من أجل أفق مغاير للتكوين في المجال السوسيوثقافي؟ 

نظرا لأهمية موضوع التكوين كرهان لتجويد الخدمات التنشيطية في مجال السوسيوثقافي. على  اعتبار الفاعلين في هذا المجال يجب أن يندرجوا  وينتقلوا من منشطين الى فاعلين اجتماعيين. وهذا الخيار في تدعيم الخدمة التربوية والثقافية والإجتماعية الترفيهية، يستدعي من القطاعات الحكومية ذات الصلة  بالعمل الإجتماعي والتربوي والثقافي وضع مصوغات جديدة  في تكوين الفاعلين في المجال السوسيوثقافي تستجيب للحاجيات والتحولات التي تعرفها الفئات الاجتماعية المستهدفة من هذه الخدمة و فئات أخرى مقصية من هذه الخدمة.

فالتكوين في مجال السوسيوثقافي  يعتبر في بعض الدول من الآليات المهمة لإدماج الشباب في سوق الشغل. مما يتطلب إعادة النظر في طبيعة درجات التكوين وملاءمتها مهنيا مع الشواهد الممنوحة مقابلها.غير أن نوع التكوين السائد اليوم في هذا المجال هو ما تقوم به وزارة الشباب والرياضة لفائدة  منشطي ومنشطات الجمعيات المهتمة بقطاع التخييم. كل ذلك يتم  في غياب رؤية متكاملة في جوانبها القانونية و الاجتماعية والتربوية. وبهذه المناسبة أطالب الوزارة بإعادة النظر  رفقة الجمعيات في اعتماد إطار قانوني وبيداغوجي واجتماعي جديد  لمهن التنشيط السوسيوثقافي..كإطار لتجويد  عملية التنشيط السوسيوثقافي وكآلية لإدماج الشباب في سوق الشغل  إضافة إلى دعم جودة  النفس التطوعي  الذي تنجزه هذه الفئة  لدى الجمعيات التربوية التي ينتمون إليها ويتطوعون معها.
لقد قامت بعض الجمعيات التربوية في إطار البرنامج  التشاوري المغربي  pcm قبل عقد من الزمن من وضع خطاطة اولية حول دبلوم مهن التنشيط  métiers d›animation مع مديرية الطفولة والشباب في عهد وزير الشباب السابق محمد الكحص. لكن  هذا المشروع لم يستمر مع الوزيرة التي جاءت بعده.
لقد قمت باستعادة طرح هذا المشروع  في التكوين لتجاوز نوع من النمطية في التكوين السوسيوثقافي السائدة حاليا. والعمل على وضع جيل جديد من التكوين لمهن التنشيط السوسيوثقافي.  فالعديد من الفئات  وخصوصا من ذوي الاحتياجات الخاصة او في وضعية الهشاشة لا تستفيد من خدمات هذه الأجيال من خريجين هذا النوع من التكوين  نظرا لمحدوديته ولا يتعدى تقديم خدمة تنشيطية في المخيمات الصيفية للأطفال العاديين اما الفئات الاجتماعية  الأخرى من الأطفال واليافعين ذوي الاحتياجات الخاصة فهي مقصية من الاستفادة من العطلة والترفيه.على اعتبار هذه الاجيال من الخريجين في هذا النوع من التكوين لا يملكون تقنيات خاصة بتنشيط هذه الفئات الاجتماعية التي فاقت المليونين طفل ويافع….
(*) فاعل جمعوي


الكاتب : عبد الحميد لبيلتة (*)

  

بتاريخ : 10/04/2019