من بين 70 ألف ولادة بالقطاع العام في السنة : 3 آلاف رضيع خديج يفارقون الحياة كل سنة بجهة الدارالبيضاء- سطات

يبلغ عدد الولادات في السنة على الصعيد الوطني حوالي 600 ألف ولادة، بالقطاعين العام والخاص، وفقا لإحصائيات وزارة الصحة، أما على مستوى جهة الدارالبيضاء سطات، فإن الأرقام التي تخص الولادات الجديدة بالقطاع العام لوحده، تبين أن عدد المواليد كل سنة هو يقدر بحوالي 60 ألف ولادة، منهم الذين يولدون في بكيفية طبيعية وفي وضعية صحية جيدة، ومنهم من يغادرون أحشاء أمهاتهم وهم يعانون من مضاعفات صحية، ومنهم الذين يولدون قبل الأوان، مما يفرض ضرورة وضعهم في حاضنات خاصة، وربطهم بمعدات شبه طبية من أجل التنفس، والتعامل مع وضعهم الصحي باختلاف طبيعته، سواء تعلق الأمر بتشوهات خلقية كتلك التي تكون على مستوى القلب، أو بحالات زرقة وصعوبة في التنفس، وغيرها من العلل التي تتطلب تبعا طبيا خاصا، قد لا يكون في متناول الجميع.
إشكالية المواليد الجدد بصعوبات صحية والخدج، ترخي بظلالها على واقع الصحة بجهة الدارالبيضاء سطات، التي تعرف حضورا ضعيفا للحاضنات، خاصة بالمؤسسات الصحية العمومية، التي لا تستطيع تلبية الطلب الكبير عليها، بل وحتى على مستوى القطاع الخاص فإن عددها يظل غير كاف، بغض النظر عن الصعوبات المادية التي تعترض الأسر من أجل إيجاد حاضنة بالمصحات الخاصة، تكلفة الليلة الواحدة فيها تفوق مدخول أسرة بكاملها، خاصة حين يتم احتساب عدد كبير من الليالي، لتبقى بذلك جمعية قطرة الحليب ملاذا للكثيرين الذين يطرقون أبواب مقرها بالمدينة القديمة، الذين منهم من يحالفهم الحظ في إيجاد حاضنة، ومنهم من لا يكون الحظ مبتسما لمولوده، فيطوف به في الشوارع هائما باحثا عن حاضنة تضمّه، قد يجد لها سبيلا أو قد لا يتحقق مبتغاه في إنقاذ رضيعه.
وضع قاتم، بالنظر إلى أن الجمعية المذكورة، هي تستقبل كل سنة حوالي 1000 من المواليد الخدج الذين يلجون مقرها، الذين يكونون في وضعية صعبة، يعانون من صعوبات في التنفس ويحتاجون للإنعاش وغيرها من التدخلات الطبية، وفقا لتصريح الدكتور العلمي مدير الجمعية لـ «الاتحاد الاشتراكي»، الذي أكّد أن الجمعية تهتم بالخدج أو بحديثي الولادة الذي يعانون من تشوهات خلقية أو أمراض تعفنية يكونون معها في حاجة إلى العلاج، وبأنها تبذل مجهودات كبيرة لإنقاذهم، مشيرا إلى أنه كل سنة يتم تسجيل حوالي 40 وفاة في صفوف هؤلاء المواليد، في حين يتم إنقاذ عدد كبير، مبرزا أن هناك خصاصا كبيرا في الحاضنات نظرا لأن حوالي 3 آلاف مولود خديج قد لا يجد حاضنة لإنقاذه.
وجدير بالذكر أن 20 في المئة من وفيات الأطفال المغاربة تكون بسبب مضاعفات الولادة المبكرة، إذ أشارت دراسة سابقة في هذا الصدد إلى أن أزمات التنفس هي من بين أسباب وفيات الأطفال عند الولادة بنسبة 29.5 في المئة، يليها وقوع تعفنات بنسبة 25 في المئة، وشكّلت الولادة قبل الأوان سببا في وفاة الرضع بنسبة 19.65 في المئة، و 9.77 في المئة بالنسبة للاختناقات أثناء الولادة، علما بأن نسبة 1 في المئة من المواليد الجدد تتطلب حالتهم إنعاشا بشكل مستعجل. ويؤكد متخصصون أن 3 أرباع الوفيات التي تسجل في صفوف المواليد الجدد، تكون في فترة 3 أشهر الأولى التي تلي عملية الوضع، هذا في الوقت الذي أبرز مسح وطني أجري سابقا، أن 75 في المئة من الأطفال يفارقون الحياة في الشهر الأول، أي من بين 4 وفيات تسجّل 3 منها تكون في المراحل الأولى للوضع، وبالتالي فالإشكال هو كبير جدا، ويخص المواليد الخدّج وحتى المواليد في وقت طبيعي لكن بمضاعفات صحية متعددة، وهو ما يتطلب بذل مزيد من الجهد الفعلي لإنقاذ هؤلاء المواليد والرضع، في عاصمة المال والأعمال، التي من المفروض أن تنخرط جماعتها الحضرية ومقاطعاتها، والفاعلون الاقتصاديون وتنظيمات المجتمع المدني إلى جانب وزارة الصحة وقطاعات أخرى، من أجل المساهمة في خلق وحدات جديدة عبارة عن فروع لجمعية قطرة الحليب، فضلا عن تجهيز أقسام الأم والطفل في المستشفيات العمومية بهذه الحاضنات من مختلف المستويات، لإنقاذ أطفال البيضاويين.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 16/05/2019