هذا الفن وعلى أفراد الجالية الهندية، وبذلك أصبح المغني الأول بجمعية الصداقة المغربية – الهندية بدون منازع رغم وجود أسماء بارزة بها. وطبعا لكي يصل بصوته المميز مجال الشهرة، كافح وكد وجد واجتهد وصبر وتحمل المعاناة التي تمر بها الجمعية، فلم يثنه كل ذلك بعزيمته القوية للرفع من مستواه من جهة والرقي بالجمعية من جهة ثانية إلى آفاق واعدة. فقام بالتنقيب عن مواهب جديدة وتدريبها وشارك في كل العروض التي قامت بها الجمعية عبر ربوع التراب الوطني مغنيا ومدربا.
وتبقى القفزة النوعية التي عرفت به خارج الأراضي الوطنية، والتي من خلالها برز بشكل لافت، هي مشاركته صحبة جمعية الصداقة المغربية الهندية لتمثيل المغرب في المهرجان الهندي للصناعة التقليدية الذي أقيم في جنوب العاصمة نيودلهي منتصف الشهر الماضي ولمدة 18 يوما، حيث نظمت الهند مهرجانا دوليا للصناعة التقليدية بمنطقة سورح كند. شاركت فيه 30 دولة، فكانت المشاركة المغربية مميزة بعروض فنية متنوعة مزجت بين الغناء والرقص والأداء الجيد، إلى جانب مساهمات الفرق الفلكلورية للدول المشاركة.
ويعود الفضل في مشاركة جمعية الصداقة المغربية – الهندية إلى التنسيق الكبير بين السفارة الهندية بالمغرب التي تربطها شراكة مع الجمعية، وزارة السياحة المغربية، أثمرت هذه المجهودات وتمت مشاركة المغرب في هذا المهرجان، مما جعل منها فرصة حقيقية لاتعوض برزت من خلالها أصوات مغربية أذهلت الهنود أنفسهم قبل في مقدمتهم أحمد بوموزكان الذي حصد تصفيقات وعبارات الإعجاب لكل الوفود المشاركة، وخاصة الدولة المنظمة، فأصبح مثار احترام وتقدير الشباب والشابات في مدينة نيودلهي والذين حاصروه أينما حل وارتحل لأخذ صور تذكارية. متنبئين له بمستقبل زاهر في هذا المجال. إن تابع السير على هذا الدرب..


الكاتب : محمد تامر

  

بتاريخ : 16/04/2018